عباس يؤكد وجود اشارات ايجابية لنجاح المبادرة المصرية بوقف اطلاق النار

مصر تستبعد إنعقاد قمة الدوحة ومصيرها سيحسم خلال ساعات

أبو الغيط: مصر ستنقل إلى إسرائيل رد حماس

القاهرة: اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاربعاء وجود اشارات ايجابية لنجاح المبادرة المصرية بوقف اطلاق النار في غزة وقال عباس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخاريجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس عقب لقائهما في رام الله في الضفة الغربية "هناك اخبار ايجابية بنجاح المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار في غزة. ونأمل التوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار فورا "

وقال"ان الاشقاء في مصر على اتصال لحظة بلحظة معنا ونتشاور وتم اعطاؤنا اشارات ايجابية ويهمنا نجاح المبادرة المصرية باسرع وقت ممكن". واكد "ما يهمنا اولا وقف اطلاق النار فورا على الشعب الفلسطيني".

من جهة اخرى نفى عباس "وجود اي بند في الخطة المصرية لعودة السلطة الفلسطينية الى غزة". وقال"هذا الموضوع غير وارد ولا نبحث عن وجود للسلطة الفلسطينية بل نبحث عن وحدة الشعب الفلسطيني واولا وقبلها وقف اطلاق نار فوري وبعدها نبحث قضايا فك الحصار وفتح المعابر والمصالحة الوطنية الفلسطينية وهو ما ورد في قرارات الجامعة العربية وقرار مجلس الامن الدولي".

وتابع "ومن ثم نرجو ان نذهب الى حوار وطني فلسطيني وهو ما نص عليه قرار مجلس وزراء الخاريجة العرب وقرار مجلس الامن الدولي 1860". وقال "ان العدوان الاسرائيلي غاشم ولا يقبله العقل والمنطق والمجتمع الدولي لا يقبل ما يجري".

واضاف "ان الاحداث الدامية لا زالت تسيطر على الوضع في غزة وارتفاع مستوى التدمير والقتل وهناك تحركات دولية نشطة ابرزها ما يقوم به وزير الخارجية الاسباني موراتينوس الذي التقى كل الاطراف ويقدم جهد لحل المشكلة".

وكان موراتينوس اعلن بعد لقاء مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ان التوصل الى اتفاق حول وقف اطلاق نار في قطاع غزة بات "قريبا جدا". واوضح موراتينوس "اننا قريبون جدا من التوصل الى اتفاق لكن لا يزال ينبغي القيام بالكثير".

تضارب التصريحات حول قبول حماس المبادرة المصرية والبيت الأبيض يشكك

أكدت مصادر في حركة حماس إن الحركة قد وافقت على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار. ويأتي هذا التصريح بعد تأكيد مصادر رسمية في القاهرة لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن حماس قد تجاوبت مع المبادرة المصرية وأن اتصالات تجري في الوقت الراهن بشأن التفاصيل الأخيرة مع مختلف الأطراف.

لكن أسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان قال إنه "لا تزال هناك نقاط خلاف" حول المقترح المصري لوقف إطلاق النار. وأكد وزيرا خارجية فرنسا برنار كوشنير وأسبانيا ميجيل إنخيل موراتينوس في وقت سابق الأربعاء حدوث تطور في موقف حماس من المبادرة خلال الساعات الماضية.

وقال موراتينوس ان التوصل الى اتفاق حول وقف اطلاق نار في قطاع غزة بات "قريبا جدا"، مناقضا بذلك تصريحات سابقة اكد فيها ان حركة حماس وافقت على المبادرة المصرية الرامية الى التوصل الى وقف لاطلاق النار في قطاع غزة. وقال موراتينوس بعد لقاء مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في رام الله في الضفة الغربية "اننا قريبون جدا من التوصل الى اتفاق لكن لا يزال ينبغي القيام بالكثير".

وقال للصحافيين في رام الله مبررا تصريحاته السابقة "ادليت بهذا التصريح استنادا الى وكالة الانباء المصرية (..) ثم اتصلت بمصادر رسمية قالت لي انه تم تحقيق تقدم كبير لكن لا يزال ينبغي تسوية تفاصيل طفيفة".

وفي أول ردة فعل له شكك البيت الابيض في موافقة حماس على الخطة المصرية. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو ردا على اسئلة الصحافيين حول معلومات تفيد ان مصر حصلت على موافقة حماس على خطتها لوقف اطلاق النار في قطاع غزة "دعونا ننتظر لنرى ما ستقوم به حماس فعلا".

وتابعت "لدينا كل الدوافع للتشكيك في ما نقرأه في الصحف بشأن حماس واعتقد انه ينبغي الانتظار لنرى ما يحصل فعليا". ولم تستبعد ان تكون المعارك لا تزال مستمرة عند انتقال السلطة الى باراك اوباما في 20 كانون الثاني/يناير، مشيرة الى ان بوش وادارته يبذلان كل ما في وسعهما للتوصل الى وقف اطلاق نار "في اسرع ما يمكن"، في وقت تخطت حصيلة المواجهات الاربعاء الف قتيل بحسب اجهزة الطوارئ الفلسطينية.

وشددت على ان وقف اطلاق النار يجب ان يكون "دائما"، في حين تنص المبادرة المصرية على وقف اطلاق النار فورا" بين اسرائيل وحماس و"الموافقة على الانسحاب" الاسرائيلي من قطاع غزة، وفق ما اوضح وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الاربعاء.

وقالت بيرينو ان وقف اطلاق النار "الدائم" يستوجب وقف عمليات اطلاق الصواريخ على اسرائيل ووقف تهريب الاسلحة بين مصر وقطاع غزة، والعودة الى اتفاق 2005 لفتح معابر القطاع. وقالت ردا على سؤال عما اذا كانت حصيلة القتلى تحمل الولايات المتحدة على تشديد الضغط على حليفها الاسرائيلي "لسنا بحاجة الى تزايد عدد القتلى لنطالب اسرائيل بالحاح بمزيد من الحرص (على المدنيين)، هذا ما نقوم به منذ البداية". لكنها تابعت ان "احدى المشكلات هي ان العدو، حماس التي هي منظمة ارهابية، يختبئ بين الابرياء ويستخدمهم دروعا بشرية". واكدت ان اسرائيل "تدرك" ضرورة تجنيب المدنيين.

تصعيد عسكري

تأتي هذه التطورات متزامنة مع أنباء اخرى تشير إلى تصعيد إسرائيل عمليتها العسكرية في غزة والمستمرة منذ 19 يوما. وتحدث السكان في غزة عن إطلاق نار كثيف في المعارك الدائرة بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حماس قرب مدينة غزة. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن عشرة فلسطينيين لقوا حتفهم في المعارك الدائرة منذ صباح الأربعاء. وشنت إسرائيل خلال ليلة الثلاثاء - الأربعاء هجمات على 60 هدفاً من بينها 35 نفقاً لتهريب الأسلحة على الحدود مع مصر.

وفي آخر حصيلة لضحايا العمليات العسكرية، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن عدد القتلى إرتفع إلى 1010 بينهم 315 طفلاً ، بينما أوقعت العمليات 4700 جريحاً. بينما قالت إسرائيل إن 13 إسرائيلياً قتلوا بينهم ثلاثة مدنيين.

ومع دخول العمليات العسكرية الإسرائيلية يومها التاسع عشر، بث عدد من المواقع الإسلامية تسجيلاً صوتياً يعتقد أنه لزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يدعو فيه إلى "حرب مقدسة" لإيقاف الهجوم الإسرائيلي على غزة. ولم يتسن التحقق من نسبة التسجيل إلى بن لادن من مصادر مستقلة.

جهود دبلوماسية

وكان يوم الأربعاء شهد جهوداً دبلوماسية مكثفة، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون إنه سيحث إسرائيل على احترام قرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف القتال وسيفعل ما بوسعه لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة. وأضاف بان كي - مون في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في مستهل زيارته إلى القاهرة أنه يود زيارة غزة، لكنه غير متأكد من أنه يستطيع ذلك في ظل الظروف الراهنة.

لكن بان كي - مون قال إنه ستكون لديه فرصة للحديث مع موظفي الأمم المتحدة هناك لدى زيارته المقررة إلى إسرائيل، مضيفاً أنه سيزور القطاع عندما يتم التوصل لوقف إطلاق النار. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أجرى محادثات قبل المؤتمر الصحفي مع الرئيس المصري حسني مبارك حول الجهود التي تبذلها مصر لرعاية اتفاق يمكن قوة جديدة لحفظ السلام من مراقبة الحدود الجنوبية لغزة.

وحول الجهود التي سيقوم بها قال الامين العام للأمم المتحدة إنه سيرسل فريقاً لتقييم مدى الأضرار والحاجات الإنسانية في غزة. وخططت إسرائيل في وقت سابق لإرسال كبير مفاوضيها عاموس جلعاد إلى القاهرة للقاء الأمين العام للأمم المتحدة، لكن الرحلة ألغيت. وكان بان كي - مون جدد دعوته للوقف الفوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس في مستهل زيارته إلى القاهرة.

وقال بان كي - مون في المؤتمر صحفي "أكرر دعوتي لوقف فوري ومتواصل لإطلاق النار". وعبر الأمين العام للامم المتحدة عن أمله في أن تثمر المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بأسرع ما يمكن. ووصل بان كي - مون إلى القاهرة في وقت سابق صباح الأربعاء في مستهل جولة تشمل الضفة الغربية وإسرائيل التي سيصلها الخميس وذلك في محاولة لإنهاء القتال في غزة.

وقال بان كي - مون في لقاءاته مع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين وكبار السياسيين في مصر والأردن ولبنان وسورية وتركيا إنه سيعمل على تشجيع مبادرات لفتح المعابر وإمداد غزة بالمساعدات الإنسانية. لكن زيارة الأمين العام لا تحتوي على لقاءات مع ممثلين عن حركة حماس التي تسيطر على القطاع، وليس من الواضح إذا ما كان سيزور غزة نفسها خلال زيارته التي تستمر أسبوع.

خلافات إسرائيلية

على الصعيد الداخلي في إسرائيل نقلت وسائل إعلام محلية تقارير عن خلافات بين القادة الإسرائيليين. وتقول التقارير إن وزير الدفاع إيهود باراك يفضل وقف إطلاق النار لفترة أسبوع للسماح بإدخال الإمدادات الأساسية لغزة ومنح السياسيين الفرصة للتوصل إلى هدنة طويلة.

لكن رئيس الوزراء إيهود اولمرت يقول إنه يريد مواصلة العمليات العسكرية مهما طال أمدها. وتقول لورا تليفار مراسلة بي بي سي إن هناك فكرة تتردد بأن تنتشر قوات تركية على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة لمنع تهريب الأسلحة.

ويقول محللون إن إسرائيل ربما تتجنب حرباً شاملة في مدينة غزة، حيث يمكن أن يؤدي الصراع المكثف في الشوارع إلى خسائر كبيرة في الأرواح في الجانبين الامر الذي سيكون خطراً من الناحية السياسية مع بقاء أقل من شهر على الانتخابات الإسرائيلية.

ساركوزي يحدوه "امل كبير" في ان "تتحرك الامور في الاتجاه الصحيح

من جانبه قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء اليوم ان "الامل الكبير" يحدوه في ان "تتحرك الامور في الاتجاه الصحيح" في الحرب الدائرة بين الجيش الاسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة.

وكان ساركوزي يتحدث لدى استقباله رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون وقرينته على مأدبة عشاء خاصة في مسكن ساركوزي وزوجته كارلا بروني ـ ساركوزي في باريس حيث قال "انني وغوردون براون نعمل معا حول جميع المواضيع ويحدوني امل كبير في ان تتحرك الامور بعد قليل في الاتجاه الصحيح".

هيومن رايتس ووتش تطالب اسرائيل بالامتناع عن استخدام القنابل الفسفورية

الى ذلكجددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية دعوتها اسرائيل بالامتناع عن استخدام الفوسفور الابيض وغيره من المواد القاتلة المشابهة في قصفها لقطاع غزة المكتظ بالسكان. وذكر كينيث روث المدير التنفيذي للمنظمة في مؤتمر صحافي في واشنطن ان "هذا مركب كيميائي يحرق المباني والناس .. ويجب الا يستخدم في المناطق المأهولة".

وبموجب القانون الدولي، يحظر استخدام الفوسفور قرب المدنيين، الا انه يسمح باستخدامه لاحداث حاجز دخاني. والفوسفور هو مادة كيميائية سامة يمكن ان تتسبب بحروق خطيرة. وفي حال تم اطلاقها في قذائف مدفعية او قنابل او صواريخ، فانها تحترق عند ملامستها الاوكسجين وتخلق حاجزا دخانيا من اجل اخفاء حركة الجنود.

واكدت اسرائيل على ان كل الاسلحة التي تستخدمها في حربها على غزة هي ضمن حدود القانون الدولي. الا ان هيومن رايتس ووتش قالت ان العاملين الطبيين في غزة ابلغوا عن معالجة عشرات الجرحى ممن يعانون من حروق سببها الفوسفور الابيض وقال رئيس المنظمة في واشنطن الاربعاء ان مراقبيها شهدوا هجمات باستخدام الفوسفور الابيض او مادة تشبهها جدا.

وقال روث ان "شخصا هو خبيرنا العسكري وعمل لحساب البنتاغون قال ان هذه المادة هي فوسفور ابيض". واضاف "وحتى لو كان لدى اسرائيل مادة مختلفة قليلا عن الفوسفور الابيض وكان لها اسم جديا، فان التأثير هو نفسه تماما". واضاف "اما بالنسبة لمسألة قانونية (استخدام هذه المادة) فلا يوجد ما يمنع من استخدام الفوسفور الابيض كحاجز -- اي انه يطلق الدخان لحجب القوات. هذا امر مشروع في جوهره".

وتابع "ولكن يجب عدم استخدامه في المناطق المدنية لان هناك واجب مواز باخذ كافة الاحتياطات الممكنة" لحماية حياة غير المقاتلين. واوضح ان "القاء هذه المادة على مبان حكومية وعلى الناس يعرض حياة المدنيين وهو ما ينتهك واجبات اسرائيل بان تفعل العكس". ورفض متحدث باسم الجيش الاسرائيلي الاسبوع الماضي تأكيد او نفي مزاعم بان الجيش يستخدم الفوسفور الابيض واكتفى بالقول ان كل الاسلحة التي تستخدمها اسرائيل تتوافق مع القانون الدولي".