حرب في غزة تُعقد مُهمة أوباما بالبحث عن السلام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القدس: إذا كان عند الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما أي خطط لتسريع سعيه لإقرار السلام بين إسرائيل والفلسطينيين فإن الصراع الدامي في غزة سيعطلها على الأرجح. وحتى قبل الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 22 يوما على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) لم تصل محادثات السلام التي رعتها الولايات المتحدة بين ايهود أولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني محمود عباس الى شيء.
ولم ينجح الرئيس الأمريكي جورج بوش الذي تنتهي ولايته يوم الثلاثاء بعد ان سعى فجأة في أواخر فترتين رئاسيتين استمرتا ثمانية أعوام للتوصل الى اتفاق سلام قبل نهاية العام الماضي في حل أي من القضايا الرئيسية في الصراع الدائر منذ 60 عاما بين شعبين يتنازعان نفس الأرض.
ووسط جو من عدم اليقين السياسي في اسرائيل التي تجري انتخابات برلمانية الشهر القادم لاختيار من يخلف أولمرت الذي تلاحقه فضيحة فساد ونزاع مرير بين الحركة الاسلامية التي تسيطر على غزة منذ عام 2007 وحركة فتح التابعة لعباس الذي يتخذ من الضفة الغربية المحتلة مقرا له شكك كثيرون في قدرة أي جانب على التفاوض على السلام ناهيك عن تحقيقه.
وفاقم هجوم غزة من التحدي الدبلوماسي الذي ينتظر أوباما الذي يتسلم الرئاسة الاميركية يوم الثلاثاء. وقال ارون ديفيد ميلر وهو مفاوض اميركي سابق في الشرق الاوسط ومؤلف كتاب صدر حديثا بعنوان "الارض الموعودة جدا" لرويترز في واشنطن "غزة هي (محور) عملية السلام الجديدة.
"سيستغرق الأمر أسابيع بل شهور للتعامل مع الابعاد الاقتصادية والامنية والانسانية للمشكلة بما في ذلك التهريب وتبادل السجناء والمعابر الحدودية ووقف لاطلاق النار يمكن ان يستمر." وأضاف "فرص إحياء عملية سلام أوسع تؤدي الى اتفاق لانهاء الصراع تراجعت الى الصفر."
ويتفق المحللون الاسرائيليون بدرجة كبيرة على ان الأجواء قاتمة وقد لا تتحسن حتى بعد إجراء الانتخابات البرلمانية الاسرائيلية في العاشر من فبراير شباط والتي ستحدد من سيخلف أولمرت هل هي وزيرة الخارجية تسيبي ليفني زعيمة حزب كديما ام بنيامين نتنياهو زعيم الليكود ورئيس الوزراء اليميني الاسبق.
ويقول دوف فيسجلاس المستشار السابق لارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق "عملية السلام أُغلقت لان الممثلين الرئيسيين اولمرت وليفني رحلا. فقد تحولت ليفني الى اليمين وقد يضر حملتها الانتخابية الاستمرار في عملية السلام. "اما اذا انتخب نتنياهو فلا أرى فرصة لانعاش عملية السلام على الفور."
ووعد الرئيس الامريكي المنتخب بالتعامل مبكرا مع عملية السلام في الشرق الاوسط لكن يوسي الفر المحلل الامني الاسرائيلي يقول ان هناك الكثير من المشاغل السياسية الخارجية التي تتنافس على الفوز باهتمام أوباما. وأضاف "سيكون على أوباما ان يوجه طاقته الدبلوماسية لباكستان وأفغانستان وايران والعراق. كل هذا لم يتغير."
ويقول الفر ان أوباما سيكون عليه ادارة الموقف في قطاع غزة بعد صراع دام ومناخ غير موات للمحادثات الفلسطينية الاسرائيلية. وقد يكون خياره الأفضل هو البناء على محادثات غير مباشرة متوقفة الآن بين اسرائيل وسوريا.
ويضيف "من المنطقي ان يركز على سوريا لمردودها فيما يتعلق بايران والعراق ولبنان وربما أُناس على شاكلة حماس" مشيرا الى مناطق يمكن لسوريا ان تلعب فيها دورا أكثر فائدة لواشنطن. ويقول "تخيل بعد الضربات التي تلقتها حماس وبعد بضعة أشهر من الآن يطرد زعماؤها من دمشق."
وانهارت محادثات السلام الاسرائيلية السورية السابقة حول حجم الانسحاب الاسرائيلي من هضبة الجولان السورية التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 لكن ميلر مازال يرى التوصل الى انفراجة في المسار السوري الاسرائيلي ممكنا. ويقول ميلر "فور استقرار غزة قد تكون هناك فرصة لاتفاق اسرائيلي سوري اذا كان الاسرائيليون والسوريون والامريكيون مستعدين لدفع الثمن."
أما الفلسطينيون فخياراتهم محدودة. فاستعداد عباس لاجراء محادثات مع اسرائيل لم تقربه من إقامة دولة فلسطينية. كما جلب صراع حماس مع الدولة اليهودية الموت والخراب على غزة. وقال نمر حماد وهو مساعد كبير لعباس انه ما لم يتخذ أوباما والمجتمع الدولي خطوة تجاه عملية سلام جادة سيهمش المعتدلون في العالم العربي وسيتولى المتعصبون.
لكن يصعب تصور أي عملية من هذا النوع بينما يتشرذم الفلسطينيون بهذا الشكل وتنعكس انقساماتهم هذه الآن بشكل اقليمي وفي العالم العربي بين حلفاء الولايات المتحدة السعودية ومصر وخصومها سوريا وايران. وصرح دبلوماسي مصري بأن القمة التي استضافها الرئيس المصري حسني مبارك في شرم الشيخ يوم الاحد الهدف منها كان دعم عباس.
وقال الدبلوماسي "العالم يقول لعباس انه الزعيم الشرعي وانه يود مساندته."
لكن قادة حماس لا يعترفون بزعامة عباس وهناك جدل حول انتهاء فترة رئاسته ومن ثم لا يملك السلطة للتفاوض باسم الفلسطينيين. وعلى الرغم من الخسائر التي منيت بها حماس من الهجوم الاسرائيلي الا ان الحركة الاسلامية لم تخسر سيطرتها على القطاع. ويقول ميلر "حماس تلقت ضربة عقابية لقدراتها العسكرية وأيضا لقدرتها على الحكم. "لكنها ستنجو كقوة ذات نفوذ في غزة نتيجة للروايات الجديدة واسطورة المقاومة التي ستظهر من الحرب الاخيرة التي استمرت ثلاثة أسابيع."