أخبار

جهود دولية لتثبيت السلام الهش في غزة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

اسماعيل هنية: حققنا " انتصارا كبيرا" في غزة

عواصم: مع تلاشي غبار المعارك في قطاع غزة، بدأت الجهود الدولية حثيثة للتوصل الى اتفاق نهائي ودائم يثبت الوقف المؤقت لاطلاق النار. وهي جهود انطلقت مع تأكيد الطرفين المتحاربين، اسرائيل وحماس، على الالتزام بالهدنة، واعلان اسرائيل بدء سحب قواتها من اراضي القطاع. الفصائل الفلسطينية بدورها اعلنت وقفا فوريا لاطلاق النار لمدة أسبوع لاعطاء متسع من الوقت للقوات الإسرائيلية باتمام انسحابها من القطاع.

رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت قال من جانبه ان بلاده ترغب الخروج من قطاع غزة "باسرع وقت ممكن، ونعتزم الخروج من غزة فور ضمان امن سكان جنوب البلاد". وكان في مقدمة جدول اعمال قمة شرم الشيخ، حيث اجتمع قادة عرب واوروبيين، اعادة بناء ما تم تدميره في غزة، وتثبيت ركائز السلام الهش الذي بدأت بعض بواكيره في الانفراج مع تحرك الاطراف لمرحلة ما بعد غبار المعارك.

الا ان قمة شرم الشيخ لم تكن بلا عقبات، اذ طُرحت فكرة تشكيل قوة بحرية لمراقبة عمليات التهريب، الى جانب مقترح نشر قوة مراقبين دولية على الحدود بين مصر وغزة، وهو مطلب اسرائيلي يواجه معارضة مصرية واضحة. وكان امام المؤتمر ايضا البحث في اعادة بناء ما دمر في القطاع بعد نحو ثلاثة اسابيع من القتال.

فقد قدرت الخسارة المادية بنحو 1,6 مليار دولار في شريط من الارض يقطنه قرابة 1,4 مليون فلسطيني يعيش معظمهم تحت خط الفقر، وهو ما يؤكد الحاجة الماسة الى التسريع في توفير المعونات لهم. بريطانيا من جانبها اعلنت عن مضاعفة معونتها الانسانية بثلاثة امثالها، مضيفة نحو 29 مليون دولار تخصص لاعادة بناء ما دمر من بيوت ومنازل، ومساعدة الجرحى والمصابين.

الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قال ايضا انه سيرسل فريقا لتقييم الاحتياجات الانسانية لسكان القطاع. لكن المعارضة المصرية لنشر قوة مراقبة دولية على جانبها الحدودي مع غزة سيكون لها دور حاسم في انجاح او افشال المساعي الدولية لتثبيت فرص السلام الحالية. اذ تقول القاهرة ان قوات شرطة الحدود المصرية قادرة على ضبط ووقف عمليات تهريب الاسلحة الى غزة من الاراضي المصرية.

وقد تحدث عدد من الزعماء الاوروبيين في القمة عن مقترح نشر قوة بحرية دولية بدل قوة المراقبين. من هؤلاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي اكد على ضررة وقف تهريب الاسلحة الى حماس. وقال ان "عددا من بلداننا عرضت على اسرائيل ومصر كل الوسائل الفنية والدبلوماسية والعسكرية، وخصوصا البحرية منها، للمساعدة على وقف تهريب السلام الى غزة".

دبلوماسي اوروبي قريب من المباحثات قال ان بريطانيا وفرنسا والمانيا بعثت رسالة مشتركة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس المصري حسني مبارك تعرض فيها رسميا المساعدة لوقف عمليات التهريب.

المساعدة الاوروبية، حسب هذا الدبلوماسي تتضمن دوريات بحرية تقوم بها سفن حربية قرب سواحل غزة، الى جانب جهود تهدف الى وقف وصول الاسلحة التي تنقل عبر مياه المحيط الهندي وتصل الى حماس عبر انفاق تحت الارض من الحدود المصرية. الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى قال خلال القمة، التي كان حاضرا فيها، ان تهريب الاسلحة ووقف الحصار على غزة امران مرتبطان ومتصلان ببعضهما.

موسى اوضح في نفس الوقت ان تلك الانفاق التي تستخدم لتهريب الاسلحة تستخدم ايضا لنقل ما هو ضروري من احتياجات غذائية وانسانية لسكان القطاع. ويرى مراقبون ان نتائج اعمال القمة، التي شارك فيها الرئيس الفرنسي وملك الأردن والرئيس التركي، ورؤساء حكومات بريطانيا وايطاليا واسبانيا، والمستشارة الالمانية، والامين العام للامم المتحدة، إلى جانب الرئيسين المصري والفلسطيني، ستكون مرهونة بما يحدث على الارض خلال الايام القليلة المقبلة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف