بيان مشترك بين الإمارات وألمانيا لتأسيس حوار سياسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أبوظبي: وقّعت دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية اليوم على هامش زيارة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التي يقوم بها حالياً إلى برلين اتفاقية البيان المشترك، الرامية إلى تأسيس حوار سياسي بين البلدين.
ووقّع على الاتفاقية وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ومن الجانب الآخر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير.
وتأتي هذه الاتفاقية انطلاقاً من رغبة البلدين بتقوية الشراكة الإستراتيجية بينهما، التي تأسست في العام 2004 عبر عقد مشاورات سياسية منتظمة، تهدف إلى إيجاد السبل والوسائل الكفيلة لتوسيع مجالات التعاون بينهما، وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وكان ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحث خلال زيارته لألمانيا في مقر إقامته في برلين مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير سبل تطوير علاقات التعاون المتميزة بين البلدين الصديقين وآفاقها المستقبلية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
وأكّد الجانبان خلال اللقاء خصوصية العلاقة القائمة بين دولة الإمارات وجمهورية ألمانيا الاتحادية وأهمية تفعيل اللجان المشتركة كإطار مؤسسي يساهم في تعزيز التعاون الثنائي على نحو عملي منتظم.
ونوّه الشيخ محمد بالتطور الملحوظ الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة، والتي وصلت إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية التي تخدم مصلحة البلدين، معرباً عن تطلعه في أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من التعاون في مختلف القطاعات، لما فيه مصلحة البلدين الصديقين، وبما يخدم توجهاتهما وطموحاتهما المستقبلية، خاصة في مجالي تنمية الاقتصاد والاستثمار.
كما استعرضت خلال اللقاء تطورات الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وفي مقدمها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والنتائج الكارثية التي سببتها إسرائيل على أبناء الشعب الفلسطيني. وأطلع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من وزير الخارجية الألماني على نتائج جولته الأخيرة لمنطقة الشرق الأوسط والجهود التي تبذلها ألمانيا لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والمساعي الدولية المشتركة لتنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير، للحد من تمادي إسرائيل في عدوانها وقتلها الأبرياء من الشعب الفلسطيني.
من جانبه، أكّد وزير الخارجية الألماني العلاقات المتينة التي تربط بلاده بدولة الإمارات، مشدداً على حرص البلدين على تطوير آليات العمل المشترك في الجوانب السياسية والاقتصادية والاستثمارية كافة. وأشار إلى أن دولة الإمارات وألمانيا تنطلقان من أرضية صلبة نحو التعاون المشترك بما يساهم في تحقيق طموحاتهما التنموية.
وقال إن سياسة دولة الإمارات تحظى بالإشادة والتقدير على المستوى الدولي فيما تلقى تجربتها التنموية الإعجاب على الساحتين الإقليمية والعالمية.
واعتبر أن مباحثاته مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كانت مهمة من أجل تعزيز التعاون الثنائي وتطوير آفاق العلاقات المشتركة وتنسيق المواقف والجهود لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأوضح أن حكومة بلاده مستمرة في الجهود المشتركة مع الأوربيين لوقف إطلاق النار في المنطقة نظراً للأوضاع المأساوية التي يعيشها القطاع.
وأعرب عن قلقه من انهيار كل الجهود الدولية المبذولة لإحلال السلام في المنطقة، مؤكداً أن الحرب، والتي دخلت أسبوعها الثالث في غزة وقتلت الكثير من الأبرياء من الجانب الفلسطيني جعلت من إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل بعيدة المنال ووصلت إلى طريق مسدود.
وفي محطة أخرى، أجرى ولي عهد أبو ظبي مباحثات مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، تركّزت حول آليات تعزيز علاقات التعاون الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات.
كما ناقش الجانبان خلال لقاء جرى في مقر المستشارية الألمانية في برلين الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط، ووسائل وقف "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة"، وكيفية دعم الجهود الدولية المبذولة بهذا الشأن.
وأكّد آل نهيان خلال اللقاء قوة العلاقات المشتركة ومتانتها بين البلدين الصديقين، مشيراً إلى أن هذه العلاقات تنبع من إرادة سياسية مشتركة وترتكز على أسس راسخة من المصالح المتبادلة التي تمنحها المزيد من فرص التطوّر في المستقبل.
ولفت إلى حرص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات ممثلة برئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة على مزيد من تدعيم هذه العلاقات، انطلاقاً من المصالح المشتركة للبلدين، منوهاً إلى أن هذا الحرص نابع من تقدير الإمارات لدور ألمانيا على الساحة الدولية لكونها إحدى القوى السياسية والاقتصادية الفاعلة في العالم.
وأوضح أن زيارته تأتي في إطار الحرص المستمر على إدامة الحوار والتواصل وتبادل وجهات النظر حول مجمل القضايا على الساحة الإقليمية والعالمية، وتعكس طبيعة التفاهم الحاصل بين قيادتي البلدين حول الأوضاع كافة في المنطقة وعلى الصعيد العالمي.
وجرى خلال اللقاء استعراض مجمل التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط والعدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وطبيعة المساعي والجهود الدولية التي تبذل لوقف إطلاق النار في فلسطين.
وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالدور الذي تبذله جمهورية ألمانيا الاتحادية لتحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط وتحركاتها الدبلوماسية الأخيرة للمساهمة في تنفيذ قرار مجلس الأمن الأخير 1860 بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
ودعا إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية وتكثيف تحركات القوى المحبة والداعمة للسلام "من أجل إيقاف تمادي إسرائيل في عدوانها الواسع على الشعب الفلسطيني" والحفاظ على تطلعات وآمال شعوب المنطقة بالعيش في سلام وأمن واستقرار.
من جانبها أكدت المستشارة الألمانية على حرص ألمانيا تعزيز علاقات التعاون مع دولة الإمارات لما تتمتع به الدولة من مكانة إقليمية وثقل اقتصادي على مستوى المنطقة.
وأشادت بالسياسة المتزنة لدولة الإمارات، التي ساهمت في تعزيز موقعها على الخارطة السياسية والاقتصادية العالمية، ومكنتها من تشكيل علاقات مميزة مع بلدان العالم كافة، مشيرة إلى أن التنمية الاقتصادية القوية التي تشهدها الإمارات وموقعها التجاري والاستثماري المميز تجعل منها شريكاً إستراتيجياً مهماً لألمانيا.
وأوضحت أن الجهود التي تبذلها ألمانيا في إطار المجتمع الدولي تهدف إلى إيجاد حل دائم لإحلال السلام وتوفير الشروط كافة التي من شأنها أن توقف العنف والدمار في المنطقة.
وأكدت ميركل على أهمية البناء على قرار مجلس الأمن الدولي وبذل كل الجهود التي تساهم في وضعه موضع التنفيذ، والتوصل إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن.