أخبار

نفوذ وسياسة وراء الدبلوماسية التركية في أزمة غزة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
انقرة: تعكس الدبلوماسية التركية المحمومة للتوصل الى وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحماس النفوذ الذي وجدته حديثا في الشرق الأوسط وتحركها ايضا رغبة في تهدئة رأي عام يشعر بالغضب بسبب الاعداد المتزايدة للقتلى من المدنيين.وتلعب تركيا التي يغلب المسلمون على سكانها لكنها دولة علمانية لها صلات جيدة مع اسرائيل دورا في محاولة تضييق هوة الانقسام بين العرب والتوسط من أجل وقف اطلاق النار في قطاع غزة. ومنذ بدأت اسرائيل هجومها قبل 12 يوما قام رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان بزيارة القادة العرب في سوريا ومصر والاردن والسعودية. وكان على اتصال بالرئيس الايراني محمود احمدي نجاد كما أرسل وزير خارجيته الى الامم المتحدة حيث تبدأ تركيا عضوية مدتها سنتان بمجلس الامن الدولي.واستغلالا لنطاق الاتصالات المتفرد الذي تتمتع به أنقرة التقى مسؤولون أتراك ايضا بقيادات حماس في دمشق. وعرضت أنقرة توصيل اي اقتراح من حماس بوقف اطلاق النار الى الامم المتحدة. وبينما خرج مئات الالاف من الاتراك الى الشوارع للتنديد بالحملة الاسرائيلية صدم اردوغان اسرائيل الحليف الوثيق لتركيا حين وصف عملياتها بأنها "جريمة ضد الانسانية" في لغة قوية حتي مقارنة بتلك التي يستخدمها القادة العرب.ويتماشى النشاط الدبلوماسي لانقرة مع وضعها الدبلوماسي الاقليمي المتنامي وعلاقاتها الاوثق مع الشرق الاوسط منذ تولي حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الاسلامية الذي يتزعمه اردوغان الحكم عام 2002. لكن هذا ايضا يسلط الضوء على التوازن الدقيق الذي يتعين عليها القيام به. فتركيا ذات الاغلبية المسلمة عضو حلف شمال الاطلسي التي تطمح الى الانضمام للاتحاد الاوروبي اتخذت وضع الوسيط في منطقة صعبة.وقال فادي حكورة من مؤسسة تشاتام هاوس البحثية ومقرها لندن "تركيا لديها قوة في الشرق الاوسط بسبب علاقاتها المتنامية مع الدول العربية وعلاقتها باسرائيل لكنها لا تستطيع اعادة تعريف لعبة النفوذ في المنطقة." وأضاف "الدبلوماسية التركية تعكس نفوذها المتزايد في المنطقة لكن أسبابا داخلية ايضا هي التي تحركها. الاتراك موحدون في رفضهم تجاه اسرائيل."وتتمتع تركيا الحليف الوثيق للولايات المتحدة بعلاقات عسكرية واستراتيجية مع اسرائيل. وتقدر مبيعات المعدات العسكرية الاسرائيلية لتركيا بمبلغ 100 مليون دولار سنويا كما تتبادل الدولتان معلومات مخابراتية أمنية حيوية. وعلى الرغم من انتقاد اردوغان اللاذع لاسرائيل والاحتجاجات التي خرجت الى الشوارع لا يتوقع محللون ان تتضرر العلاقات بين اسرائيل وتركيا. وقتل اكثر من 600 فلسطيني وأصيب ما يزيد عن 2700 اخرين في الهجوم.وقال اردوغان متحدثا امام البرلمان يوم الثلاثاء ان الاهمية الاستراتيجية للعلاقات التركية الاسرائيلية يجب أن تتجاوز الخلافات و" التبادل الانفعالي للكلمات." وأضاف "أود أن أذكر هؤلاء الذين ينادون تركيا بتجميد العلاقات مع اسرائيل بأننا ندير جمهورية تركيا وليس متجرا للبقالة."واتفق مسؤول بالسفارة الاسرائيلية في انقرة والتي تطوقها شرطة مكافحة الشغب هذه الايام مع هذا الرأي قائلا "مثلما فعلنا في الماضي يجب أن نتجاوز هذا الخلاف وسنعود الى علاقاتنا الجيدة كما هو الحال في أزمات أخرى." وقال المحلل السياسي البارز جنكيز كاندار ان على تركيا الاحتفاظ بتوازن دقيق وصعب حتى لا تغضب حلفاءها الذين يكونون متناقضين في بعض الأحيان.وأضاف "لا يمكن أن ينظر الى تركيا على أنها قريبة جدا من اسرائيل لكن لا يمكن النظر اليها ايضا على أنها قريبة من حماس. انها دبلوماسية صعبة. الاساس هو أن تركيا لا تستطيع المجازفة بعلاقتها مع اسرائيل لهذا فان حديث اردوغان مجرد كلام."واتحد حزب العدالة والتنمية مع المعارضة العلمانية التي خاضت معارك ايديولوجية ميررة بشأن دور الاسلام في الحياة العامة في التنديد باسرائيل والتعبير عن الدعم لمعاناة المدنيين الفلسطينيين. ونشرت الصحف التركية العلمانية صورا بارزة لاطفال فلسطينيين قتلوا في الغارات الاسرائيلية ولمساجد تضررت من جراء سقوط القنابل.ويقول مراقبون ان جيش تركيا الموالي لاسرائيل تقليديا عبر عن انتقاده سرا للتصرفات الاسرائيلية.وأضاف حكورة "الازمة في غزة وحدت المعسكرين العلماني والاسلامي. هناك اجماع على ادانة اسرائيل." وتجري جهود دولية لانهاء القتال ووضع اتفاق لوقف اطلاق النار وقد قالت تركيا انها تريد ارسال قوات في حالة تم تشكيل قوة دولية لحفظ السلام

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف