كي مون غاضب لقصف مقر الأمم المتحدة وإسرائيل تعتذر

تل ابيب، القدس: أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس عن غضبه الشديد بسبب القصف الإسرائيلي لمقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، مؤكدا ان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك وصف الامر بانه "خطأ فادح". وقال بان للصحافيين في تل ابيب "اعربت عن احتجاجي الشديد وغضبي وطالبت وزير الدفاع ووزير الخارجية (الاسرائيليين) بتقديم تفسير كامل". واضاف ان باراك اعتبر القصف على مقر الاونروا بمثابة "خطأ فادح"، مؤكدا انه يأخذ المسألة "بجدية". وقال "اكد لي (باراك) انه تم اعطاء تعليمات بالتزام مزيد من الحذر حتى لا يتكرر حادث كهذا".

كما قال ان عدد الضحايا في الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة الذي تجاوز الالف "لا يحتمل"، مضيفا "اعتقد ان العناصر متوافرة لانهاء العنف الان". واضاف "لقد حان الوقت لانهاء العنف، وبالنسبة لنا (حان الوقت) لتغيير الديناميات في غزة بشكل اساسي من اجل مواصلة محادثات السلام لتطبيق حل الدولتين الذي هو الطريق الوحيد لامن دائم لاسرائيل". وتابع "لم يعد في وسعنا اضاعة الوقت، علينا ان نضع حدا لمعاناة المدنيين الان".

ومنذ بدء الهجوم الاسرائيلي في 27 كانون الاول/ديسمبر، وصل عدد القتلى في قطاع غزة الى 1070، بينهم 355 طفلا ومئة امرأة، وعدد الجرحى الى اكثر من خمسة الاف، حسب آخر حصيلة اعلنها مدير عام الاسعاف والطوارىء في وزارة الصحة الفلسطينية الطبيب معاوية حسنين.

إسرائيل تعتذر

وقال كي مون للصحفيين يوم الخميس ان وزير الدفاع ايهود باراك اعتذر له عن قصف المجمع. وتابع "ابلغني وزير الدفاع بانه كان خطأ فادحا وانه يأخذه على محمل الجد. وأكد لي ان اسرائيل ستولي قدرا أكبر من الاهتمام لمنشات الامم المتحدة وموظفيها وان هذا الامر لن يتكرر." وقال كريستوفر جانيس المتحدث باسم الاونروا بعد القصف ان الوكالة علقت تحركات قوافلها لكنها لم تجمد عمليات الاغاثة.

مسؤول اسرائيلي يتوجه الى واشنطن

سياسيا ارسلت اسرائيل الخميس مسؤولا كبيرا الى واشنطن لبحث اقتراح لوقف اطلاق النار ينهي القتال في غزة الذي قتل فيه اكثر الف شخص. وتوجه اهارون ابراموفيتش، احد كبار مساعدي وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، الى واشنطن لمناقشة الضمانات التي يمكن ان تقدمها الولايات المتحدة في حال تم التوصل الى وقف لاطلاق النار.

وتاتي زيارة ابراموفيتش الى واشنطن فيما توجه المفاوض الاسرائيلي الرئيسي عاموس جلعاد الى العاصمة المصرية للاجتماع برئيس الاستخبارات المصري عمر سليمان لبحث المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار في القتال بين حماس واسرائيل والذي بدأ في 27 كانون الاول/ديسمبر.

وفي حال قبلت اسرائيل المبادرة المصرية، يمكن التصويت عليها في الحكومة الامنية الاسرائيلية المصغرة وطرحها امام الحكومة خلال الايام المقبلة، حسب الاذاعة الاسرائيلية العامة. وقال مصدر انه من المتوقع ان يطلب ابراموفيتش من الولايات المتحدة "التحرك من اجل انهاء عمليات تهريب الاسلحة الايرانية الى قطاع غزة حتى قبل ان تصل الى شبه جزيرة سيناء". واضاف انه "على واشنطن الضغط على ايران في هذا المجال وكذلك على عدد من الدول الاخرى التي يمر السلاح عبرها خاصة السودان".

واكد على ان اسرائيل تريد من الولايات المتحدة تعزيز عمليات المراقبة البرية والبحرية والجوية لوقف عمليات التهريب. واشار الى ان اسرائيل "تامل كذلك في ان تزيد الولايات المتحدة والدول الاوروبية مثل المانيا، تعاونها التكنولوجي مع مصر لرصد الانفاق التي تقع تحت المنطقة الحدودية (بين مصر) وغزة".

البرلمان الاوروبي يندد بممارسة اسرائيل

بدوره ندد البرلمان الاوروبي الخميس ب"العقاب الجماعي" الذي تمارسه اسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، مؤكدا ان ذلك يعتبر انتهاكا "للقانون الانساني الدولي". وجاء في قرار اعتمده النواب الاروبيون برفع الايدي دون معارضة اي منهم، ان "الحظر المفروض على قطاع غزة يشكل عقابا جماعيا وهو امر يتناقض مع القانون الانساني الدولي".

كما طالب النواب الاوروبيون "اسرائيل بالوفاء بالالتزامات التي تقع على عاتقها بموجب القانون الدولي والقانون الانساني الدولي". وطالب البرلمانيون الاوروبيون "بوقف فوري ودائم لاطلاق النار"، ودعوا المجتمع الدولي الى وضع "الية" يمكن ان "تشمل ارسال بعثة متعددة الجنسيات بتفويض واضح لاعادة الامن وضمان الالتزام بوقف اطلاق النار". ودعوا الاتحاد الاوروبي ايضا "الى تبني موقف سياسي اكثر حزما واكثر وحدة".

باريس تندد بالقصف على مستشفيات في غزة

كما نددت باريس "بشدة" الخميس بالقصف الاسرائيلي الذي استهدف "عدة مستشفيات ومبنى يؤوي وسائل اعلام دولية" ومقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية اريك شوفالييه للصحافيين "نندد بشدة بقصف الجيش الاسرائيلي هذا الصباح عدة مستشفيات ومبنى يؤوي وسائل اعلام دولية في مدينة غزة". واضاف "نندد بشدة ايضا بالقصف الذي طاول مقر الاونروا في غزة وادى الى اصابة ثلاثة من موظفيها بجروح". وقال ان "على اسرائيل الامتناع عن اي عمل مخالف للقانون الدولي، سواء القانون الدولي الانساني او قرار مجلس الامن 1738 حول حماية الصحافيين في ظل النزاعات المسلحة".