اسرائيل تكثف هجومها على جنوب قطاع غزة

غزة:كثفت اسرائيل فجر اليوم الخميس هجومها على جنوب قطاع غازة مع توغل عشرات الدبابات باتجاه خان يونس وشن غارات جوية على مدينة رفح بالقرب من الحدود مع مصر، حسب ما افاد شهود عيان.

وقال شهود عيان ان عشرات الدبابات الاسرائيلية المدعومة بمروحيات توغلت فجر الخميس في جنوب قطاع غزة عند نقطة كيسوفيم حوالى الساعة 1,00 (23,00 تغ الاربعاء) واتجهت نحو مدينة خان يونس. ولم يؤكد الجيش الاسرائيلي على الفور هذه المعلومات.

يشار الى ان مدينة خان يونس هي اكبر مدينة في جنوب قطاع غزة وتعتبر معقلا لحركة حماس. وفي الوقت نفسه، شنت طائرات اسرائيلية غارتين على اهداف في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة وذلك على منزل ونفق مفترض بالقرب من الحدود مع مصر. واكد الجيش الاسرائيلي شن هاتين الغارتين على رفح. ولم تتحدث المعلومات الاولية عن سقوط ضحايا في رفح.

وجاءت هذه التطورات بعد ساعات على قرار الحكومة الامنية توسيع الهجوم على حركة حماس الذي اسفر عن سقوط اكثر من 700 قتيل خلال 12 يوما. وخلال اجتماع برئاسة رئيس الوزراء ايهود اولمرت، وافقت الحكومة الامنية على "مواصلة العمليات البرية بما في ذلك المرحلة الثالثة التي ستوسع الهجوم بالتوغل اكثر في المناطق المأهولة بالسكان"، حسبما ذكر مسؤول طلب عدم الكشف عن اسمه. واكد انه يعود الى مسؤولي الدفاع تطبيق القرار او عدم تطبيقه.

وفي الوقت نفسه اعلنت اسرائيل ارسال مبعوثين الخميس الى القاهرة للبحث في مقترحات وقف اطلاق النار التي قدمها في مصر الثلاثاء الرئيس حسني مبارك بالتنسيق مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي. وسيبحث عاموس جلعاد، المستشار السياسي لوزير الدفاع ايهود باراك، وشالوم ترجمان، مستشار ايهود اولمرت، في الخطة المصرية التي تلقى تأييدا دوليا واسعا.

وقالت وزارة الخارجية الاميركية انها منفتحة على المبادرة المصرية وان كانت تدرس امكانيات اخرى. اما الرئيس المنتخب باراك اوباما فقد اكد انه سيعالج مسألة الوضع في غزة "فور" توليه مهامه في 20 كانون الثاني/يناير تاركا لجورج بوش ادارة السياسة الخارجية حتى هذا التاريخ.

من جهتها، دعت موسكو الى "وقف اراقة الدماء بسرعة" في غزة "لمنع كارثة انسانية".

وتنص الخطة المصرية على وقف فوري لاطلاق النار للسماح بفتح ممرات انسانية ومواصلة الجهود المصرية للتوصل الى هدنة دائمة. وتدعو الخطة كذلك الى عقد لقاء فلسطيني اسرائيلي في مصر لتجنب تكرار التدهور الحالي ومعالجة اسبابه بما في ذلك تأمين حدود قطاع غزة بغية اعادة فتح المعابر معه.

وقالت اسرائيل انها تأمل ان يؤدي هذا الاجتماع مع المصريين الى "اتفاق حول مسألة تهريب الاسلحة وبحث الشروط التي تسمح بوقف العملية العسكرية في غزة". اما حركة حماس، فقد عبرت عن تحفظات على الخطة.

وبعد المبادرة المصرية، علقت اسرائيل عمليات القصف على غزة لثلاث ساعات الاربعاء "لدواع انسانية" بينما اوقفت حماس اطلاق الصواريخ. واكد مراسل لوكالة فرانس برس في غزة انه لم يسمع اي انفجار او اي طلقة نارية في وسط غزة منذ صدور اعلان الجيش الاسرائيلي.

واوضح مصدر في وزارة الدفاع ان تعليق القصف سيقتصر على مدينة غزة ومحيطها ولن يكون معمما على كامل القطاع وحذر الجيش من انه سيرد على اي اطلاق نار فلسطيني خلال فترة التعليق.

وانتهز سكان المدينة التي شلتها عمليات القصف منذ 12 يوما فرصة توقف الغارات للحصول على مواد غذائية بينما قال الجيش الاسرائيلي ان 78 شاحنة تحمل مساعدات انسانية دخلت القطاع الاربعاء.

وحذرت وكالات الامم المتحدة ومنظمات انسانية من ازمة انسانية "شاملة" في القطاع الفقير ذي الكثافة السكانية العالية حيث يتعذر على السكان الهروب فيما تعيق المعارك دخول المساعدات العاجلة وتخطى عدد المصابين قدرة المستشفيات.

وعلى الارض، تراجعت حدة الهجمات الاسرائيلية في الساعات الاخيرة بعد يوم دام قتل فيه عشرات المدنيين، بينهم خمسون سقطوا في غارات على مدارس تابعة للامم المتحدة.

وادى الهجوم الاكثر ضراوة الى مقتل 43 فلسطينيا في مدرسة تديرها الامم المتحدة في جباليا (شمال)، بحسب اجهزة الطوارئ الفلسطينية.ونفت الامم المتحدة الاربعاء وجود مقاتلين فلسطينيين في المدرسة.

وقبل تعليق عمليات القصف، اعلنت مصادر طبية في غزة الاربعاء ان ثمانية فلسطينيين قتلوا في غارات على حي الشيخ رضوان وبلدة بيت لاهيا وقصف على حي الزيتون.

وقالت مصادر في مستشفى الشفاء بغزة ان "اربعة شهداء سقطوا في غارة اسرائيلية صباح اليوم على حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة". واوضحت مصادر في مستشفى كمال عدوان ان "طفلا استشهد في بلدة بيت لاهيا (شمال قطاع غزة) في قصف اسرائيلي".

وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام دائرة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية لوكالة فرانس برس "اجلت سيارات الاسعاف طفلين من عائلة عاشور استشهدا بقصف من الدبابات شرق حي الزيتون ظهر اليوم حيث كانا يلهوان امام منزلهما". واضاف حسنين ان "الحصيلة الاجمالية حتى صباح اليوم لعدد الشهداء بلغت 704 فلسطينيين بينهم 220 طفلا والجرحى بلغ عددهم 3100 جريحا".

وقتل الاربعاء وحده 23 فلسطينيا على الاقل بينهم تسعة اطفال، حسبما ذكرت المصادر الطبية نفسها. وقالت ان "مقاوما فلسطينيا استشهد واصيب اخرون في قصف اسرائيلي على منطقة التوام شمال غزة"

وافاد شهود عيان ان عنصرين من سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الاسلامي، احدهما قائد ميداني، قتلا وجرح عدد اخر في اشتباكات مع الجيش الاسرائيلي في حي الزيتون شرق مدينة غزة.

من جهة اخرى، القى الجيش الاسرائيلي منشورات على رفح (جنوب) دعا فيها السكان الى مغادرة المنطقة قبل عمليات قصف وشيكة لانفاق تستخدم للتهريب. وتقول اسرائيل انها تهدف من هجومها الى ارغام حماس على وقف اطلاق الصواريخ على اراضيها.وقد سقط الاربعاء 22 صاروخا او قذيفة هاون على جنوب اسرائيل.

من جهة اخرى، تبنى الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي اطلاق صاروخ من نوع جديد على زورق تابع للبحرية الاسرائيلية.وقتل اربعة اسرائيليين في اطلاق صواريخ منذ بدء الهجوم الاسرائيلي في 27 كانون الاول/ديسمبر.

وقتل سبعة جنود اسرائيليين منذ تلك الفترة.