غربان في إنتخابات سويسرا بعد الأغنام السوداء
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جنيف: بعد مُلصقه الانتخابي لعام 2007 الذي صور فيه أغناما بيضاء تطرد أخرى سوداء من تراب الكنفدرالية في دعوة إلى ترحيل الأجانب المجرمين، ها هو حزب الشعب يعود بملصق تبدو فيه غربان سوداء على أتم الاستعداد لالتهام سويسرا إذا ما وافق شعبها يوم 8 فبـراير 2009 على تجديد وتوسيع اتفاق حرية التنقل مع الاتحاد الأوروبي.
حزب الشعب لا يزال مُتمسكا إذن بالملصقات المثيرة للصدمة، لكن من لا يزال يُصدم بها بعد؟
ظهر الملصق الجديد أثناء أيام المرور إلى سنة 2009 الجديدة: ثلاثة غربان سوداء الريش وشاحبة الهيئة تتأهب للانقضاض على سويسرا الصغيرة التي شرع اثنان منها في مهاجمتها بمنقارهما المعقوف...
"الغربان هي طيور جارحة وعـُدوانية وسارقة، وهي تُهـدّد وجود طيور أخرى. وغالبا ما ترتبط في الأساطير بالسـاحرات". هكذا علـّق رئيس حزب الشعب طوني برونر لدى تقديم الحملة الانتخابية عشية الاحتفال بأعياد الميلاد والسنة الجديدة.
فبالنسبة لحزب الشعب، يـُعتبر التصويت بـ" نعم" يوم 8 فبراير القادم، على توسيع اتفاق حرية تنقل الأشخاص ليشمل رومانيا وبلغاريا، بمثابة الاستسلام أمام "ابتزاز" الاتحاد الأوروبي، وفتح الباب على مصراعيها للتجاوزات، ولارتفاع معدلات البطالة والإجرام، ولانخفاض مستوى الأجور، ولخراب المؤسسات الاجتماعية.
ولدى دعمه لنفس الموقف، أضاف نائب رئيس الحزب، إيفان بيران بأنه سيكون من "غير المسؤول تماما" منح حرية التنقل لبلدين يـُمثلان "العالم الثالث داخل أوروبا".
نحن والآخرون
خطاب هجومي وملصق واضح: لا شيء جديد حقا في واقع الأمر. ويرى المختص في العلوم السياسية، أوسكار ماتسوليني، أن هذه الغربان تتـّبع إلى حدّ كبير خطَّ الأغنام السوداء التي استخدمها الحزب في عام 2007، و"استراتيجية الاتصال التي يـُطورها حزب الشعب لجعل خطابه واضحا تماما. فهي سوداء، ورموز للخطر والمجهول والشر".
ويستكمل هذا الخبير المتخصص في حزب الشعب تحليله قائلا: "يعكسُ هذا النوع من الرمزية الاستقطاب المتزايد للحملات السياسية التي نشهدها منذ بضعة أعوام حول القضايا المتعلقة بأوروبا والأجانب. فهذا البـُعد المانوي للرسائل المرئية هو انعكاس لاتجاه يتواجد بشكل أعـَم في النظام السياسي السويسري".
وهو أسلوب اتصال لا يقتصر على اليمين القومي بل يتماشى بالأحرى مع "متطلبات العصر"، حسب تعبير أوسكار ماتسوليني الذي يضيف أن "المبدأ هو التوفـّر على رسالة تـُمـثل قطيعة (مع ما هو شائع) وتكون مرئية ومتميزة عن (أساليب) الخصوم. وأفضل طريقة للقيام بذلك هو استخدام لغة استفزازية، مثلما يفعل حزب الشعب".
هل تكون الغربان أقل انتشارا من الأغنام؟
أما فيليب ميير، مدير وكالة الاتصالات "سآتشي آند ساتشي سيمكو"، الذي عاد مؤخرا للاستقرار بجنيف بعد سنوات طويلة في زيورخ، فيصفُ ملصق حزب الشعب بـ "العُـدواني". ويؤكد هذا المتخصص في الإعلان: "مازال الجميع يتذكر الأغنام. وبالنسبة لي، ينتمي الملصق الجديد إلى نفس السجل".
ومع ذلك، فإن هذا الملصق الجديد لا يثير، لحد الآن، الكثير من الضوضاء، خلافا لملصق الأغنام السوداء الثلاث التي تطرد خروفا أسودا من تراب الكنفدرالية، والذي استـُخدم من قـِبل حزب الشعب في إطار الحملة الانتخابية لعام 2007. وكان مـُقرِّران خاصان للأمم المتحدة قد طالبا سويسرا بتقديـم تفسيرات حول هذا الملصق.
فهل تكون الغربان أقل انتشارا من الأغنام، على الجدران وعلى أعمدة الصحف؟ نظرا لعدم توفر أرقام بهذه الشأن، تستحيل مقارنة حجم الحملتين. لكن المتحدث باسم الشعب، ألان هاويرت، يؤكد بأن حملة الأغنام ستكون قد ظلت لفترة أطول من حملة الـغُربان التي انطلقت قبل خمسة أسابيع فقط من موعد التصويت.
وأضاف المتحدث أن "هذه الحملات ليست مـُمولة بالميزانية العادية للحزب. فنحن نُنـَظم عمليات جمع التبرعات، وبالتالي، فإن عدد الملصقات يعتمد على قدر الأموال التي نجنيها، لكن أستطيع أن أؤكد أن الحملة عرفت انطلاقة جيدة".
خوف من البطالة
وتُتـاح هذه الحملة باللـُّغات الوطنية الرئيسية الثلاث (الألمانية والفرنسية والإيطالية)، ولئن كانت المناطق الروماندية (المتحدثة بالفرنسية) تتوفر على مُلصق مُـغاير: صليب أحمر تخترقه بابٌ صغيرة تتدفقُ منها موجات من المهاجرين. أما الشعار المرافق للمُلـصق فيقول: "فـلـْنُنـْقـذ أماكن عملنا!".
ويقول المتحدث الروماندي لحزب الشعب، كلود-ألان فوابلي: "ليس لدينا مشكلة مع الغربان، لكننا أردنا التركيز أيضا على هذا العنصر الاقتصادي، لذلك تضمـّن الملصق ذلك الصليب الذي كان من الممكن جدا، بالمناسبة، أن يصدر من أوساط اليسار...".
هل يُصاب الرأي العام بالملل؟
فهل تكون الغربان إذن بمثابة استفزاز جديد فشل في بلوغ الهدف المنشود؟ بالنسبة لفيليب ميير، قد يكون من الأسهل "تمرير" هذا الأسلوب العـُدواني في سويسرا الناطقة بالألمانية حيث يتميز النقاش السياسي بقدر أكبر من الحيوية، وحيث "يمكن (لحزب الشعب) أن يسمح لنفسه بالذهاب إلى أبعد من ذلك"، على حد تعبير ميير.
لكن الجمهور قد يعتاد في نهاية المطاف على هذا النوع من الرسائل التي قد تفقد تأثيرها مع مرور الوقت. ويقول ميير في هذا السياق: "صحيح أننا، نحن الإعلانيون، نحاول خلق أساليب اتصال ومفاهيم تكون صالحة على المدى الطويل، ولكن يأتي أيضا الوقت الذي يتعين علينا فيه إحداث التغيير والانتقال لشيء آخر. والنتائـج هي التي تُقرر ذلك".
أما أوسكار ماتسوليني، فلا يرى أي تغييرات تُذكر في الأفق، بحيث يعتقد أن أسلوب حزب الشعب في مجال الاتصال ليس في النهاية سوى انعكاسا للتغييرات العميقة التي تحدث في النظامين السياسي والإعلامي السويسريين؛ وهي تغييرات تدفع باتجاه منافسة واستقطاب متزايدين في الحياة السياسية.
ويستطرد قائلا: "فهل سيـَمـلّ السويسريون من هذا النوع من الاستقطاب للعودة إلى شكل من أشكال الديمقراطية التوافقية؟ لا أعلم ذلك. فما يقوم به حزب الشعب، في نهاية المطاف، ليس سوى إضفاء المزيد من التصلّـب على منطق استعراضي موجود في الأصل، لكنه ينتشر بكثافة أوسع منذ بضعة أعوام".
التعليقات
من حقهم
عراقي متشرد -من حقهم أن يطردوا المتطفلين على بلادهم.لم لا تتكلمون أيها الأعراب عما يحدث للعرب العاملين في الخليج وغيرها-وليس لغير العرب - من سوء المعاملة وانتهاك الحقوق والطرد التعسفي والمعاملة التي لا تختلف عن معاملة العبيد في القرون الوسطى؟لقد عملت خبيرآ في دولة عربية وأكلوا كل حقوقي وكثيرآ من رواتبي بالرغم من صدور حكم قضائي من محاكمهم لصالحي، وطردوني شر طردة.وبعد هذا تتكلمون عن العنصرية في الغرب الذي لا يظلم مغتربآ ولا يأكل حقوقه.
من حقهم
عراقي متشرد -من حقهم أن يطردوا المتطفلين على بلادهم.لم لا تتكلمون أيها الأعراب عما يحدث للعرب العاملين في الخليج وغيرها-وليس لغير العرب - من سوء المعاملة وانتهاك الحقوق والطرد التعسفي والمعاملة التي لا تختلف عن معاملة العبيد في القرون الوسطى؟لقد عملت خبيرآ في دولة عربية وأكلوا كل حقوقي وكثيرآ من رواتبي بالرغم من صدور حكم قضائي من محاكمهم لصالحي، وطردوني شر طردة.وبعد هذا تتكلمون عن العنصرية في الغرب الذي لا يظلم مغتربآ ولا يأكل حقوقه.