قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تشارلستون: ستكون قضية علي المير المتهم بأنه عنصر "كامن" بتنظيم القاعدة والمحتجز منذ خمسة اعوام ونصف العام في سجن تابع عسكري أميركي في ساوث كارولاينا اختبارا مبكرا للرئيس المنتخب باراك اوباما.وفي اول شهر له في الحكم سيكون على اوباما أن يبلغ المحكمة العليا ان كان سيتخلى عن زعم سلفه بأن أي شخص يعتبره الرئيس مصدر تهديد للامن القومي يمكن سجنه لاجل غير مسمى دون توجيه اتهامات له في الولايات المتحدة. والمير هو الشخص الوحيد الذي لا يزال محتجزا في الولايات المتحدة " كمقاتل عدو." وقضيته اختبار لحدود السلطة الرئاسية كما يمكن ايضا أن تؤثر على اي خطة لجلب بعض من السجناء البالغ عددهم نحو 250 المحتجزين في قاعدة عسكرية اميركية بخليج جوانتانامو في كوبا الى الولايات المتحدة.وحددت المحكمة العليا مهلة تنتهي في 20 فبراير شباط لتقدم الادارة الجديدة دفوعها القانونية في هذه القضية مما يحمل اوباما الذي يتولى مهام منصبه في 20 يناير كانون الثاني على القيام بذلك رغم أنفه. وقال اندرو سافيدج أحد محامي المير وواحد من بضعة مدنيين سمح لهم بزيارته خلال خمسة أعوام ونصف العام قضاها في سجن عسكري تابع للبحرية الاميركية في تشارلستون بساوث كارولاينا "على الادارة أن تحدد ما اذا كانت ستمضي قدما في القضية وما اذا كانت ستقوم بترحيله."وانتقد اوباما بشدة بعض سياسات "الحرب ضد الارهاب" التي قادها بوش لكنه لم يتخذ موقفا معلنا من قضية المير. وأضاف سافيدج "هذه القضية لا تتعلق بالسياسة. الامر ليس مقتصرا على علي فحسب... انها تتعلق بسيادة القانون واذا كنا دولة تمتثل لسيادة القانون. الناس يقولون لي (انت ايها الوغد تعمل لحساب هذا الارهابي) أقول كلا أنا أعمل من أجلكم."ودخل المير (43 عاما) وهو مواطن قطري الى الولايات المتحدة بطريقة مشروعة في العاشر من سبتمبر ايلول 2001 وألقي القبض عليه في ديسمبر كانون الاول من نفس العام في بيوريا بايلينوي حيث كان يدرس بالجامعة. وتم القاء القبض عليه كشاهد لديه معلومات في هجمات 11 سبتمبر ايلول ووجهت له تهم تزوير بطاقة ائتمان والكذب على مكتب التحقيقات الاتحادي واحتجز 18 شهرا قبل أن تسقط الحكومة الاميركية الاتهامات عام 2003. ثم أعلن الرئيس جورج بوش المير "مقاتلا معاديا" ونقله الى السجن التابع للبحرية حيث احتجز في ما يشبه العزلة دون توجيه اتهامات له.ويشتبه أن المير عنصر "كامن" بتنظيم القاعدة أرسله اسامة بن لادن وخالد شيخ محمد المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر لتعطيل النظام المالي الاميركي عن طريق اختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالبنوك. وهذا الاتهام وارد في افادة تحت القسم أدلى جيفري بها ان راب المسؤول البارز بوكالة المخابرات الدفاعية عام 2004 لكنه غير مستند الى أي شخص.وقال سافيدج "انها مثل شائعة مأخوذة عن شائعة عن شائعة."ووصف الاتهام بأنه "تكهن تمت مضاعفته أربع مرات" يرجح أن يكون انتزع من خلال تعذيب محمد الذي اعترفت وكالة المخابرات المركزية الاميركية بأنها استخدمت معه تقنية تحاكي الغرق وتنطوي على تثبيت الرأس وغمر الوجه والمجاري التنفسية بالماء. وقضت محكمة استئناف اتحادية العام الماضي بأن الكونجرس منح بوش سلطة سجن المير حين فوض استخدام القوة العسكرية بعد هجمات 11 سبتمبر التي نفذها تنظيم القاعدة.لكن المحكمة العليا وافقت على الاستماع الى اعتراض من المير الذي يقول محاموه انه لا هذا القانون ولا الدستور يسمحان بالاعتقال العسكري لاجل غير مسمى لشخص مقيم في الولايات المتحدة بطريقة مشروعة دون توجيه اتهامات او محاكمة. وقال سافيدج ان سجاني المير خففوا مؤخرا شروط احتجازه حيث سمحوا للحراس بالتحدث معه وسمحوا له بقراءة صحف وخطابات من اسرته بعد مراجعتها.لكنه يقول انه حين رأى موكله للمرة الاولى عام 2004 كان المير محتجزا دون بطانية او فراش في زنزانة مكيفة الهواء بحيث كان طقسها شديد البرودة ومظلمة من الصلب والخرسانة. وأضاف "كان يشعر بالبرد طوال الوقت ولم يكن له اي اتصال بالعالم الخارجي. الشبابيك كانت معتمة حتى لا يعلم ان كان هذا نهار او ليل." وقال محامي المير ان موكله كان مقيدا بالسلاسل في الارض في وضع الجنين ويرتجف من شدة البرودة. ويعتقد المحامي أن المير تعرض لاحدى عمليات التعذيب اثناء استجوابه تنطوي على لف شريط لاصق حول الوجه وفتحتي الانف لاعاقة التنفس.ولم تجب سينثيا او سميث المتحدثة باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاجون) عن أسئلة بشأن معاملة المير. وقالت ان وزارة الدفاع لا تتسامح مع الانتهاكات بوجه عام و"ذهبت الى مدى استثنائي لتوفير أسلم واكثر مناخ انسانية ممكن للمعتقلين الذين نحتجزهم." واعترف البنتاجون بتدمير بعض شرائط الفيديو الخاصة باستجواب المير كما رفض السماح لمحاميه بمشاهدة شرائط أخرى قيل انها تظهر تعرضه لمعاملة قاسية.وذهب سافيدج الى قطر في نوفمبر تشرين الثاني ليلتقي بمسؤولين حكوميين وأفراد من أسرة المير بينهم شقيقه الاصغر جار الله الذي احتجز في جوانتانامو ستة أعوام ونصف العام للاشتباه في مشاركته بمعسكر تدريب للقاعدة بأفغانستان. وأفرج عنه الصيف الماضي دون توجيه اتهامات له وقال انه يأمل أن يأخذ شقيقه فرصته في المحكمة.وأضاف أنه اذا كان شقيقه مجرما فلا بأس ولكن يجب اعطاءه حقوقه وان لم يكن مجرما فلماذا يحتجز في زنزانة صغيرة. وتابع أنه لو كان اوباما يريد ان ينظف ما فعله بوش فان التنظيف سيستغرق وقتا طويلا حيث انها مهمة كبيرة.