موسى: إذا فشل مجلس الأمن سنعود إلى الجامعة العربية

إجتمع بسفراء الدول دائمة العضوية وهاجم موقف أوروبا
موسى: إذا فشل مجلس الأمن سنعود إلى الجامعة العربية

نبيل شرف الدين من القاهرة: قبيل توجهه إلى نيوريوك ضمن الوفد الوزاري العربي الذي سيشارك في جلسة مجلس الأمن الدولي، التي يتوقع أن تعقد الاثنين، التقى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية مع سفراء الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن في القاهرة، وقال عقب اللقاء إنه أكد للسفراء أهمية سرعة اتخاذ قرارات لوقف إطلاق النار بشكل فوري، موضحا أن هذا الاجتماع لن يكون على مستوى وزراء الخارجية، لكن العرب سيكونون على المستوى الوزاري خاصة في المشاورات، وقال موسى : " إننا سنحاول العمل على إصدار قرار بوقف إطلاق النار ، وإذا لم يتحقق ذلك فإننا سنخبر العرب جميعا ".

وفي سياق رده على سؤال حول تراجع فكرة عقد قمة عربية طارئة، قال عمرو موسى "إن كافة الخيارات متاحة، لكن لا أقول خياراً محدداً الآن، وما نقوم به أننا سنعمل على مستوي مجلس الأمن الدولي ثم نرى ماذا نقوم به" .

وعما إذا استخدمت واشنطن "حق الفيتو" قال موسى : "إن هذا سيؤدي إلى فشل مجلس الأمن في التعامل مع الوضع بإصدار قرار يوقف هذه الحرب، وستقع علينا مسؤولية عربية للتعامل مع هذا الوضع، والكل يجب أن يشارك في هذا لنرى ما يمكن أن نفعل حينها" .

وتابع موسى قائلاً : "لقد قررنا الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي، للحصول على قرار عاجل لوقف العداون، وإذا لم يقم المجلس بواجبه فإننا سنعود إلى الجامعة العربية، ومن المحتمل إلى مستوى أعلى، فهناك أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين ولا أحد يتحرك، والعالم يبعد عينه إلى اتجاه مختلف، ويجب أن نتعامل مع هذا الوضع"، على حد تعبيره .

موقف الإتحاد الأوروبي

وحول زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمبادرة التي يحملها، قال موسى :" نحن نرحب بأي مبادرة إيجابية تحرك الأمور، ولكن إذا كان الموقف الأوروبي يقوم على أن ما تقوم به إسرائيل هو (عمل دفاعي)، فالبداية لا يمكن البناء عليها، أما إذا كانت المبادرة تستهدف وقف إطلاق النار، والاستعادة السريعة لعملية إعادة بناء عناصر عملية السلام، وأن يكون هناك توقيت زمني وعدم الدخول في الدائرة المغلقة التي تبدأ ولاتنتهي منذ 15 عاما فإننا نرحب بهذا التحرك" .

وحول تأخر العرب في الذهاب لمجلس الأمن، قال الأمين العام للجامعة العربية : إن المجلس انعقد على مستوى السفراء قبل أن ينتهي اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوي الوزاري، حيث تم الاتصال بالمجموعة العربية في نيويورك، وانعقد مجلس الأمن لكن لم يصل إلى شئ، وفور الاجتياح البري اتصلت بالبعثات العربية، وسوف نرى نتائج الاجتماع على المستوى الوزاري، وبعد ذلك يجب أن نتصرف كعرب، ونرى ما سنقوم به في ضوء أن بعض الرسميين الغربيين يدعي أن هذه عملية دفاعية" .

وأعرب موسى عن دهشته من توصيف الاتحاد الأوروبي للاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة، بأنه "عمل دفاعي" وقال "الوضع برمته هو نتيجة الإحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، وأن أي تصرف ضده هو نتيجة لحقيقة مفادها أن الشعب الفلسطيني غاضب وفقد صبره؛ لأنه ليس هناك أي يذكر تقدم في عملية السلام، وهناك تحركات من دون أي نتيجة" .

وأضاف موسى: "لا يمكن قبول أو تفسير إدعاءات إسرائيل بأن هذا الهجوم الذي راح ضحيته نحو 40% من المدنيين، هو "دفاع عن النفس"، بل إنه حتى باقي الضحايا لا أفهم تكون صفتهم عسكريين"، على حد تعبير موسى .

وقال الأمين عام الجامعة العربية: "عندما نرى أن عدد الشهداء في غزة جراء الهجوم الإسرائيلي بلغ نحو 500 شهيداً، والمصابين يقتربون من ثلاثة آلاف، ثم نسمع من يقول إن هذه حركة دفاعية، فإننا نرفض هذا على الإطلاق ونحتج عليه ونعتبره موقفاً سلبياً للغاية ممن قاله، ولا أفهم كيف يزعم من قال ذلك أن له دورا في عملية السلام، إن هذا إنحياز مطلق مائة في المائة ضد المدنيين الفلسطينيين"، حسب قوله .

ومضي موسى قائلا إن الأمر تعدى استهداف منظمة بعينها، ولم تعد مسألة "حماس" أو غيرها بل الشعب الفلسطيني كله، ولذلك سوف نطلب مجددا من مجلس الأمن إتخاذ موقف حاسم، والعمل على وقف هذه العمليات العسكرية فوراً" .