مصر تسعى لبلورة آليه لتنفيذ قرار مجلس الأمن بشأن غزة

القاهرة حذرت إسرائيل من توسيع المواجهات لتشمل لبنانمصر تسعى مع الأطراف المعنية لبلورة آليه لتنفيذ قرار مجلس الأمن
نبيل شرف الدين من القاهرة : قال أحمد أبوالغيط وزيرالخارجية المصري إنه ناقش مع نظيره الألماني فرانك شتاينماير الآلية التي تأمل مصر في تنفيذها من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي، لافتا أنه أوضح للوزير الألماني أن القاهرة على اتصال مستمر بالجانب الإسرائيلي للدفع به، وممارسة الضغوط عليه كي يقبل بالوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة .
وأوضح الوزير المصري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني أن اتصالات القاهرة مع إسرائيل تؤكد أن الألية المصرية المطروحة هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لتحقيق هذا الهدف، مشيراً إلى أن الجانب الإسرائيلي مازال ينظر في الأمر وأعتقد أنه سيكون لنا لقاءات معهم بالقاهرة في القريب العاجل .
وحول الصواريخ التي انطلقت من لبنان نحو إسرائيل وما إذا كانت ستؤدي إلى توسيع جبهة الحرب، قال أبو الغيط "إنه إذا ما تم توسيع هذه المعركة فسوف تشمل عناصر كثيرة في الشرق الأوسط، ويتحقق ما حذرنا منه مراراً، فقد حذرنا إسرائيل من أن أي عمل عسكري ستكون له عواقبه الوخيمة، والمقصود بعواقب وخيمة وعلى سبيل المثال وليس الحصر، توسيع الحرب الي لبنان .. وهذا ليس في صالح الشعب اللبناني وآمل أن الإخوة الموجودين على الجانب اللبناني أن يتحسبوا من هذه المسائل لأنها قد تقود بلادهم الي الكثير من المشاكل .
وردا على سؤال حول ما اذا كانت الجهود المصرية المكثفة ستؤدي لوقف إطلاق النار قال أبو الغيط ان وقف إطلاق النار سوف يتحقق ولا شك في ذلك وسيتحقق وقف إطلاق النار على أساس هذا القرار أو أي قرار آخر، وستكون لدى مصر آلية مؤثرة لتنفيذ هذا الأمر لكن السؤال هو متى ؟ .. ومن هنا نتحدث مع إسرائيل ونقول ان العملية العسكرية الحالية لا يمكن أن تحقق هدفها لأن الهدف هو هدف القتل .
وقال أنه فيما يتعلق بحركة "حماس" فهناك وفدان أحدهما من الداخل والأخر من الخارج في القاهرة لإجراء المزيد من المناقشات حول الآلية المصرية المقترحة وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي . القوات الدولية
وحول ما يتردد عن ايجاد قوات دولية على الحدود قال أبو الغيط "لا توجد قوات دولية، ولا أحد يتحدث عن القوات الدولية .. لكن الحديث في قرار مجلس الأمن هو حول الاجراءات والخطوات المطلوبة وهي أمور سيتم التحدث حولها بين الأطراف .. ولا أحد يتحدث عن وجود قوات دولية .. أؤكد أنه لن يتواجد أي نوع من أنواع القوات الدولية على الجانب المصري" .
وأضاف أبو الغيط ان مصر قامت منذ عدة أشهر بشراء معدات بقيمة ثلاثة وعشرين مليون دولار، وتم تدريب الأفراد المصريين وهم يعملون على خط الحدود ثم بدأت العمليات العسكرية فتوقف عمل الأفراد المصريين، وقد طرح الجانب الأوروبي والألماني والأميركي الآن المزيد مجانا .. وأعتقد أن المصريين على استعداد أن يأخذوا أي معدات من أي طرف ليدربوا قواتهم ويزيدون من قدرتهم على الأرض.
وردا على سؤال حول ما اذا كان مطروحا زيادة القدرة العسكرية المصرية في محور فيلادلفيا وعلى الحدود بين غزة ومصر في ضوء وجود
مخاطر جراء تطور العمليات العسكرية على الجانب الآخر من حدود مصر قال أبو الغيط "ان حجم القوات المصرية بحجم التحدي .. وعندما تقرر القيادة المصرية والقوات المسلحة المصرية وحرس الحدود والشرطة المصرية التابعين لوزارة الداخلية .. أن هناك حاجة لزيادة القوات فسيتم زيادة هذه القوات ولكن لدينا هذه القدرة على السيطرة على هذا المحور " .
وأشار الوزير إلى أنه على الجانب الآخر أجرى اتصالات مع وزراء خارجية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن مؤكداً الحاجة إلى تحركهم الفوري ومعهم أمين عام الأمم المتحدة الذي يعتزم زيارة مصر يوم 14 - 15 الجاري لاجراء مشاورات مع الرئيس مبارك ووزير الخارجية في كيفية السيطرة على الموقف، معربا عن أمله ألا يقتضي الموقف أن ننتظر لأربعة أيام أخري لحضوره، وقال نأمل أن يتوقف إطلاق النار فورا وأن يصل الجانبان إلى هذا الوضع الذي يقبلان فيه الألية المصرية من ناحية ويقبلا وقف إطلاق النار الفوري المطلوب .
وحول المزاعم التي تتردد بأن المبادرة المصرية تسعى إلى إضعف المقاومة الفلسطينية وحصار الفلسطينيين قال أبوالغيط "إنه ليس من مهمة مصر أن تعزز من قدرات الحرب بل أن مهمة مصر هي أن تعزز قدرات الشعب الفلسطيني للعيش في أمن وسلام، أما أن يقال فلتفتحوا البوابة لكي يعبر السلاح فهذا هو حديث الشيخ نصر الله .. ولن نساير حسن نصر الله في هذا الطرح "، على حد تعبيره . الدور الألماني
وحول خطة العمل التي تحدث عنها وزير خارجية المانيا لتنفيذ قرار مجلس الأمن قال أبو الغيط ان الأوروبيين ومن بينهم الترويكا والمانيا يتحدثون عن كيفية مساعدة مصر على تجاوز الاتهامات التي يرددونها في إسرائيل خطئا بأن هناك تهريب على الأرض المصرية .. ونحن نرد عليهم قائلين اذا كان هناك تهريب فهو تهريب خاص بالمواد الغذائية والأدوية للشعب الفلسطيني، وأراها أمرا منطقيا للغاية .. ولا أصدق أن شعبا تحت هذا القدر من الحصار ولا يحاول أن يحصل على قوته والقمح والألبان والغاز .. واذا ما تم فتح المعابر وتم فتحها بالشكل الذي يحقق للشعب الفلسطيني احتياجاته فان من يفتح النفق سيكون كمن يرمي بنقوده على الأرض ..
وبالنسبة للأدوات التي ستقدمهاالمانيا لمصر لضبط الحدود قال أبوالغيط ان مصر ليس لديها مانع لاستقبال تلك الأدوات اذا كانت تلك الأدوات ستؤكد للإسرائيليين وترد على اتهاماتهم بتهريب الأسلحة لأن الإسرائيليين ينشرون معلومات كاذبة بتهريب الأسلحة ويقدم الألمان عرضا بتوفير خبراء من أجل المساعدة في كيفية السيطرة الكاملة على الحدود والمسالة ليست تدريب المصريين بل نقل الخبرة الالمانية للمصريين في هذا الأمر وهي ليست المرة الأولى حيث قدم الجانب الأميركي خبراته وأدواته عالية المستوى يتم استخدامها .
وحول جولة الوزير الألماني الراهنة قال أبو الغيط إن الوزير الألماني سيزور إسرائيل لكي يتحدث معهم عن الحاجة لضرورة الالتزام بقرار وقف إطلاق النار .
وأضاف أبو الغيط أنه فيما يتعلق بالادعاءات الكاذبة والاتهامات التي تروج لوجود أسٍلحة تمر عبر الأنفاق فهذا كذب وفهم خاطيء للأمور لسبب أساسي لأن سيناء تحت السيطرة الكاملة للدولة المصرية وبالتالي من يوجه اتهاما بأن هناك أسلحة يتم تهريبها يعتقد أن العريش ورفح المصرية تشبه الحدود الشمالية الغربية في باكستان والمناطق المتاخمة لأفغانستان وهذا فهم غير دقيق للأمور ويقلب الأمور .