هل ستظل حماس تسير مرفوعة الرأس في شوارع غزة؟

خطط اعادة البناء بعد حرب غزة تواجه عقبات

لندن: ربما يكون غبار المعارك في غزة يوشك على الهدوء، باعلان اسرائيل الهدنة من جانب واحد، الا انه ما زال ساخنا بين جنبات الصحافة البريطانية، التي تساءلت الاحد عمن حقق النصر؟، ان كان هناك نصر اصلا، كما ابرزت مواجهة اسرائيل بارتكاب جرائم حرب خلال العمليات العسكرية. من داخل مدينة غزة يكتب مراسلا صحيفة الاوبزفير تقريرا حاولا فيه الاجابة على سؤال ربما يراود الكثير من المراقبين وهو كيف ستخرج حماس من هذه المعركة اكثر قوة ام اضعف؟.

" هل ستظل حماس تسير مرفوعة الرأس في شوارع غزة؟" تساؤل مشحون بالعواطف اختاره صحفيا الاوبزرفير عنوانا لتقريرهما. ولم يقدم التقرير اجابة حاسمة على السؤال الصعب، وان كان يميل الى ان حماس لن تتأثر كثيرا بالحملة العسكرية الكبيرة التي قامت بها اسرائيل سواء على المستوى العسكري أو الشعبي. في حصيلة الخسارة فقدت حماس سعيد صيام احد قادتها الكبار ووزير داخليتها وهو ما اعتبره التقرير خسارة كبيرة لا تعوض، لكن " مكانة حماس يبدو انها لم تمس ، بل حتى تحسنت".

المقاومة تلاشت مع بدء الحرب

ويعرض التقرير لاراء مختلفة من سكان القطاع حيث يرى احمد عامر وهو موظف من حي الشجاعية انه " ضد ما يدعى بالمقاومة تماما، لانها اثبتت انها فشل كامل. نحن اعتدنا على سماع هذه الشعارات التي تقول ان مقاومتنا قوية". ويمضي عامر قائلا " وقد صدقت تلك الشعارات. لكن عندما بدأت الحرب لم يحدث شيء. انا اعيش في المنطقة المجاروة للحدود مع اسرائيل. واعتدت على رؤية المئات من اعضاء حماس والفصائل الاخرى ينتظرون القوات الاسرائيلية التي ربما تجتاح غزة. لكن منذ اليوم الاول من الحرب، لم يظهر احد منهم. وما زالت حماس تتحدث عن المقاومة التي لم تفعل شيئا لحماية شعبنا".

الا ان وائل عبد اللطيف وهو مالك لاحد الاكشاك من سكان مدينة غزة ايضا يعتقد " ان حماس تتمتع بالصلاحية والشرعية لتحكم غزة. والحرب لم تؤثر على حماس كثيرا. فقد دمروا كل شيء لكن حماس ما زالت هناك. حماس ستظهر قوتها عندما تنتهي الحرب". ويرى عبد اللطيف "ان حرب اسرائيل لم تكن موجه ضد حماس وانما ضد االشعب الفلسطيني".

وتورد الصحيفة راي روزماري هوليز الخبيرة في شؤون الشرق الاوسط الى ان حماس خرجت من " النسيج الشعبي تماما مثلما ظهر حزب الله في لبنان"، لتشير الى تجذر حماس في قطاع غزة. وتقول هوليز ان اكبر خطأ في تصوير الحركة هو الاصرار على توصيفها داخل الاطارين السياسي والعسكري فقط. وتقول الصحيفة استناد الى آراء محللين سياسيين ان الدرس الذي ستخرج به حماس هو " انها لاتستطيع ان تقوم بكل شيء وحدها" ومن ثم فهي ستسعى الى المصالحة مع حركة فتح في الضفة الغربية وهو ما سيصعب الامور على اسرائيل في حال حدوثه.

جرائم حرب

اكثر من صحيفة بريطانية اوردت قضية احتمال اتهام اسرائيل بارتكاب جرائم حرب بعد انتهاء المعارك وبدء التحقيقات. فقد سلطت الاندبندنت الضوء على حادث مقتل الطفلتين الفلسطينيتن في قصف المدرسة التي تديرها وكالة غوث اللاجئين الأونروا في بيت لاهيا. فقد طالبت الامم المتحدة، على لسان كريس جينيس الناطقة باسمها، بفتح تحقيق حول هذا الحادث " لتحديد ما اذا قد اقترفت جريمة حرب ام لا".

وتقول الصحيفة انه من بين الدعاوى المتعددة للاستخدام المفرط في القوة فان التساؤلات تتضاعف بشأن استخدام اسلحة غير تقليدية من قبل اسرائيل، ومن بينها طراز من القنابل تؤدي الى اصابات لم يرها الاطباء من قبل، وعجزوا عن علاجها. وفي تقرير آخر منفصل تقول الاندبندنت ان بينما اسرائيل تعلن النصر في ميدان المعركة، فان سمعتها تراجعت بشكل نادر.

وفي حادث آخر تورده الاوبزرفير تقول انه طبقا لشهود عيان فان اسرائيل متهمة بارتكاب عدد من جرائم الحرب خلال هجوم القوات الاسرائيلية على قرية خزاعة والذي قتل فيه 14 شخصا. وطبقا للشهادات التي جمعتها الصحيفة فان الجنود الاسرائيليين حاولوا هدم منازل ما زال سكانها بداخلها، وقتلوا مدنيين كانوا يحاولون الفرار وهم يرفعون الاعلام البيضاء، وفتحوا النيران على سيارة اسعاف كانت تحاول الوصول الى الجرحى.

وقف اطلاق النار

صنداي تايمز ابرزت قرار الحكومة الاسرائيلية وقف اطلاق النار من جانب واحد، وخطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي رسم فيه معالم التحرك الاسرائيلي في المرحلة المقبلة. وتقول الصحيفة ان حصيلة العملية العسكرية التي استمرت 22 يوما 1206 قتيلا فلسطينيا واصابة 5300 آخرين، وعلى الجانب الاسرائيلي مقتل 13 فردا من بينهم عشرة عسكريين. كما تشيرالصحيفة الى ان العميلة الاسرائيلية دمرت كل المباني الحكومية في غزة و4 الاف منزل وادت الى تشريد 100 الف فلسطيني.