أخبار

ايطاليا تواجه انتقاداً أوروبياً لاذعاً

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

طلال سلامة من روما: يدعى توماس هاماربرغ وهو المفوض الراعي لشؤون الإنسان في المجلس الأوروبي. كالعادة، ومنذ تولي برلسكوني السلطة في روما منذ 8 شهور تقريباً، يتخلل زيارات المفوضين الأوروبيين الى ايطاليا حرباً كلامية، تتخذ طابع الدفاع والهجوم سوية، بين وزارة الخارجية الإيطالية والمفوضية الأوروبية ببروكسل وكأن ايطاليا تسعى الى إخفاء حقائق كثيرة حول أوضاع المهاجرين الغجر الحائز جزءا منهم على الجنسية الإيطالية.

من جانبه، يصف فرانكو فراتيني، وزير الخارجية الإيطالي، ما قاله المفوض هاماربرغ حول أوضاع الغجر في معسكراتهم بأنه يجرح بعمق مشاعر الإيطاليين. لا بل يترجم فراتيني أسفه الشديد لهذه التصريحات العشوائية بصورة رسمية عن طريق تلزيم الممثل الإيطالي الدائم في المجلس الأوروبي مهمة التقدم باحتجاج رسمي لحكومة روما أمام هذا المجلس. بمعنى آخر، تتعلق هذه الشكوى الديبلوماسية الإيطالية بما قاله المفوض الأوروبي حول ايطاليا كبلد غير متمدن تترعرع على أراضيه سلة من القوانين العنصرية.

وبنظر المفوض هاماربرغ، فان الأوضاع المعيشية في معسكرات الغجر لا تطاق وغير مقبولة إنسانياً . ويأتي ذلك ضمن جولة مفاجأة لهذا المفوض في معسكرات تعتبر الأكبر حجماً في إيطاليا. هذا وسبق للمفوضية الأوروبية أن أرسلت سابقاً ممثلة رسمية لها، من أصول غجرية، صُعقت نفسياً أمام الأوضاع التي يعيشها الغجر هنا. صحيح أن سياسات الدمج التي تسعى حكومة روما الى ترويجها ما تزال في حالتها "الجنينية" وذلك نتيجة جهل مؤسساتي وعجز في إيجاد الحلول الإنسانية إزاء كل ما هو مختلف عرقياً وثقافياً وتراثياً واجتماعياً عن المجتمع الإيطالي بيد أن ظاهرة "الخوف الأمني"، المنوطة بقوة بأزمة مالية تؤثر على عقلية كل مواطن مقيم في روما وفق درجات مختلفة قد تحوله فجأة من شريف الى زعيم من زعماء عمليات السطو المصرفية، تلعب دوراً مغناطيسياً في إحلال التعايش السلمي بين الجاليات الأجنبية والإيطاليين غير المنفتحين أصلاً على أنماط عيش مختلطة ومتنوعة إلا ان تعرضوا للضغوط كما ضرورة السفر الى الخارج بحثاً عن الحظ.

بالطبع، سيحاول الاتحاد الأوروبي دعم جاليات الغجر مالياً إنما الأوضاع في معسكرات إقامتهم تواصل تدهورها وهذا عار أوروبي يرى الغجر من دون لا جنسية ولا حقوق بشرية حضرية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف