أخبار

التظاهرات المساندة لغزّة تتواصل في تونس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بن علي يصف ما يتعرّض له الفلسطينيون بالمجازر الوحشيّة
التظاهرات المساندة لغزّة تتواصل في تونس

إسماعيل دبارة من تونس: احتدّت في تونس ، الأربعاء ،المظاهرات الشعبية احتجاجا على الهجوم الإسرائيليّ على قطاع غزة لتمتدّ إلى تلاميذ المدارس و المعاهد الثانويّة و طلاب الجامعات و النقابيين و المحامين. وخرج المتظاهرون اليوم في عدد من محافظات البلاد الداخليّة و في العاصمة وكبرى المدن، في مسيرات حاشدة جمعت الكبار و الصغار و النساء. وشهدت محافظة صفاقس ثاني كبرى المدن التونسية (350 كلم جنوب العاصمة تونس) أضخم تلك الاحتجاجات حيث خرج آلاف المواطنين للتظاهر في شوارع المدينة.

و ذكر شهود عيان في اتصالات هاتفية مع " إيلاف" إنّ التظاهرات خرجت في البداية من المعاهد والمدارس لتصل إلى وسط المدينة وتنطلق في مسيرة واحدة رفع خلالها شعارات عدّة تندّد بإسرائيل وحملتها البرية و الجوية على غزّة و أخرى تطالب السلطات المصرية بتحملّ مسؤولياتها و فتح معبر رفح الحدوديّ.

وقال الطالب رشاد شوشان 21 سنة من محافظة صفاقس في اتصال هاتفي مع إيلاف:" انطلقت صباح اليوم من أمام مقر الإتحاد الجهوي للشغل بصفاقس مسيرة ضمت أكثر من 20 ألف متظاهر من تلاميذ وطلبة وأساتذة وعمال وسط حصار أمني غير مسبوق ، وجابت المسيرة شوارع المدينة وقد رفع المتظاهرون شعارات تندد ب"العدوان الصهيوني الغاشم على غزة الصمود و المقاومة وبتواطؤ الأنظمة العربية الرجعية مع هذا العدوان وقد حيّ المتظاهرون صمود شعبنا العربي في فلسطين واستبسال المقاومة في صد هجمات قوات العدو الصهيوني".

و يتابع رشاد:"ما يثلج الصدر في هذه المسيرة هو الحضور التلمذي الرائع والذي مثل صفعة قوية لمن حاول منذ ما يزيد عن عشرين سنة أن يجتث جيلا كاملا من عمقه العربي فإذا به يرى بأم عينيه أبناء هذا الجيل يهتفون "عربي نعيش عربي نموت عربي نقولها بأعلى صوت".

ومن محافظة قابس الجنوبيّة قال الصحفي معزّ الجماعي المتواجد هناك في اتصال مع "إيلاف" إنّ أساتذة التعليم الثانوي و الأساسي بمعيّة تلاميذهم قاموا فوقفة احتجاجية لمدة نصف ساعة لليوم الثاني على التوالي تعاطفا مع غزة".

ويتابع الجماعي:" تمكّن التلاميذ صغار السنّ في الخروج في عدد من المسيرات بنجاح وسط مراقبة أعوان الأمن لكنّ تلاميذ المعاهد الثانوية و الإعداديات تصد لهم رجال الشرطة و منعوهم من السير فاكتفوا بالوقوف احتجاجا أمام المعاهد".

وفي عدد من الأجزاء الجامعية بتونس العاصمة نظم طلبة و نشطاء نقابيون اعتصامات داخل الجامعات التي تشهد هذه الأيام امتحانات السداسيّ الأولى ، و تقول الطالبة كريمة عنابي (سنة أولى لغة فرنسيّة) لإيلاف:" الاحتقان يعمّ طلبة تونس و لكنهم لا يقدرون على فعل أي شيء لمؤازرة إخوتهم في غزة ، البوليس لنا بالمرصاد ثمّ إن فترة الامتحانات الحرجة تعيقنا على استنباط آليات وطرق أنجع من مجرّد الاعتصام و الوقفات الاحتجاجية و الخطابة".

وفي محافظة سيدي بوزيد خرج تلاميذ المعاهد الثانوية كذلك في مسيرات جابت شوارع المدينةوتصدت لها قوات الأمن بعنف مستعملة القنابل المسيلة للدموع والضرب المبرح حسب إفادات عدد من أهالي و أولياء الجهة.

وشهدت مدن أخرى رغم الحصار الأمني الكبير مسيرات عدّة بدت في معظمها عفوية ومفتقرة للتأطير اللازم ما دفع رجال الأمن إلى التصدّي لها واعتقال بعض المتظاهرين.

من جهتهم نظم المحامون التونسيون بقصر العدالة بالعاصمة تجمعا حاشدا دعا إليه فرع تونس للمحامين للتضامن مع الفلسطينيين في غزة ، و قد جاب ما يقارب الألف محام شارع "باب بنات" بتونس ذهابا و إيابا قبل أن يتوقفوا أمام قصر العدالة و مدخل دار المحامي و باحة قصر العدالة رافعين عدّة شعارات.

وفي تصريحات لإيلاف دعا عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف الحقوقي حمزة حمزة "الشعب التونسي و قواه الحية من أحزاب و منظمات و جمعيات إلى الاستمرار في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني الصامد في غزة ضد العدوان الصهيوني الهمجي و كل من يقف معه بالوسائل السلمية المتاحة"، ودعا الناشط الحقوقي السلطة "للكف عن قمع التحركات المساندة للشعب الفلسطيني و احترام حق التونسيين و التونسيات الدستوري في التعبير و التنقل و الاجتماع و التظاهر، مؤكدا في ذات الوقت أن هذه "الهبّة الشعبية" دليل على التناقض الكبير بين الخطاب الحكومي و تصريحات المسؤولين الرسميين وما يجيش في نفوس المواطنين التونسيين من مشاعر عبروا عنها صراحة أثناء المسيرات السلمية التي تدلّ عن رقيّ ووعي حضاريّ يجعل من قمع المسيرات اليوم أمرا غير مبرر بالمرة".

إلى ذلك، وصف الرئيس بن عليّ الأوضاع في غزّة بـ"المأساوية والخطيرة جراء العدوان الإسرائيلي مؤكدا أن "الشعب الفلسطيني يتعرض لمجازر وحشية أسفرت عن مئات الضحايا من المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء". وعبّر بن علي عن "انشغاله البالغ لعدم توفق مجلس الأمن لحد الآن إلى استصدار قرار بالوقف الفوري للعدوان على قطاع غزة ، متأمّلا أن تُفضي الجهود والتحركات الدبلوماسية المبذولة من مختلف الأطراف إلى تحقيق الوقف الفوري للعمليات العسكرية.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غزة في قلب كل تونسي
Yassine -

تحيا المقاومة الفلسطينية الباسلة و لتذهب اسرائيل الى الجحيم