مجلس الامن الدولي ينعقد الثلاثاء على مستوى وزاري بشأن غزة

إسرائيل تعلن عن إعتقال العشرات من حماس ومعارك ضارية في غزة

عواصم:يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا الثلاثاء لبحث الوضع في غزة بمشاركة وزراء خارجية الدول العربية ووزير خارجية فرنسا، حسب ما اعلن سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جان موريس ريبير الاثنين.

وقال السفير ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الامن في كانون الثاني/يناير سيصل الثلاثاء الى نيويورك للمشاركة في هذه المحادثات الهادفة الى التقدم نحو تبني قرار يدعو الى وقف لاطلاق النار في غزة. وسيعقد المجلس اجتماعين الثلاثاء الاول مغلق عند الصباح لاجراء مشاورات والثاني للنقاش يبدأ عند الساعة 17,00 (22,00 تغ). وتقرر ان يعقد الاجتماع في ساعة متأخرة لافساح المجال امام الامين العام للامم المتحدة بان كي مون المشاركة فيه حيث سيكون عند الصباح في واشنطن لاجراء محادثات مع الرئيس الاميركي جورج بوش.

ومن ناحيته، اوضح دبلوماسي غربي ان فرنسا تعمل بالتنسيق مع بعض شركائها في مجلس الامن ومع الدول العربية على صياغة مشروع قرار. وقال هذا الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن هويته ان مشروع القرار يتمحور حول اربع افكار: اعلان وقف فوري لاطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الانسانية وتأمين حماية المدنيين والدعوة الى استئناف عملية السلام ووضع الية متابعة للهدنة ووقف اطلاق النار.

يشار الى ان وزراء خارجية الاردن ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين وقطر كانوا الاثنين في نيويورك لاجراء محادثات حول الازمة. وسينضم اليهم نظيريهم السعودي والمصري وكذلك رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية اليوم الثلاثاء، حسب ما اعلن دبلوماسيون.

واجرى الوفد العربي محادثات بعد ظهر الاثنين مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وبدأ الوفد بلقاء مندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن واحدا بعد الاخر (الولايات المتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا). وتندرج هذه اللقاء في اطار الجهود الدبلوماسية المكثفة للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة.

معارك عنيفة في احياء غزة و مقتل ثلاثة جنود اسرائيليين على الاقل

ذكرت محطتا الجزيرة والعربية التلفزيونيتين ان ما لا يقل عن ثلاثة جنود اسرائيليين قتلوا في المعارك اليوم الاثنين في قطاع غزة. وقالت محطة الجزيرة نقلا عن "مصادرها الخاصة" ان ثلاثة جنود اسرائيليين قتلوا وجرح ثلاثون اخرون في المواجهات مع المقاتلين الفلسطينيين.

ومن ناحيتها، اوضحت محطة العربية ومقرها دبي، ان "اربعة جنود اسرائيليين قتلوا في المعارك هذا المساء" في قطاع غزة. وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اعلنت في بيان انها قتلت "10 جنود" اسرائيليين وجرحت 30 اخرين في المواجهات الدائرة في قطاع غزة مساء الاثنين. ولكن اسرائيل لم تؤكد حتى الان سوى مقتل جندي واحد الاحد في العملية البرية التي شنتها السبت مضيفة ان 55 اخرين قد جرحوا.

هذا وافاد شهود فلسطينيون ومصدر عسكري اسرائيلي ان معارك عنيفة تجري مساء الاثنين في احياء عدة داخل مدينة غزة بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي حماس للمرة الاولى منذ بدء الهجوم العسكري الاسرائيلي البري السبت الماضي. وذكرت كتائب القسام انها اطلقت صاروخين من طراز "غراد" على عسقلان في جنوب اسرائيل، مؤكدة انها "دمرت ناقلة جند صهيونية شرق حي التفاح (شرق غزة) بقذيفتين (من طراز) تاندم واوقعت طاقمها صرعى". ولم يشأ الجيش الاسرائيلي التعليق على هذا البيان.

وافاد شهود فلسطينيون ان عشرات المقاتلين من عناصر حماس وايضا من الجهاد الاسلامي يشتبكون مع الجيش الاسرائيلي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وقال متحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي ان مواجهات تدور ايضا في حي الزيتون في شرق المدينة التي تحاصرها الدبابات الاسرائيلية.

وقصفت المدفعية الاسرائيلية في شكل كثيف مواقع فلسطينية عدة في هذين القطاعين في موازاة غارات جوية شنتها مروحيات. واكد شهود عيان ان الطائرات الحربية اغارت مجددا على مقر "السرايا" الامني في وسط مدينة غزة فيما كثفت الدبابات قصفها لحي الزيتون وشمال قطاع غزة.

وافاد مراسل لوكالة فرانس برس في المكان ان هذه الغارات الاسرائيلية هي الاقوى منذ بدء الهجوم البري مساء السبت بعد اسبوع من الضربات الجوية التي استهدفت قطاع غزة. واكد مصدر عسكري اسرائيلي ان جنودا يخوضون مواجهات شرسة في المناطق المذكورة.

وقال عضو في حماس رفض كشف هويته لفرانس برس ان "المعارك في الشجاعية عنيفة جدا"، مضيفا ان "المقاومة نصبت مكامن للقوات الاسرائيلية واصابت سبعة جنود". واوضح "اننا وضعنا متفجرات كثيرة على طريقهم".

واعلنت حماس في بيان انها اطلقت قذائف مضادة للدروع على سبع دبابات على الاقل.

واوضح المتحدث باسم حركة الجهاد الاسلامي ابو احمد لفرانس برس ان عناصر من الحركة شاركوا في المعارك. وقال ان "وحدة من الجهاد شاركت في المواجهات مع الجنود الاسرائيليين في شرق غزة. لقد هاجموا الخطوط الخلفية" للجيش. واضاف ان "الاتصالات مع مقاتلينا مقطوعة حاليا لكن المعارك متواصلة".

وافاد ابو احمد ان مقاتلا في الجهاد الاسلامي قتل في المواجهات في الشجاعية. وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس اعلنت في وقت سابق ان ان لديها "الاف" المقاتلين المستعدين لخوض المعركة ضد اسرائيل في غزة.

وصرح ابو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام في كلمة بثها تلفزيون الاقصى التابع لحماس "لقد اعددنا لكم الالاف من المقاتلين الاشداء ينتظرون في كل شارع وزقاق لحظة اللقاء بكم (...) وسيقابلوكم بالنار والحديد". واضاف "ان هزيمتكم في قطاع غزة تقترب ساعة بعد ساعة وكلما ازداد العدوان فستزداد خسائركم".

جرحى يموتون في غزة بانتظار سيارات الاسعاف

الى ذلك، اعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان الجرحى يموتون بانتظار سيارات الاسعاف التي لا تستطيع نقلهم بسبب المعارك في قطاع غزة. وقالت اللجنة الدولية في بيان ان "تحركات سيارات الاسعاف تتم بالتنسيق مع السلطات الاسرائيلية والفصائل الفلسطينية بهدف التأكد من عدم تعرض موظفي الهلال الاحمر للاعمال الحربية. ولكن في غالبية الحالات، فان وصول سيارات الاسعاف الى الجرحى يستغرق ساعات". واضافت المنظمة "احيانا، تعجز سيارات الاسعاف تماما عن الوصول الى الجرحى بسبب المعارك واعمال القصف".

ونقل البيان عن رئيس مكتب اللجنة الدولية للصليب الاحمر في غزة انطوان غران قوله ان "جرحى يموتون بكل بساطة في انتظار سيارة اسعاف". وقال بيار ويتاش رئيس بعثة اللجنة الدولية في اسرائيل والاراضي الفلسطينية انه "ينبغي احترام المستشفيات والطواقم الطبية وسيارات الاسعاف في كل الاوقات. يجب تسهيل وصول سيارات الاسعاف الى كل المناطق بهدف اجلاء المصابين".

واوضحت المتحدثة دوروتيا كريميتساس ان الصليب الاحمر قلق جدا للمشاكل المرتبطة بتزويد قطاع غزة بالمياه لان "نصف مليون شخص اي ثلث سكان القطاع مهددون بالحرمان التام من المياه". واضافت ان "10 من آبار قطاع غزة ال45 لم تعد صالحة للتشغيل. فقد اصيب اثنان بشكل مباشر في الغارات الجوية، والابار الاخرى توقفت لان المضخات لم تعد تعمل بسبب انقطاع التيار الكهربائي" مطالبة بالسماح لفنيين بالوصول الى منشآت الكهرباء التي تضررت من جراء القصف.

وتمكن فريق طبي من الصليب الاحمر كان عالقا منذ الجمعة عند الحدود، من الدخول مساء الاثنين الى قطاع غزة من خلال معبر ايريز (شمال). وسيساعد الاختصاصيون الاربعة في الصليب الاحمر وبينهم طبيب جراح العاملين في مستشفى الشفاء في اجراء العمليات الجراحية المعقدة. وقالت المتحدثة ان الفريق الطبي نقل معه لقاحات ضد الكزاز للاطفال واكياس دم.

وتعجز اقسام الطوارىء والعناية الفائقة داخل المستشفيات عن استيعاب مزيد من المصابين. واوضحت المنظمة ان اللجنة الدولية ستحاول ادخال صهاريج فيول الى قطاع غزة لان مستشفيين على الاقل يعانيان نقصا في المحروقات لتشغيل تجهيزاتهما الطبية.

اوباما يبدي قلقه حيال الازمة في غزة لكنه لا يتدخل

و في أميركا،ابدى باراك اوباما قلقه الشديد حيال الازمة في قطاع غزة، لكنه شدد على انه لا يريد التدخل في "مفاوضات حساسة" تخوضها ادارة الرئيس جورج بوش. وردا على سؤال عما اذا كان الهجوم الاسرائيلي على حماس سيؤثر في اولويات برنامج عمله الاقتصادي، قال اوباما الذي يتسلم مهماته في 20 كانون الثاني/يناير "بكل تأكيد، ان القضايا الدولية تثير قلقا كبيرا". واضاف لصحافيين "اعتقد انه يتوجب على اي رئيس او رئيس منتخب وفريقه ان يقوموا بعدة اشياء دفعة واحدة. بالنسبة للوضع في غزة، انا اتابعه يوما بيوم".

لكنه تدارك "اواصل التأكيد انه على صعيد الشؤون الدولية، من الاهمية بمكان التزام مبدأ وحدة الرئاسة، خصوصا لان مفاوضات حساسة تخاض حاليا ولا يمكن ان نسمح لانفسنا بان يكون لنا صوتان يتحدثان باسم الولايات المتحدة". واشار الى انه اجرى "محادثات وثيقة مع عدد من اعضاء الادارة الحالية" مضيفا "هذا الامر سيتواصل".

ولم يوضح اوباما طبيعة المحادثات التي اجراها. ومن ناحيتها، اعلنت وزارة الخارجية الاميركية الغاء زيارة كانت ستقوم بها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس للصين يومي السابع والثامن من كانون الثاني/يناير كي تركز جهودها على النزاع القائم.

تشافيز يدين اسرائيل "المجرمة" التي ترتكب عملية "ابادة"

من جهته،شجب الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الاثنين الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة واعتبر الدولة العبرية "مجرمة" ترتكب عملية "ابادة". وقال تشافيز خلال اجتماع علني نقله التلفزيون الفنزويلي "يجب ادانة حكومة اسرائيل واعتبارها حكومة مجرمة ترتكب عملية ابادة".

ودعا عدو واشنطن اللدود "العالم اجمع الى النهوض". وقال "علينا جميعا ان نطالب كما تفعل فينزويلا بوقف اجتياح قطاع غزة واغتيال الاف الابرياء". ودانت حكومة تشافيز التي عززت مؤخرا علاقاتها مع ايران وتدعم برنامجها النووي، اسرائيل منذ بداية الغارات الجوية على قطاع غزة في نهاية الشهر الماضي.

المسؤولون المسلمون واليهود في فرنسا يتعهدون بعدم نقل النزاع الى بلادهم

على صعيد متصل، اعلن كبار المسؤولين في الجمعيات الاسلامية واليهودية الفرنسية الذين التقوا مساء الاثنين في وزارة الداخلية بباريس، اتفاقهم على "عدم نقل" النزاع في الشرق الاوسط الى فرنسا. ودعت وزيرة الداخلية ميشال اليو-ماري رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية ورئيس مجلس الجمعيات اليهودية في فرنسا كي "يعلب كل منهما دوره كاملا"، حسب ما قالت للصحافيين اثر اللقاء.

واوضحت "كل الذين عندهم اشياء لقولها فليقولوها بما في ذلك في شكل تظاهرات وعندما يريدون لكن يجب السهر على عدم استغلالهم من قبل بعض المجموعات للقيام باعمال عنف وتجاوزات او التعرض لقوات الامن".

وهي تتوقع "القيام بكل شيء كي لا يتم نقل التوترات القائمة على الصعيد الدولي الى بلدنا".

واعتبر رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية محمد الموسوي ان "نقل التوترات (من الشرق الاوسط) الى الارض الفرنسية ليس مقبولا". اما رئيس مجلس الجمعيات اليهودية ريشار براسكييه فاعتبر انه "من غير الوراد نقل ما يجري هناك الى هنا على صعيد اعمال القتل وانتهاك الحقوق الاساسية لجمهوريتنا".