غزة في مشكلة أخرى.. إساءة إستخدام العقاقير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رام الله: يعتقد بعض الأطباء والصيادلة في غزة أن إساءة استخدام العقاقير المخدرة في ازدياد كبير في القطاع منذ استيلاء حماس عليه في يونيو/حزيران 2007. فمنذ ذلك الوقت تم إغلاق الحدود بشكل فعلي وارتفعت معدلات البطالة بنسبة فاقت الـ 40 بالمائة.
وقال الدكتور تيسير دياب، الطبيب النفسي في برنامج غزة للصحة المجتمعية الذي يدير ثلاث عيادات في غزة: "زاد استخدام المسكنات بسبب الإغلاقات والضغوط الناتجة عن الأوضاع... الشباب العاطلون عن العمل والجالسون في منازلهم في انتظار رواتبهم بدؤوا يبحثون عن المسكنات للتخفيف عن أنفسهم".
وبعد استيلاء حماس على السلطة في القطاع، طُلب من قرابة الـ 75,000 موظف في السلطة الفلسطينية، معظمهم من المعلمين والعاملين في القطاع الطبي الذي يحصلون على رواتبهم من قيادة فتح في رام الله، البقاء في منازلهم أو فقدان رواتبهم.
وأضاف دياب قائلاً: "الترامادول هو أحد أكثر العقاقير شيوعاً... فهو يخفف الأعراض النفسية الجسمية (السيكوسوماتية) الناتجة عن الضغوط النفسية مثل الصداع وأوجاع البطن بالإضافة إلى الاكتئاب والعصبية".
ويعتقد دياب أن 10 بالمائة تقريباً من البالغين اليافعين يسيئون استخدام العقاقير المخدرة في غزة.
بدوره، قال عمار الهاشم، 29 عاماً، وهو صيدلي يعمل في صيدلية الحلو فارم، إحدى أكبر الصيدليات الخاصة في قطاع غزة: "إنه مسكن قوي جداً ويحتاج [بيعه] إلى وصفة طبية... إنه الأكثر مبيعاً حتى بين المراهقين الصغار".
ووفقاً للهاشم، الترامادول هو مسكن أفيوني يسبب الإدمان وخلال وقت قصير يسبب لمستخدمه أعراض انسحابية.
العقاقير تدخل عبر الأنفاق
وتهرب بعض العقاقير المخدرة إلى غزة من مصر عن طريق الأنفاق. وقال الهاشم أن سعرها المنخفض وإمكانية الحصول عليها دون وصفة تجعلها شائعة جداً.
وقال سامي، 35 عاماً، وهو سائق سيارة أجرة في مدينة غزة في ديسمبر/كانون الأول 2008: "أخاف القيادة [في هذه الأيام] ولذلك أتناول الترامادول. وإن لم أفعل ذلك فإنني أشعر بالذعر عند رؤية الجثث في الشوارع".
كما تتوفر أدوية أخرى مضادة للقلق والاكتئاب دون وصفة مثل "بروزاك" وهي شائعة كذلك.
وقال الهاشم: "لقد زاد حجم المبيعات ثلاثة أضعاف خلال السنة ونصف الماضية... كما زاد استخدامها منذ 27 ديسمبر/كانون الأول [مع بدء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة]. فالناس لا يستطيعون التحرك وهم عالقون في منازلهم".
بدوره، قال ناصر، 26 عاماً، وهو محاسب من مدينة غزة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه يتناول الترامادول بشكل يومي بسبب تزايد الضغوط النفسية والقلق طيلة الشهر الماضي.
وأضاف قائلاً: "لا أستطيع الحصول على احتياجاتي الرئيسية مثل الخبز والكهرباء وهذا يجعلني مكتئباً جداً والغارات الجوية تزيد وضعي سوءاً... أعاني من الأرق، فمنزلي يقع بين الوزارات والجامعة الإسلامية والمئات من الصواريخ قد سقطت في المنطقة".