ماذا يختفي وراء ضحكة برلسكوني؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
طلال سلامة من روما: هل ثمة مشاكل ضخمة تحيط بائتلاف برلسكوني، أي حزب الحرية وتضيق الخناق عليه؟ للآن لا يعترف برلسكوني بها فكل ما يجري داخل ائتلافه من توترات ومشاكل ينهيها رئيس الوزراء بضحكة أم مزحة وربما هي الوسيلة الأفضل للتملص من اعترافات سوداء اللون. بالطبع، أصيب برلسكوني بفرحة غير محدودة زمنياً عندما رأي أن قوى المعارضة لم تستطع الوقوف في وجهه، لا في البرلمان ولا في مجلس الشيوخ ما عدا تلك الجلسات أين يلعب الحظ فيها دوراً جوهرياً، كونها أضحت مشرذمة ومضحكة بدورها. لا بل لا يتمكن برلسكوني من إخفاء شفقته حيال معارضة يقودها فلتروني تعاني من أزمة في هويتها السياسية ومنطوية على نفسها. ان تحليل برلسكوني صحيح بالكامل لا بل هو واضح كعين الشمس. فمنذ بضعة شهور، وباستثناء بعض الثورات الداخلية التي يقودها رؤساء بلديات بعض المدن شمال ايطاليا المنتمين الى الحزب الديموقراطي اليساري، لم يعد المسؤولون في هذا الحزب يتحدثون الى الشعب، وكأنهم أصيبوا بمرض التوحد السياسي! فالانقسامات والبطولة والعقد غير المتحللة امتصت الدماغ المفكر لهذا الحزب.
في الحقيقة، فان المشكلة لا تتمحور حول تحليلها بدقة، كما يفعل برلسكوني، إنما حول آثارها المستقبلية. فالمعارضة الغارقة في أزمة عميقة مشكلة للبلاد على غرار شركة "أليتاليا" للطيران الوطنية والجهاز القضائي غير الفعال.
في الأنظمة الديموقراطية المتقدمة، يعتبر غياب معارضة، قوية وموثوق بها، على المدى المتوسط، ضربة قاضية للشفافية السياسية وخسارة في التلاحم السياسي مما يجعل النظام الوطني أقل تنافسية مقارنة بالدول الديموقراطية الأخرى.
مع ذلك، فان ضحكة برلسكوني الإعلامية تخفي ورائها عجزاً في الأبعاد والمبادرات. مع ذلك، فان هذه الضحكة الفنية سيستعملها برلسكوني عدة مرات لاحقاً للتعتيم على انقسامات أيديولوجية خطرة بدأ ائتلافه يعاني منها.