الصحافة الدولية قلقة وبعضها يدعو إسرائيل للإنسحاب "فورا" من غزة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عواصم، وكالات: عبرت الصحف الدولية عن مخاوف حيال الوضع في قطاع غزة في ظل العملية البرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضد حركة حماس فيه ورأت صحيفة "اوبزرفر" البريطانية أن على اسرائيل ان تنسحب حالا من غزة. وأوضحت، في افتتاحيتها، ان العملية التي استمرت ثمانية ايام وادت لضربة لحركة لحماس لن تحقق اي اهداف سياسية او عسكرية. وعددت الصحيفة قائمة الاهداف التي ضربتها اسرائيل من انفاق ومراكز شرطة ومساجد وبيوت وقادة وعدد الضحايا الذي سيزداد بالتأكيد. ولفتت الصحيفة الانتباه الى المعاناة والالم التي جلبته لسكان غزة الذين يعيشون تحت الحصار منذ عدة اشهر.
وقالت ان اسرائيل قد تندم وبشكل تراجيدي على هذه العملية. لان حماس مثل حزب الله ستقوم باعادة بناء نفسها كما ان حملة اسرائيل ضد قادتها خلال السنين لم تؤد الى تحجيمها. ورأت ان على اسرائيل سحب قواتها من غزة، وعلى الدول العربية اقناع حماس بوقف صواريخها مقابل ان تقوم اسرائيل برفع الحصار عن القطاع. ولكنها قالت ان الواقع يشير لغير هذا فقد عادت اسرائيل لسياستها القديمة مما يعني اننا نتتظر وقائع اكثر شراسة.
الصحافة العربية
واعتبرت صحيفة "الجزيرة" السعودية ان اسرائيل بحربها على قطاع غزة وارتكابها المجازر تكافح لاسترجاع صورة قوتها العسكرية الأسطورية التي لا تقهر بعد أن مُزقت في حربها مع لبنان في تموز 2006، لافنة الى ان العرب اليوم في حالة ارتباك وعجز مؤلم ومدمر.
واعتبرت "الرياض" السعودية أنه ليس من السهول تكرار سيناريو صيف 2006في لبنان، من حيث قدرة المقاومة في غزة على إجبار اسرائيل على دفع جزء من كلفة الحرب على القطاع. واشارت الى ان القطاع المحاصر والضيق والمكتظ أصبح مشروع مذبحة كل ساعة تزف العشرات من الشهداء.
واكت ان "حزب الله" في حربه ضد اسرائيل لم يكن وحيداً في الساحة اللبنانية، كان يتحرك في فضاءاوسع بكثير من قطاع صغير مكتظ ومحاصر، وكان يحظى بدعم إقليمي من جهات تمده بالمال والسلاح والمعلومات الاستخباراتية ولديه مجال واسع للمناورة.
واوضحت ان هذا التحليل يعتمد على قراءة لا ترى أن "حماس" ربما استعدت للمواجهة البرية منذ وقت مبكر، وادركت انها فرصتها التاريخية لوضع العدو في مشهد المواجهة المباشرة بعد أن يعجز عن تصفية المقاومة عبر تصفية قادتها وأجهزتها عبر الهجوم الجوي المكثف.
الصحافة العالمية
وقالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن الاعتداء الإسرائيلي المتواصل على غزة أدى إلى تعميق الانفصال بين الحكومات العربية وشعوبها، حيث تعتبر الشعوب المتحمسة للقضية أن الأنظمة العربية، وخصوصا في الدولتين الأكبر مصر والسعودية، تقترب من المصالح الأميركية والإسرائيلية بشكل أكبر من المصالح العربية.
وقالت الصحيفة إن الاعتداءات الإسرائيلية أظهرت بشكل خاص هوة متسعة بين سياسات الحكام ومشاعر الشعوب العربية، وبشكل خاص في الدولتين العربيتين الكبيرتين مصر والسعودية. وأضافت الصحيفة أنه رغم أهمية القضية الفلسطينية في الشارع العربي فإن الشعوب تنظر إلى حكامها باعتبارها تقدم خدمة شفوية للقضية. وقالت الواشنطن بوست: "إن تقاطع رنين القضية مع الانتقاد الرسمي المصري والسعودي لحماس خلق صراعا في السياسات والمشاعر ربما لم يتم الإعلان عنه بهذا الشكل في أي وقت في التاريخ العربي الحديث".
وأضافت البوست أن الاحتجاجات اندلعت في العالم العربي، وخصوصا الجمعة 2 يناير الجاري الذي شهد مظاهرات ضخمة، في مصر والمغرب ولبنان، وهي المظاهرات التي شهدت إدانة لما وُصف بـ"جُبن" الحكام العرب، كما شهد توجيه سباب لرؤساء عرب. وقالت الصحيفة: "الحكومات (العربية) لديها مبرراتها لانتقاد حماس، وهي المبررات التي ترى شعوب المنطقة أنها تدعم الهجمات الإسرائيلية بشكل فعلي. حيث تنظر مصر والسعودية إلى حماس باعتبارها حليفة لإيران، التي تخشى الدولتان تأثيرها في المنطقة".
وأضافت الواشنطن بوست أن "مصر تتخوف بشكل خاص من تأثير حماس على حدودها مع شبه جزيرة سيناء. حيث تم اغتيال سابقه الرئيس السادات على أيدي متطرفين إسلاميين في 1981، وطوال حكم مبارك اعتبرت حكومته النشاط الإسلامي، في تجلياته المختلفة، التهديد الأكبر للحكومات". وتابعت تقول إن المسئولين المصريين واصلوا انتقادهم لحركة حماس، مستشهدة بإلقاء وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط باللوم على الحركة، واصفا إياها بأنها قدمت لإسرائيل "فرصة على طبق من ذهب" بإطلاقها الصواريخ على إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن صور لقاء وزيرة الخارجية الإسرائيلية مع الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته أبو الغيط قبل يومين من العدوان الإسرائيلي هي صور "يتعذر محوها" بالنسبة للشعوب العربية، إضافة إلى الانتقادات التي تتعرض لها مصر بسبب عدم قيامها بفتح معبر رفع الحدودي مع غزة. ونقلت الصحيفة عن الدكتور كريم مقدسي، أستاذ الدراسات السياسية والإدارة العامة بالجامعة الأميركية في بيروت، قوله إن الفجوة الحالية بين الشعوب العربية وحكامها هي الآن أكبر من أي وقت مضى، متوقعا أن تكون هذه الفجوة مقدمة "لشيء جديد".
وأضاف مقدسي: "هذا استقطاب ترى فيه الأنظمة تقترب بشكل أكبر من المصالح الأميركية والإسرائيلية على حساب نقاط الحشد العربية والإسلامية الواضحة للغاية". واعتبر مقدسي أن الأنظمة العربية بهذا "تتصرف بشكل شاذ ضد مصالحها الخاصة، فهم يسيئون قراءة نبض الشعوب، وحدّة الغضب بين معظم العرب".
وكتبت صحيفة اوساط الاعمال الالمانية "فرانكفورتر الغيمايني تسايتونغ" ان "توسع الهجوم العسكري الاسرائيلي في غزة يشكل بالتأكيد تصعيدا خطيرا يقضي على الامل بهدنة سريعة" فيما انتقدت "سودويتشي تسايتونغ" الليبرالية آلية دبلوماسية لا تقود سوى الى زيادة الاحباط العام" بدون التأثير على اطراف النزاع. وحذرت "تاغيستسايتونغ" اليسارية، "يخشى ان تواصل الحرب في قطاع غزة دفع الجيل المقبل من الفلسطينيين الى الراديكالية. وقد يحل جيل على ارتباط بالقاعدة محل حماس".
وشكك كاتبو الافتتاحيات في الصحف الفرنسية في فرص تحقيق نتائج جراء زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى الشرق الاوسط وفيما اتهمه البعض بالسعي الى ابراز نفسه، اثنى البعض الاخر على سعيه "للبحث عن سبل السلام".
وشككت صحيفة "لا كروا" المسيحية في امكانية التوصل الى نتيجة وكتبت ان "الاسرة الدولية تجهد -بدون ان تعطي الانطباع بانها تؤمن في الامر- للتوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار"، فيما لفتت "ليبيراسيون" اليسارية الى ان ساركوزي "لا يملك سوى هامش تحرك ضيق جدا".
واعتبرت "لو فيغارو" اليمينية ان "المهمة معقدة وتتخطى امكانات رجل او بلد" وكتبت صحيفة "لومانيتيه" الشيوعية ان "الصقور الاسرائيليين يريدون تحويل غزة من سجن في الهواء الطلق الى مقبرة شاسعة، مقبرة لسكانها ولاطفال ابرياء، انما كذلك مقبرة لفكرة دولة فلسطينية".
ورأت صحيفة "تايمز" المستقلة في لندن انه لا يمكن التوصل الى اي سلام دائم طالما ان حماس ترفض الاعتراف بوجود اسرائيل، مضيفة انه يتحتم على تل ابيب بذل المزيد من الجهود "للمساعدة على تسوية الوضع الكارثي المخيم في فلسطين من فقر وسوء تغذية".
وفي النمسا، رأت صحيفة "كوريير" المحافظة ان العملية الاسرائيلية في غزة تنطوي على "خطر هائل" سواء بالنسبة لجنودها الذين يتحركون في بيئة غير مؤاتية لهم او بالنسبة لصورتها في العالم. واعتبرت صحيفة "ستاندارد" تحت عنوان "اهداف متواضعة، ثمن باهظ" انه "لا يمكن اطلاقا التكهن بما قد يحصل في قطاع غزة بعد الهجوم".
وفي ايطاليا كتبت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" اليمينية الليبرالية ان "التحرك الاسرائيلي لديه اهداف محددة لكن العنصر المجهول يبقى المدة: كم من الايام يمكن (لاسرائيل) ان تواصل محاصرة مخيمات اللاجئين والمدن؟ .. الورقة الوحيدة بيد الفلسطينيين هي الصمود وانتظار ان يخفق الاجتياح وان يثير ردود فعل سلبية في اسرائيل".
ورأت صحيفة "غازيتا فيفورتشا" البولندية في نشرتها الالكترونية ان اسرائيل تقوم "بمجازفة هائلة" لان "اجتياح غزة قد يؤدي الى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وقد يتحول الى فخ شبيه بالفخ الذي اوقعت فيه مجموعة عربية مسلحة اخرى هي حزب الله اسرائيل قبل سنتين في لبنان".
وفي طوكيو كتبت صحيفة "يوميوري شيمبون" (يمين ليبرالي) كبرى الصحف اليابانية ان "حكومة (رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود) اولمرت قامت بمجازفة خطيرة بشنها هذا الهجوم، متجاهلة الدعوات الدولية الى وقف اطلاق النار"، واضافت انه "بدون استراتيجية واضحة للخروج، ثمة خطر بان تغرق (اسرائيل) في رمال حرب قذرة قد تتسبب بخسائر فادحة بين المدنيين".
وعبرت صحف مانيلا عن التشاؤم نفسه فاعتبرت "فيليبين ستار" ان "الاجتياح ليس سوى الحقبة الاخيرة البائسة لعملية السلام في الشرق الاوسط التي تلقت ضربة خطيرة في كانون الثاني/يناير 2006 حين سحقت حماس خصمها حركة فتح في الانتخابات وتسلمت السلطة".
وفي اميركا اللاتينية اعتبرت صحيفة "كلارين" الارجنتينية الكبرى ان الجيش الاسرائيلي "ضرب بشدة قطاع (غزة) الفلسطيني الفقير والمكتظ بالسكان"، وتحت عنوان "الموت المعلن" نشرت صحيفة "باخينا 12" في صفحتها الاولى صورة لجنود اسرائيليين باللباس المرقط.
وكتبت صحيفة "لا تريبونا" البيروفية ان "المجزرة مستمرة" معتبرة ان الجيش الاسرائيلي تدخل في غزة للقضاء على كل من يكن له العداء.
ووصفت صحيفة "ايل كومرثيو" اقدم صحف البيرو الوضع في غزة بانه "جحيم" محذرة من ان كلا من اسرائيل وحماس "سيخضع للمحاسبة".
التعليقات
lazem
manal -يجب علينا جميعا مقاطعة السياحة المصرية والغاء الحجوزات لاشعار النظام بسخط الجماهير واجبارها على فتح المعبر
lazem
manal -يجب علينا جميعا مقاطعة السياحة المصرية والغاء الحجوزات لاشعار النظام بسخط الجماهير واجبارها على فتح المعبر