آمال جمّة لن يتحقق منها الكثير وتفاؤل محكوم بخيبة الأمل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
هكذا يرى الشارع الادرني بمثقفيه وساسته وشارعه عهد أوباما:
آمال جمّة لن يتحقق منها الكثير وتفاؤل محكوم بخيبة الأمل
رانيا تادرس من عمان: كان سطوع نجم باراك أوباما وفوزه حلمًا مستحيلاً، لكنه تحقق وسيكون واقعيًا في اليوم بتنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة ليكون وريثًا لتركة ترزح تحت ثقل عقبات ومشاكل داخلية وخارجية من أزمة مالية ومشاكل اقتصادية إلى حروب العراق وأفغانستان، ناهيك عن صورة اميركا المشوّهة في عدد كبير من دول العالم. اذن يتسلم الرئيس اوباما سدة رئاسة البيت الأبيض وعيون الأردنيين ترقبه بتفاؤل يشوبه الحذر، متطلعين الى دوره كلاعب مؤثر في إيجاد حلول حقيقية لا وهمية إزاء قضايا المنطقة وتجسيد شعار التغير فعليا، ووضع حد للعنصرية ضد الإسلام التي تتم تحت شعار "الحرب على الارهاب". ومهما كان، يبدو أن الاردنيين يعتقدون أن السياسية الأميركية لن تتغير في عهد أوباما.
بهذا الشأن، يقول عضو مجلس نقابة الأسنان الأسبق والمهتم بالشأن السياسي الدكتور إبراهيم سيف الطروانة إن "شعار التغيير الذي أطلقه اوباما هو عبارة عن تلاعب بالكلمات ودليل على ذكاء حاد لأن التغيير الذي يقصده اوباما وهو القضاء على العنصرية ووصول رئيس من أصول افريقية لرئاسة للولايات المتحدة الأميركية سيقضي على حالة التميز العرقي". وفي نظرة تشاؤمية يتوقع الدكتور الطروانة أن "اوباما سيكون خيبة أمل للشعوب العربية ".
لكنه من جهة اخرى، لم يغفل ميزة اوباما، معتبرًا انه "سيختلف عن سلفه بوش ولن يقود العالم إلى حروب دموية، بل إن إدارته ستمتاز بدبلوماسية لأنه دبلوماسي من الطراز الأول ولن تكون له مواقف حاسمة في قضايا الشرق الاوسط بل سيكون منحازًا لإسرائيل بحكم اللوبيات اليهودية التي تتحكم في مجريات القرارات المتعلقة بإنهاء القضية الفلسطينية ويعارض حلم دولة إسرائيل". ويستطرد قائلاً إن الاختلاف الذي سيسجل للرئيس اوباما في السياسية الخارجية هو أنه لن يكون صداميًا كالرئيس بوش الذي غيّر العالم وباتت الدول مستعمرات بأيدي الإدارة الأميركية، والذي قاد العالم إلى حروب ودمار، فلم يقتصر الأمر على هذا بل تعداه وأصبح يخاطب رؤساء العالم على أنهم ولايات أميركية وهو الحاكم الوحيد.
وفي ما يتعلق بالسياسية الداخلية الاميركية يرى أن اوباما سيبذل جهده لحل المشاكل الاقتصادية ليحافظ على شعبيته عكس بوش الذي بات مكروهًا لدى الشعب الأميركي خصوصًا بعد مضاعفة شركاته وأمواله على حساب الشعب وفق الدكتور الطروانة. أما الناطقة الرسمية الأسبق باسم الحكومة الأردنية والناشطة بحقوق الإنسان الأمينة العامة للجنة الوطنية لشؤون المرأة أسمى خضر فتعتبر فوز اوباما مرهونًا بتبني شعار التغير "والمطلوب منه ترجمته على ارض الواقع خصوصًا على الساحة العربية. لكن أحداث غزة جاءت كحدث دراماتيكي سجل إخفاقًا في سياسية اوباما وموقفًا متعارضًا مع شعاره- التغير - ولم يكن بالمستوى المطلوب أو المتوقع ".
وتضيف "إن تطبيق شعاره واقعيًا يرتكز على واقع أساسي بتحقيق سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط لتغير الصورة النمطية التي رسخت في أذهان الشعوب تجاه بلاده من حروب وخراب ودمار عصف بالكثير من شعوب المنطقة، ولكننا كشعوب عربية نعيش حالة ترقب لسياسة اوباما المقبلة مدعومة بحالة من عدم التفاؤل والرهان عليه".
من جانبه، يقول رئيس لجنة الحريات في حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الأخوان المسلمين علي أبو السكر" إننا كحركة إسلامية نتطلع إلى الرئيس اوباما لإنهاء حالة العنصرية تجاه الإسلام كديانة خصوصًا الخلط بين الاسلام والجماعات الإرهابية التي ترتكب أخطاءً وتلصق بالإسلام منذ أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمر ". وبخصوص الشرق الاوسط يقول " لن نراهن كثيرًا بل نتطلع إلى إدارة جديدة تختلف عن سابقتها، وتسجل صفحات بيضاء تجاه قضايا المنطقة وشعوبها بما يخدم مصلحة أميركا أولاً ولكن العرب ثانيًا وعدم تقديم المصالح الإسرائيلية علينا وهذه آمال غالبًا ما لا تتحقق، لا سيما في ظل في وجود لوبيات يهودية تتحكم باقتصاد أميركا وسياستها وإعلامها ".
في الموازاة ، قال ساسة أردنيون لـ"إيلاف " إن العلاقات الأردنية الأميركية في عهد اوباما ستشهد تحسنًا ملحوظًا كون الأردن حليفًا قويًا للولايات المتحدة، وذلك لعدة اسباب اهمها العلاقة القوية التي تربط الرئيس اوباما مع العاهل الأردني إذ من المرتقب أن يلتقي به في شهر شباط القادم ليكون بذلك أول رئيس عربي يلتقي اوباما بعد تنصيبه رسميًا الرئاسة. كما يعتبرون ان تعيين هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية بادرة خير خصوصًا أن علاقة كلنتون بساسي الاردن قوية، اضافة الى اعتبارها الأردن لاعبًا مؤثرًا في المنطقة بقيادة الملك عبدالله الثاني، هذا في ما يتعلق بالمعطيات السياسية، لكن الناحية الاقتصادية أكد مراقبون أن "المساعدات الأميركية ستتواصل للمملكة ولن تنقطع على الرغم من الأزمة المالية العالمية".
المواطن الاردني يعرب الحباشنة يرى أنّ فترة رئاسة اوباما ستكون محكومة ومبنية على أساس قواعد سياسية ونهج إدارة أميركية ثابتين لا يتغيران وفق الاشخاص، خصوصًا انه سيواجه مشكلة ركود اقتصادي تعصف بالقوة العظمى والتي ستحظى باهتمام خاص منه".
ويقول "علينا كعرب في الشرق الاوسط ألا نغرق في تفاؤلنا المتزايد والمراهنة على امتلاكه عصًا سحريًا لحل مشاكل شرق أوسطية خصوصًا القضية الفلسطينية وإحلال سلام عادل وشامل والتأثير على إسرائيل، خاصة أن اوباما سجل غيابًا وإخفاقًا أثناء العدوان الإسرائيلي الذي استمر 22 يومًا على عزة، ولم يعتبره إرهابًا ولم يحرك ساكنًا لإيقاف عدوان فتك وخلّف دمارًا هائلاً وقتلى وجرحى بالآلاف". ويختم حديثه بالقول إن "اوباما يواجه ملفات شائكة داخلية ولن يلتفت للسياسية الخارجية على المدى القصير فعلينا عدم التفاؤل وبناء قصور على رمال سرعان ما تنهار، لأنه في حال قدّم حلولاً للشرق الاوسط ستكون شكلية وغير جدية". لكنه توقع أن يسجل اوباما إنجازًا في الشرق الاوسط، وهو أن "يفي بوعده في ما يتعلق بالانسحاب من العراق خلال عام ونصف، وكذلك لن يزجّ بلاده بحروب جديدة كما فعل سلفه بوش".
وتبقى الأربع سنوات فترة رئاسة باراك اوباما مليئة بالتوقعات والتكهنات ترجح بحسب الدلائل أن سياسة اوباما ستسجل إخفاقات لأن القرارات لن تكون فردية، بل ستتعرض لتدخلات من لوبيات مؤثرة سواء كانت قرارات سياسية أو اقتصادية، فعلى العرب عدم التصفيق وانتظار الكثير من اوباما إزاء قضاياهم، مقابل طفل الولايات المتحدة الأميركية المدلل لدى إسرائيل.