أخبار

إيطاليا تعيش صمتاً مقلقاً

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من روما: تعيش ايطاليا، منذ بداية أحداث غزة التي دخلت مرحلتها العسكرية الثانية، صمتاً سياسياً مقلقاً قد يسبب إرباكاً شخصياً لرئيس الوزراء الحالي "سيلفيو برلسكوني" الذي يجد صعوبة في التعبير عن نفسه أم إدانة هذا الطرف السياسي أم ذاك. هاهو يقوم بتلزيم موقف بلاده الرسمي الى وزير الخارجية الإيطالي "فرانكو فراتيني" الذي اصطدمت خطاباته بحائط مسدود. قبل كل شيء، باءت المبادرة الديبلوماسية الفرنسية الإيطالية بالفشل. علاوة على ذلك، فان الوعود التي قطعتها الدولة العبرية أمام فراتيني، بشأن ضمان عدم خوض حرب برية ضد حركة حماس، سرعان ما تلاشت في أقل من يومين. هكذا، تحولت تطمينات فراتيني الى أحلام ربما لن تتحقق أبداً طالما استمرت إسرائيل بعملياتها العسكرية البرية ضد المدنيين الأبرياء أولاً ثم المقاتلين الفلسطينيين.

من جانبه يبدو أن برلسكوني يتابع انتقال الحكم بواشنطن الى باراك أوباما قبل أن يعطي رأيه الشخصي إزاء ما يحصل في قطاع غزة. وبقدر ما يجهله الجيش الإسرائيلي حول الحقائق الميدانية في قطاع غزة يعاني برلسكوني من نفس الظاهرة إنما حيال إدارة البيت الأبيض الجديدة. فهو يجهل ما يكتمه أوباما من مخططات شرق أوسطية. بالطبع، لا يريد برلسكوني الصدام مع أوباما لكنه يسعى الى مجاراة تألق الوساطة الإيطالية في منطقة الشرق الأوسط. هكذا، يتريث برلسكوني قليلاً قبل الموافقة على تحركات فريقه الوزاري الداعمة لموقف الاتحاد الأوروبي. بمعنى آخر، فان برلسكوني، على الرغم من تبلور مواقف الأحزاب السياسية هنا من مؤيدة لحقوق الدولة الإسرائيلية في الدفاع عن نفسها أمام الصواريخ الفلسطينية ومناهضة لها، إلا أن برلسكوني يحتاج بعد الى أيام أخرى قليلة لدراسة فعالية آلية الوساطة التي تنوي ايطاليا اقتراحها على المفوضية الأوروبية قبل الذهاب لمناقشتها في تل أبيب.

ويجمع بعض المحللون السياسيون البارزون بإيطاليا على إمكان بناء حزام أمني، مشابه لذلك الذي يفصل لبنان عن شرق إسرائيل، بموافقة أميركية وتفعيل وتطبيق أوروبي. فإرسال مراقبين أوروبيين الى خطوط التماس المتشابكة لم تجد نفعاً، اعتماداً على التجارب الأوروبية السابقة على الحدود مع مصر. إذن، قد تتحول الوساطة الأوروبية الى خطة تدخل عسكرية صديقة تحظى بموافقة منظمة الأمم المتحدة العاجزة أمام حرب جنونية طالت مشاعر الأوروبيين في العمق. علماً أن المظاهرات هنا، لصالح الشعب الفلسطيني، قد تتوسع، على غرار ما حصل من مظاهرات طلابية عارمة في خريف العام الماضي، لتشل العديد من المدن الرئيسية على رأسها العاصمة روما.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف