خبراء: حرب غزة ترجح شعبية خصوم تل أبيب

محمد حميدة من القاهرة: توقع خبراء أجانب ان تعزز الهجمة الاسرائيلية على قطاع غزة من شعبية خصوم تل أبيب وان تغذى التطرف الاسلامى . وقال "دينيس بوشار" المتخصص في الشرق الأوسط بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية أن الهجوم من المرجح ان يصب فى كفة حماس، وتوقع ان ترفع الهجمة العسكرية من مكانة الحركة، لدى الرأي العام العربي حتى لو نجحت إسرائيل فى إضعافها عسكريا . واعتبر بوشار " القتال في قطاع غزة يشكل صداعا جديدا للرئيس مبارك الذي يواجه بالفعل أرثا صعبا من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الصعيد المحلي ، تحت ضغوط من جماعة الإخوان المسلمين، اقوى الجماعات المعارضة على الساحة المصرية ". واتفق معه فى الرأي الخبير الأميركي " انتوني كوردسمان " بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن، الذى أكد ان "الطريقة الوحيدة لمواجهة كل ذلك هو التوصل إلى حل سياسي" ، لكن لم يبد "كوردسمان" تفاؤله،مشيرا في مقابلته مع صحيفة "لوموند" الفرنسية انه "لا يرى الآن الاحتمالات جيدة" . وكان مجلس الأمن الدولي قد وافق على قرار يدعو الى وقف "فوري ودائم" لإطلاق النار، يمهد الطريق إلى "انسحاب كامل" للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. واعتبر "أنطوان بصبوص " مدير مرصد الدول العربية بباريس ان تضر المواجهة بموقف محمود عباس ، رئيس السلطة الفلسطينية المعترف به دوليا . "إن حماس تريد أن تصبح هى فلسطين، واذا حققت ذلك فإن انتصارها سيكون مكسبا ايضا لسوريا وإيران وحزب الله في لبنان" . وتوقع "لالح خليلي" بكلية الشرق الأوسط للدراسات الشرقية والأفريقية بلندن أن تؤثر الحرب ايجابيا على موقف الرئيس الإيراني "محمود احمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية في حزيران / يونيو ، مؤكدا انه" يحظى بشعبية كبيرة بسبب موقفه في هذا الوضع " وعلى صعيد الاثار السلبية، توقع الخبراء ان يلقى الصراع ظلالا كثيفة على الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 10 فبراير القادم التى يخوضها رئيس الوزراء الإسرائيلي " ايهود اولمرت" ووزيرة الخارجية تسيبى ليفنى امام بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود اليمينى.
مشيرين الى ان انتصار الليكود يقلل من فرص الوصول إلى السلام .وعن أثارها خارج منطقة الشرق الأوسط قال "جورج جالاوي" عضو البرلمان البريطاني خلال برنامجه الإذاعي انه يرجح ان تشجع الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة على "تطرف" بعض المسلمين . وقد حذر القادة المسلمين ببريطانيا رئيس الوزراء "غوردون براون" في رسالة موجهه اليه من حالة الغضب بين المسلمين بسبب الحملة الاسرائيلية في غزة، مشيرين الى انها وصلت الى "مستويات حادة" وتقوى من موقف المتطرفين. ووفقا لمقتطفات من الرسالة نشرتها صحيفة "الغارديان"، طلب ممثلو المنظمات الإسلامية الناشطة في مقاومة التطرف من" براون" ان يضغط على الولايات المتحدة لإدانة العمليات العسكرية الاسرائيلية . وقال أسامة حسن ، إمام مسجد جماعة التوحيد في لندن فى رسالته "كما تعلمون ، الغضب داخل الجاليات المسلمة في المملكة المتحدة وصل الى مستويات حادة من الكثافة ". وأضاف ان "إفراط الإسرائيليين فى استخدام القوة غير المتكافئة .. أحيا الجماعات المتطرفة من جديد ، وعزز من رسالتهم العنيفة المتشددة، واعرب عن مخاوفه ان يفقد المسلمين في بريطانيا والخارج الثقة في العملية السياسية. وحث الموقعون على الرسالة براون على بذل الجهود لإقناع الإدارة الأميركية من مخاطر نهجها، ودعمها الدائم لإسرائيل .
واتفق أيضا جوناثان إيفانز ، المدير العام لجهاز M5الامنى ، الذي اكد للصحيفة ان العمليات العسكرية الإسرائيلية على غزة من المحتمل أن تدفع الجماعات المتطرفة الى تدريب أجيال جديدة على التشدد لأغراضها الخاصة."