حرب غزة تؤثر على العلاقات الإسرائيلية الأوروبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
نتانياهو مصر على إسقاط حكم حماس في غزة بروكسل: يقول دبلوماسيون إن الهلع الجماهيري من قصف القوات الإسرائيلية لغزة يعرقل الجهود التي تبذلها أوروبا لتعميق علاقاتها مع إسرائيل ومن الممكن أن يعرض خطط عقد قمة مشتركة اوائل هذا العام للخطر. وأصدر الاتحاد الاوروبي البالغ عدد أعضائه 27 مجموعة من البيانات التي تندد بأعمال العنف من الجانبين ويشارك في الجهود الدولية الرامية الى التوصل الى وقف لاطلاق النار.
وفي حين يؤكد الاتحاد حياده قال دبلوماسيون يوم الثلاثاء ان العلاقات بين الاتحاد الاوروبي واسرائيل قد تعاني حيث تتردد الحكومات الاوروبية في تطبيق اتفاق لتعميق العلاقات أبرمته العام الماضي تطبيقا كاملا ويشمل عقد قمم بانتظام بين الجانبين. وقال دبلوماسي اوروبي بارز "اذا أعلنا عن قمة الآن ستكون هذه كارثة" في اشارة الى الغضب الجماهيري الذي يمكن أن تسببه خطة لعقد اجتماع بين الاتحاد والزعماء الاسرائيليين في ابريل نيسان او في وقت قريب من هذا الموعد.
ويرى الاتحاد الاوروبي الذي يدرك أنه يتمتع بنفوذ أقل كثيرا من نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة أن تحسين العلاقات مع اسرائيل وسيلة لدعم نفوذه في الشرق الاوسط وقد يمضي قدما في نهاية المطاف لاقامة علاقات عميقة على الرغم من احتمال تعرضه لانتقادات جماهيرية. وقال مبعوث "بالنسبة لنا السبب الرئيسي هو أن يكون لنا مزيد من التأثير على اسرائيل بحيث يضعون في اعتبارهم ما نقوله بدرجة اكبر."
ونظمت احتجاجات كبيرة في العواصم الاوروبية ضد الغارات الاسرائيلية. وتندد جماعات الضغط المؤيدة للفلسطينيين والسكان المسلمون بالمنطقة بما تقول اسرائيل انه رد فعل على الحملة "الارهابية" التي تشنها حركة حماس على شعبها.
وفي مقابلة مع احدى الصحف نشرت يوم الثلاثاء وصف لوي ميشيل مفوض المساعدات بالاتحاد الاوروبي الهجوم الاسرائيلي المستمر منذ 19 يوما وأسفر عن مقتل اكثر من 970 من سكان غزة بأنه "غير متكافيء بتاتا" وينتهك القانون الدولي الانساني.
ووافق الاتحاد الاوروبي العام الماضي على تطوير العلاقات السياسية والتجارية مع اسرائيل على الرغم من احتجاجات المسؤولين الفلسطينيين. لكن مبعوثي الاتحاد الاوروبي أشاروا الى صياغة الاتفاق التي تربط بشكل فضفاض اي خطوات لتطبيق الاتفاق بالتقدم في جهود السلام. وقال الدبلوماسي الاول "انها مسألة حجم. الى اي مدى وبأي سرعة ننجز هذا. وفي كل مرحلة سيكون على الدول أعضاء الاتحاد الاوروبي اتخاذ القرار." وبدا أن ميشيل ينأى بنفسه عن قرار تطوير العلاقات حيث قال لصحيفة لا ليبر بلجيك "يجب أن يكون المرء حريصا على الا يستخدم أدوات يمكن أن تجعل طرفا او كلا الطرفين يعتقد أنه غير قادر على تحقيق التوازن."
وألقى الصراع بظلاله على خطط جمهورية التشيك التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي في الاشهر الستة الاولى من العام الحالي لتقديم اسهام مفيد لعملية السلام في الشرق الاوسط.
وكان عليها تصحيح بيانات صدرت في البداية واعتبرت موالية لاسرائيل بشدة وطغت جولة قام بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في المنطقة على مهمة الوفد الذي أرسله الاتحاد الاوروبي الى المنطقة الاسبوع الماضي. وقال متحدث باسم الرئاسة التشيكية ان من السابق لاوانه قول متى او ما اذا كانت القمة الاوروبية الاسرائيلية ستعقد.
وصرح دبلوماسيون من الاتحاد الاوروبي في بروكسل بأنهم لا يرون مؤشرات تذكر على الاستعدادات لهذا الحدث لكن مصدرا دبلوماسيا اسرائيليا قال انه ليست هناك بوادر على تضرر العلاقات بين الاتحاد الاوروبي واسرائيل او على أن القمة تم تأجيلها. وقال الدبلوماسي "لا نرى اي تغير في قواعد اللعبة" مضيفا أن اسرائيل لا ترى اي صلة مباشرة بين التطوير المزمع للعلاقات والجهود الرامية الى انهاء الصراع.
وأثارت صور القتلى والجرحى في غزة وبينهم اطفال غضبا في أنحاء اوروبا. وشارك اكثر من مئة الف شخص في مسيرات في أنحاء فرنسا يوم السبت تحت حراسة مشددة لالاف من رجال الشرطة الذين ارتدوا زي مكافحة الشغب بعد المشاكل التي حدثت خلال مظاهرة في باريس في وقت سابق هذا الشهر حين قلبت اكثر من عشر سيارات أو أضرمت فيها النيران.
كما وقعت عدة هجمات على معابد ومواقع يهودية أخرى مما أثار ادانات من زعماء دينيين وتهديدات باتخاذ اجراءات صارمة من قبل الحكومة التي تعي تماما خطر انتشار أعمال العنف. ويوم الاحد نادت راما ياد وزيرة الدولة الفرنسية المسؤولة عن حقوق الانسان والتي تعبر عن ارائها بصراحة في بعض الاحيان بوقف "العذاب المستمر" في غزة التي وصفتها بأنها "سجن مفتوح."
ويرتبط تيار يمين الوسط الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني بعلاقات وثيقة مع اسرائيل بينما تبدي المعارضة مزيدا من التعاطف مع الفلسطينيين. لكن الاتفاق الحالي الخاص بالعلاقات بين الاتحاد الاوروبي واسرائيل لن ينتهي قبل مارس اذار مما يعني أن هناك وقتا كافيا لسريان وقف لاطلاق النار قبل أن يبدأ الجانبان العمل على تشكيل العلاقات المستقبلية.