أخبار

بوادر انشقاقات إيطالية سياسية إزاء أحداث غزة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من روما: لم يمر يومان فقط على حملة هجومية شنها زعيم المعارضة الإيطالية "فالتر فلتروني" على وزارة الخارجية الإيطالية واصفاً موقفها حيال أحداث غزة الدموية والإجرامية بأنها هزيلة وتعاني من ضمور سياسي مقصود إلا وتأتينا أصوات سياسية أخرى، رفيعة المستوى، من الجانب الآخر أي ائتلاف برلسكوني "حزب الحرية" اليميني لتنضم لو بشكل مختلف الى موقف فلتروني. هذا وتأتي المفاجأة الحقيقية من انتقادات لاذعة تنهال على رأس فرانكو فراتيني، وزير الخارجية الحالي، وتوجهها إليه بعض الشخصيات السياسية المخضرمة والمخلصة الى برلسكوني منذ ولادة حزبه القديم أي "قوة ايطاليا"، كما "أنتونيو مارتينو" وزير الدفاع في ولاية برلسكوني السابقة الذي شغل مناصب رفيعة المستوى في الحكومة الإيطالية وما يزال برلسكوني، الحاضر الغائب في أحداث غزة، يعتبره أحد رجاله المخلصين له بصورة عمياء.

في مواجه عمل ديبلوماسي مكثف يقوده الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية لإنهاء جولة جديدة من الأحداث الدموية في الشرق الأوسط تتوقف حكومة روما لحظة واحدة فقط للتعبير عن قلقها الشديد وعطفها على المدنيين العزل في قطاع غزة. إنما يبدو أن فراتيني، وفق بصرية وزير الدفاع السابق السياسية، يعاني من عيب سياسي كبير هو الجبن. إذ تنقصه الشجاعة في إدانة الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة. كما أن غياب الشجاعة بالكامل العيب الأكبر لدى كل سياسي. من جانب آخر، يخشى فراتيني أن يكون عدوانياً في كلامه مع الفلسطينيين لذلك فانه يفضل الصمت.

هذا الصمت مربك ويدفع الجميع الى الاعتقاد بأن الحماسيين هم من يهاجمون الدولة العبرية وليس العكس بالعكس. لا بل تنذر الوسائل الإعلامية الغربية "الموجهة" بإمكان شن حركة حماس هجوماً على الدول الغربية عن طريق نخبة من الانتحاريين. وهذه نظرية خاطئة قد تنعكس سلباً على سمعة الفلسطينيين.

علاوة على ذلك، يعتقد وزير الدفاع السابق أن حكومة روما تلاحق سياسة أوروبية خارجية موحدة ينطق باسمها الرئيس الفرنسي ساركوزي وحده، باسم الجميع، وهذا خطأ فادح يعبر عن انعدام المبادرات الديبلوماسية الإيطالية. إذن، لا بد من فراتيني زيارة قطاع غزة، عندما تسنح الظروف الأمنية، للتعرف على سكانها والمصائب الفظيعة التي تصيبهم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف