أخبار

إسرائيل لديها الكثير من التكتيكات العسكرية ولا خطة للسلام في الصحافة البريطانية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: ركزت الصحافة البريطانية على الإستعدات الإسرائيلية للغزو البري لغزة، وأوضحت أكثر من صحفية أن الإستعدادات قائمة على قدم وساق لغزو وشيك. تقول الإندبندنت أنه يبدو أن إسرائيل تستعد لاطالة امد هجومها على غزة الذي استغرق اسبوعا الى الان بغزو بري، وسط تقارير حديثة الليلة الماضية حول استعداد القوات والمدرعات للتحرك الى قطاع غزة المحاصر.

وتلمح الصحيفة الى ان مغادرة نحو 300 شخصا من الحاملين لجوازات اجنبية دلالة على اقتراب الهجوم البري، وتقول ان المسؤولين الاسرائيلين حذروا من ان هناك حاجة لتقويض السلطة العسكرية لحماس التي واصلت اطلاق الصواريخ رغم استمرار الغارات الجوية الاسرائيلية. الاندبندنت تشير الى كثافة التقارير التي توردها وسائل الاعلام المحلية الاسرائيلية بتنفيذ اسرائيل لعملية برية تأخرت الى الان بسبب الظروف المناخية السيئة. الا ان الصحيفة تستدرك منوهة بانه رغم ان الحكومة الاسرائيلية قد حذرت مرارا من انها ستشن هجوما بريا الا انه ما زال من غير الواضح ما اذا كانت اتخذت قرارا نهائيا بشأن ذلك.

التايمز من جانبها ترجح انه بحلول صباح السبت فان القوات والدبابات الاسرائيلية ستتوغل داخل القطاع كجزء من عملية كبيرة لمنع حماس من اطلاق صواريخها على جنوبي اسرائيل. وتقول الصحيفة ان احد الاهداف التي تشملها هذه العملية هي المنطقة التي يطلق عليها محور فلاديفيا عبر حدود القطاع مع مصر، الذي أنشات تحته حماس مئات الانفاق التي تستغل في التهريب.

وتضيف الصحيفة ان الحكومة الاسرائيلية قد جندت للعملية البرية اكثر من 6 آلاف من جنود الاحتياطي كما اعطت الضوء الاخضر لاستدعاء 3000 آخرين. وتقول ان قذائف المدفعية الاسرائيلية اطلقت ايضا باتجاه القطاع، بينما دكت الطائرات الطرق التي ستسلكها القوات البرية، والتي قامت حماس بتلغيمها وحفر الانفاق فيها للالتفاف حول القوات الاسرائيلية.

غياب تكتيك السلام

في صفحة الرأي من صحيفة الغارديان كتب جوناثان فريلاند تعليقا على احداث غزة مقالة بعنوان "لدى اسرائيل الكثير من التكتيكات العسكرية لكن ليس اي تكتيك للسلام"، عن الاهداف الاسرائيلية المعلنة لعملية "الرصاص المنصهر" وما سيتحقق على الارض.

يقول الكاتب انه اذا كانت اسرائيل تريد ان تعيش مدنها الجنوبية بسلام وبعيدا عن تهديدات الصواريخ الفلسطينية فكان يمكنها تحقيق ذلك دون اللجوء الى الالة العسكرية وذلك برفح الحصار عن غزة وفتح المعابر حيث يرى اغلب الفلسطينيين ان ذلك كان سيمنح حركة حماس الفرصة لكي تثبت انها قادرة على ادارة غزة بشكل جيد وما كانت خاطرت بقصف اسرائيل بالصورايخ.

وهذا الوضع لن تسمح به اسرائيل لان ذلك يعني اعطاء شرعية لحركة يتضمن ميثاقها "القضاء على دولة اسرائيل" حسب المسؤولين الاسرائيليين وهو ما يتناقض مع تصريحات المسؤولين الاسرائيليين الذي يقولون انهم لا يهدفون الى الاطاحة بسلطة حماس في غزة. واذا كانت اسرائيل تهدف من هجومها الى اضعاف قبضة حماس على القطاع فان ما تقوم به يعطي نتيجة عكسية تماما لان الساسة الاسرائيليين يتوهمون انهم بضربهم غزة او لبنان يضعفون شعبية او نفوذ حماس او حزب الله. الا ان ذلك يعبر عن فهم اسرائيلي خاطىء لواقع المجتمعات العربية لان شعبية حماس ارتفعت كثيرا في الشارع العربي وبات ينظر اليها باعتبارها حركة مقاومة وانها اصبحت "ظاهرة اقليمية".

واذا كانت اسرائيل تأمل ان تقوي الاطراف العربية المعتدلة عن طريق ضرب حماس فقد ادت العملية الى اضعاف موقف هذه الاطراف، اذ ينظر الان على سبيل المثال الى محادثات السلام بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس واسرائيل على انها نوع من الشراكة مع عدو وحشي.

ويخلص الكاتب مقالته بالقول " قد يحقق الساسة الاسرائيليون مكاسب على المدى القصير من ضرب حماس بعنف لكن هذا مكسب تكتيكي" حسبما ينقل عن مسؤول اوروبي والذي اضاف " ان الاسرائيليين خبراء في التعامل مع الاعراض وليس الاسباب" وما تقوم به اسرائيل حاليا في غزة سلوك دولة "تمتلك الكثير من تكتيكات الحرب لكنها تفتقر الى استراتيجية سلام واحدة".

القصاص من ايران

في صفحة الرأي في الاندبندنت كتبت آنا بينكث مقالا بعنوان " روابط طهران بحماس قد تؤدي الى القصاص"، حيث تقول ان تأييد ايران المعلن لحماس، مقرونا بالاتهامات الامريكية والاسرائيلية لطهران بتزويد حماس بالسلاح، قد يؤدي الى تشدد الرأي العام الاسرائيلي لصالح هجوم عسكري على ايران التي يشكل برنامجها النووي تهديدا " وجوديا" للدولة اليهودية.

وتضيف ان الازمة في غزة تذكر بان خلف الصراع في الشرق الاوسط يكمن اكبر تحدي عالمي لاوباما في 2009: " تحجيم طموحات ايران النووية، التي لو تركت دون رادع، يمكن ان تغير التوازن الاستراتيجي العالمي خلال شهور".

ومع اقتراب الانتخابات الاسرائيلية، وبينما يرفض المتنافسون على مقعد رئاسة الوزراء استبعاد خيار القوة لمنع ايران من الحصول على القنبلة النووية، فان الاهتمام العالمي سرعان ما سينصب ثانية على تحدي ايران للامم المتحدة باستمرارها في تخصيب اليورانيوم. وتقول الكاتبة، استنادا الى تقرير احد مراكز الابحاث العالمية ان ايران قد تتمكن من الحصول على كمية كافية من اليوارنيوم المخصب لانتاج قنبلة نووية خلال شهور.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
حقيقة ثابتة
M_Mhalla -

هناك حقيقة تكونت على مدى عقد ونيف، فمنذ عام 1993 بدأت معارك التحدي بين المقاومة وإسرائيل، وتراكمت خبرات المقاومة لاحقا في تفاهم نيسان 1996 الذي ثبت أن المقاومة مجتمع وجيش مماثل لما في اسرائيل وثبت شرعية القتال بين العسكريين وتحييد المدنيين، واستمر فعل المقاومة تحت هذا الغطاء حتى تحقيق التحرير في ايار 2000 فأثبتت جدواها في تحرير الأرض، لكن حرب الـ2006 راكمت خبرة دفاعية نوعية لم تقم بها أي حركة مقاومة سابقا في العالم.في هذا السياق فإن النصر الاستخباراتي والاعلامي وعلى مستوى الضبط والقيادة والاتصال الذي حققته المقاومة على اسرائيل أصبح خبرة نوعية لايمكن إلا أن تُجَلَّ وتُحترم عليه، لكن هذه الخبرة لم تحتكر طائفيا أو بالأحرى مذهبيا لدى حزب الله بل مررت خبرات المقاومة إلى حركة حماس ذات المرجعية المذهبية المختلفة عن حزب الله، وهاهم أهلنا في غزة يثبتون أنهم خير من تعلم الدروس ويطبقون قواعد النصر رغم ما أتت به من عملية المفاجأه التي رتبها جيش وحكومة العدو الإسرائيلي في أول أيام الحرب. فبعد أسبوع من العمليات الجوية المركزة تجد إسرائيل نفسها محشورة بضرورة الحرب البرية مع علمها أنها لن تكون أحسن حالا من المعركة الجوية فلقد ثبَّتت حرب تموز 2006 قاعدة لدى جنود اسرائيل أن الدبابة التي صممت لتحمي الجنود أصبحت مقبرة لهم، وإنني أضيف هنا أنه طالما حافظت المقاومة على الضبط والقيادة فإن المقاتل الفلسطيني بقدرته النوعية المتفوقة على المقاتل اللبناني سيكون خيرا من معلميه الذين دربوه على قواعد المعركة الجديدة، وهذا واضح مع اختلاف الظروف، وأخيرا فإن سيناريو لبنان من 1993 حتى 2006 يتكرر في غزة فلسطين منذ معركة غزة 2007 وسوف ينتهي بتحرير الأرض وتحرير الإنسان.وكل الخبرات العسكرية للجيوش النظامية لن تستطيع هزيمة شعب أراد الحباة.