قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نيودلهي: ربما تكون الهند محبطة وقد تكون باكستان فاقتها دهاء بشأن هجمات مومباي بعد أن وضعت ثقتها في الدبلوماسية ودعم الولايات المتحدة.فقد ردت نيودلهي على الهجمات التي وقعت على أراضيها بهجوم دبلوماسي ثابت العزم اذ وثقت في واشنطن وباراك اوباما لغل يد باكستان. ربما يكون أملها قد خاب لكن محللين ودبلوماسيين يقولون ان من المستبعد أن تنفس عن غضبها من خلال عمل عسكري.ويقول اوداي بهاسكار المحلل الامني الهندي "باكستان استطاعت الشوشرة على القضية وهي شهادة على وقاحتها." وأضاف "كما أن هذا انعكاس للدرجة التي تواطأت بها القوى الكبرى بسماحها للمؤسسة الباكستانية بالانخراط في هذا النوع من الحديث المزدوج المعنى."وتابع قائلا "سيكون على الهند أن تقلل من توقعاتها بشأن ما يستطيع المجتمع الدولي تقديمه." ويوم الاثنين سلمت الهند أدلة لباكستان ودول أخرى قالت انها تظهر أن متشددين باكستانيين نفذوا هجوم نوفمبر تشرين الثاني على مومباي كما يأخذ وزير الداخلية بالانيابان تشيدامبارام الملف الى واشنطن هذا الاسبوع.وواصل رئيس الوزراء مانموهان سينغ الضغط امس الثلاثاء قائلا ان الهجمات لابد وأن تكون قد حظيت بدعم من "وكالات رسمية" في باكستان متهما اسلام اباد "باشعال هيستيريا الحرب." لكن في ظل اعتماد اوباما والغرب على الدعم الباكستاني لزيادة مزمعة للقوات في أفغانستان فان هناك حدا للمدى الذي يستطيع العالم أن يلوي به ذراع اسلام اباد.وبعد الهجوم مباشرة حظيت الهند بما وصفته دعما دوليا "مشجعا للغاية" لكن باكستان منذ ذلك الحين حالفها بعض النجاح في الشوشرة على القضية من خلال طرح التهديد بقيام الهند بالثأر العسكري. وشعبها موحد الى حد كبير ضد الهند كما أن جيشها أصبح لا غنى عنه مجددا فيما يبدو. لكن هناك أصواتا منتقدة فالجماعة الباكستانية الرئيسية المعنية بالدفاع عن حقوق الانسان اتهمت حكومتها يوم السبت بأنها في "حالة انكار."وطلبت الهند من باكستان مواصلة التحقيقات حتى تصل الى نتيجة وتسلم المخططين للعدالة الهندية. وقال رسول بخش رايس الاستاذ بجامعة لاهور لعلوم الادارة "تسليم مواطنين باكستانيين لتحتجزهم الهند لا أعتقد أن الحكومة الباكستانية تستطيع تنفيذ هذا المطلب المهين."وأضاف "لا أظن أن الولايات المتحدة ستنجح في ممارسة الضغط على باكستان لان ما تريد الهند من باكستان أن تفعله غير ممكن سياسيا بل وغير ممكن على الاطلاق والهند تعلم هذا جيدا جدا." وبعيدا عن الكبرياء الوطني هناك ايضا سبب قهري اخر يحول دون تسليم المتشددين من جماعة عسكر طيبة المزعوم تخطيطهم وتنسيقهم للهجمات في الخارج أبدا.فقد أنشئت الجماعة بدعم من المخابرات العسكرية الباكستانية لقتال الحكم الهندي في كشمير ويرى بعض المحللين الغربيين أنها تتمتع بنوع من الدعم الرسمي. وتقول وسائل اعلام هندية ان هناك أدلة على تصرف أعضاء بارزين او سابقين بالمخابرات العسكرية "كمتسترين" على الهجمات. ولن تسمح باكستان قط بنشر هذا النوع من الغسيل القذر علنا او بالتحرك ضد عناصر سابقة بالمخابرات العسكريةويقول سيدهارث فاراداراجان محرر الشؤون الاستراتيجية بصحيفة ذا هيندو "اذا قلنا ان لدينا أدلة على محركين او متسترين (رسميين) فمن الطبيعي أن نتوقع تحركا ضد هؤلاء الاشخاص." وأضاف "كل هذه مجالات لجدل محتمل. لا أرى اي سهولة في الوقت الحالي."ويشير محللون الى أن هناك حدا للضغط الذي يستطيع أن يمارسه اوباما على الجيش الباكستاني. فهو يحتاج مساعدته في قتال متشددي طالبان في الغرب وحرمانهم من الملاذ الامن حيث يعتزم ارسال قوات اضافية الى افغانستان المجاورة. كما أن اوباما لن يتطرق الى القضية الشائكة الخاصة بالعلاقة بين الجيش الباكستاني والمتشددين الاسلاميين بعد توليه منصبه بفترة قصيرة في وجود الكثير من القضايا امامه.وأضاف فاراداراجان أن "البنتاجون لا يزال في حالة انكار... ما زال ينظر الى الجيش الباكستاني كجزء من الحل وليس كجزء من المشكلة." ويقول محللون ان أقصى ما تستطيع الهند أن تأمل فيه هو محاكمة واحد او اثنين من العناصر البارزة بجماعة عسكر طيبة في باكستان. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الاسبوع الماضي أن قياديا بجماعة عسكر طيبة أبلغ المحققين الباكستانيين بأنه كان مخططا أساسيا للهجمات وهو موضوع ربما جرى تسريبه لتهيئة الرأي العام لمحاكمة. وباختصار من المرجح الا ترضى نيودلهي بالرد الباكستاني لكنها قد تجد أن الرغبة الدولية في ممارسة الضغط على باكستان ستبدأ في التراجع.وأدركت الحكومة الهندية دوما أن شن ضربة عسكرية ضد باكستان سيأتي بنتيجة عكسية ولن يؤدي الا الى تقوية الصقور والمتشددين على الجانب الاخر من الحدود.