أخبار

أزمة غزة تعيد عصر الإمبراطورية العثمانية لتركيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أشرف أبوجلالة من القاهرة: يبدو أن المثل القائل "مصائب قوم عند قوم فوائد" ينطبق بحذافيره علي حالة النشوة والزهوة التي تمر بها الآن الدبلوماسية التركية نتيجة للأحداث المأساوية المتلاحقة في قطاع غزة! ورغم أن الربط بين الموضوعين قد يبدو مثيرا للبعض للوهلة الأولى، إلا أن المتابع لمجرى الأحداث والمتمعن في متغيرات الترتيبات السياسية في المنطقة سوف يلحظ ذلك. وهو ما أكدت عليه صحيفة واشنطن تايمز الأميركية في عددها الصادر اليوم من خلال تقرير تحت عنوان " أزمة غزة تدعم الدبلوماسية التركية"، وقالت ان الهجوم الإسرائيلي على غزة ربما يحمل بين طياته فوائد لتركيا، فقد ساعد على تعزيز موقفها الدبلوماسي فيما أطلق عليه بعض المعلقين "العثمانية الحديثة" وهو نفس المعنى الذي هللت له احدى الصحف التركية واعتبرته "عصرا ذهبيا" للدبلوماسية التركية.

وقالت الصحيفة ان الجولة التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى المنطقة وزار خلالها كل من سوريا والأردن ومصر قبل أن يختتمها بزيارة للمملكة العربية السعودية يوم السبت الماضي، جاءت مهمة ومحورية لأنها شملت أربعة ممثلين عرب بارزين مهتمين بأزمة غزة بالإضافة لاجتماع جانبي بين احد مساعدي أردوغان الموثوق بهم والقائد الروحي المنفي لحركة حماس، خالد مشعل، في دمشق. وأشارت الصحيفة إلى أن أردوغان يوطد علاقاته بحركة حماس منذ عام 2006 ، حين قام وفد رفيع المستوى من الحركة بزيارة إسطنبول ما تسبب في إثارة غضب حلفاء تركيا في واشنطن وتل أبيب.

ومنذ بدء العمليات العسكرية في قطاع غزة يوم السابع والعشرين من شهر ديسمبر الماضي، تحدث أردوغان عبر الهاتف مع القائد السياسي لحركة حماس في غزة، إسماعيل هنية، وظل على اتصال بالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وقالت الصحيفة انه في الوقت الذي أبرزت فيه أزمة غزة النطاق الواسع للاتصالات التركية، كما قال محللون، فإنها قد حدثت على الأغلب من منطلق الرأي العام الداخلي الغاضب من تزايد معدلات الوفيات في غزة. وقال سينغيز كاندر، المعلق السياسي البارز والذي يرجع إليه الفضل في إطلاق مصطلح "العثمانية الحديثة": "تأتي تلك الجولة كإيماءة موجهة بشكل أكبر للاستهلاك الداخلي مع دوائره المحلية ولا تمتلك سوى فرص ضئيلة للنجاح".

ويشير مصطلح "العثمانية الحديثة " إلى التطلعات التركية الرامية لفرض النفوذ في الدول العربية التي كانت ذات يوم جزءا من الإمبراطورية العثمانية. وأشارت الصحيفة إلى أن قدرة تركيا وحدها على الاتصال بكافة الأطراف الكبرى في المنطقة بالإضافة لعضويتها في حلف شمال الأطلسي، مكناها من لعب دور الوسيط في صراعات المنطقة المزمنة. كما أن تركيا استفادت بشكل خاص من خيبة الأمل الإقليمية في القاهرة بعد رفض مصر فتح حدودها مع غزة من أجل السماح لنزوح سكان غزة الذين يريدون الفرار من القتال. وقد تمكنت تركيا أيضا ً من فرض دبلوماسيتها على نحو كبير في الشرق الأوسط تحت مظلة حزب العدالة والتنمية الحاكم، تلك المنظمة ذات الجذور الإسلامية.

ويدلل الواقع الذي تعيشه تركيا الآن على أنها شهدت عددا كبيرا من التغييرات عما كانت عليه خلال العقود التي تلت انهيار الإمبراطورية العثمانية مطلع القرن الماضي، عندما نبذت الجمهورية العلمانية الجديدة العلاقات مع القوى الإقليمية والغرب الذي واجهها بحزم. ولا يزال يعتبر معارضو الحكومة إيران على أنها تمثل سيناريو مثل الكابوس لما قد تتحول إليه تركيا إذا سلطت الضوء على دستورها العلماني.

وعلى عكس ما كانت عليه في الماضي، بات بامكان تركيا اليوم أن تتدخل للوساطة ما بين الولايات المتحدة وإيران. وقد هللت جريدة "حريت" التركية بحكومة أردوغان لإشرافها على ما أطلقت عليه "العصر الذهبي" للدبلوماسية التركية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صيادو الماء العكر
عادل حزين -

كنت أتمنى أن أكتب مقالا عن الصائدون فى الماء العكر كتركيا التى تريد أن تكتسب بعدا وثقلا دوليا على حساب مأساة الغزاويين, وأيضا الأخرى التى لا تريد أن تساوى بين المجرم والضحية ولكن لا تقول لنا كيف يتأتى ذلك! زعلانين الأتراك أن إسرائيل لم تقبل وساطتهم, ما ثقلهم فى مواجهة حماس وفى مواجهة إسرائيل؟ تركيا لها ثقل مع سوريا لأن حدودهم مشتركة ولكن ما الذى تزيد فيه تركيا عن مصر مثلا والتى لها بعد قومى وأمنى لا سبيل لإنكاره إن كان مع حماس أم مع إسرائيل! عرضت وساططتها مع حماس بشأن شاليط وما فشلت فيه مصر تريد تركيا أنت تنجخ فيه من أجل أن يكون لها وزن فى العالم وحلقة وصل بين الإسلام المتشدد والغرب ولعلها بعد ذلك تطمع فى كرسصى دائم بمجلس الأمن. الأتراك فكرهم المصريين مش واخدين بالهم هما والآخرين أصحاب محطة لهلوبة الفضائية... عجائب.

العثمانية الحديثة
sarab -

سید أشرف أنا مرات عدة نوهت لذلک وأنا أری مالایراه أحد فألثعلب ألترکی ألماکر یلعب دوره مع إسرائیل مع أوربا تارة مع ألدول ألإسلامیة و أمریکا تارة أخری ::!!ونحن غافلون هذه هی أفکارهم وثقافتهم وأللعب علی أصله متی یفهم ألعرب إنهم مستهدفین متی یفیقوا لا أعلم ــشئ أذکره هنا ولیعلم ألجمیع ؛فی فترة لیست بألقصیرة تحدت مع مجموعة منهم ــماأعلنوه صراحة کل ألدول ألتی کانت مستعمرة عثمانیة ستعود یوما ألیهم ویرجع ألذئب ألرمادی حسب قولهم إما حربا أو غسل أفکار وفرض أللغة و ثقافتهم فهم کما یقولون نعرف علل ألجمیع ونقاط ألضعف أین تکمن تارة إسلامیا وأخری علمانیا وحین یحین ألوقت لدینا أقوی جیش وجنرالات کما یزعمون من ألأناضول حتی أوروبا بکاملها و أفریقیا و ما قله أڕدوغان إن ألمجتمع ألترکی مجتمع شاب وألبقیة شاخت أو مرضت