حادث غرق مميت سيؤخر الإفراج عن سيريوس ستار

نيروبي: قرر قراصنة صوماليون يحتجزون ناقلة النفط السعودية "سيريوس ستار"، التي اختطفت قبالة الساحل الصومالي، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إرجاء عملية الإفراج عنها رغم تسلمهم فدية مالية ضخمة، بسبب حادث غرق مميت أسفر عن مصرع أربعة من القراصنة، وفق ما أكده صحفي كان قد نجح في إجراء اتصال مع أحد القراصنة على متن الناقلة.

وكانت مصادر مطلعة قد رجحت قيام القراصنة بإطلاق سراح الناقلة "سيريوس ستار"، بعد تسلمهم فدية مالية "ضخمة." وقال الصحفي للشبكة إن القرصان الذي تحدث معه أبلغه بنبأ غرق أربعة من زملائه ونجاة واحد، عندما حاولوا مغادرة الناقلة على متن زورق جراء الأمواج العاتية. وكانت الأرصاد الجوية قد أظهرت أن حالة الموج في المنطقة غير مستقرة حيث يصل ارتفاع الموجة بين خمسة إلى سبعة أقدام. وأوضح أنه تم انتشال جثث القراصنة الأربعة، مضيفاً أن ذلك سيؤخر عملية مغادرة بقية القراصنة الموجودين على متن الناقلة، وبالتالي عملية الإفراج بعد دفع الفدية.

وكان القراصنة قد أبلغوا صحفياً آخر بأنهم تسلموا مبلغ ثلاثة ملايين دولار كفدية، إلا أنهم فقدوا جزءاً منه عندما غرق الزورق وأن بقية المبلغ ما زال على متن الناقلة السعودية مع بقية القراصنة. ونجحت البحرية الأميركية المتواجدة في المكان في أخذ صور ومراقبة ما بدا أنها عملية دفع الفدية. وقالت مصادر إن لدى القراصنة معدات للكشف عن أي أوراق نقدية مزورة ضمن المبلغ المدفوع.

يُذكر أن المسؤول لدى اتحاد الملاحة الكيني، أندرو موانغورا، كان قد أكد الجمعة، أن القراصنة المسلحين قاموا بإخلاء الناقلة المحملة بنحو مليوني برميل من النفط الخام، تبلغ قيمتها مائة مليون دولار، في أكبر عملية للقراصنة حتى اللحظة.

ويوجد على متن الناقلة العملاقة المملوكة لشركة "أرامكو" السعودية، وتتولى تشغيلها شركة "فيلا انترناشيونال مارين"، وتحمل علم ليبيريا، 25طاقماً مؤلفاً من 25 عنصراً. وكان بيان للأسطول الخامس للبحرية الأميركية صدر من العاصمة البحرينية المنامة، قال إنه من المتوقع أن تبدأ السفينة السعودية في التحرك من موقعها المحتجزة به، إلى أحد الموانئ القريبة، خلال الساعات الأربعة والعشرين القادمة.

وفي اتصال مع CNN بالعربية، نفى المتحدث باسم الشركة المشغلة للسفينة، مهير سابرو، وجود أي معلومات لدى شركته عن إطلاق "سيريوس ستار" أو أفراد طاقمها، كما رفض التعليق عما إذا كانت الشركة بصدد دفع فدية مالية للقراصنة.

وكانت الشركة المشغلة للسفينة قد أكدت في وقت سابق وجود اتصالات مع القراصنة الذين سيطروا على الناقلة على بعد 420 ميلاً بحرياً من سواحل الصومال، وعلى متنها 25 بحاراً من الفلبين، وبريطانيا، والسعودية، وكرواتيا، وبولندا.

التطورات تأتي بعد يوم من إعلان البحرية الأميركية أنها ستشكل قوة خاصة لمحاربة القراصنة الذين تزايدت أنشطتهم في خليج عدن، وقبالة السواحل الصومالية، وعلى السواحل الغربية للمحيط الهندي، على أن تضم قوات بحرية من دول أخرى تشارك في عمليات مكافحة القرصنة بالمنطقة.

وقال الأسطول الخامس للبحرية الأميركية في بيان الخميس، إن القوة الجديدة سيطلق عليها اسم "قوة المهام المشتركة 151"، تنبثق عن قوة موجودة حالياً في المنطقة تتولى مكافحة عمليات تهريب المخدرات والأسلحة، بالإضافة إلى القرصنة.