أوباما في خطاب القسم: " اميركا الموحدة مستعدة لمواجهة التحديات "

واشنطن، وكالات: يتوقع ان يوجه باراك أوباما، أول رئيس أسود يدخل الى البيت الابيض في خطاب تنصيبه رسالة أمل ودعوة الى حشد قوى الجميع لمواجهة التحديات الكثيرة التي تواجهها اميركا. واعلن روبرت غيبس المتحدث المقبل باسم البيت الابيض في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاخبارية الاميركية "اعتقد انه سيتحدث عن التحديات والمشاكل الكثيرة التي تواجهنا كدولة".

واضاف غيبس "لكنه سيذكرنا ايضا، وسيذكر العالم اجمع، بان الاميركيين واجهوا حتى الان تحديات هائلة تجاوزوها بوحدتهم كدولة وكشعب لكي تتمكن اجيال المستقبل من العيش في عالم افضل". وقال روبرت غيبس ايضا في مقابلة اخرى مع شبكة "فوكس" ان باراك اوباما الذي سيصبح رسميا عند الساعة 17:00 ت غ (ظهرا بالتوقيت المحلي) رئيسا للولايات المتحدة بعد قسم اليمين على نسخة الانجيل نفسها التي استخدمها الرئيس ابراهام لينكولن في قسمه في اذار/مارس 1861، سيتحدث كذلك عن "عصر جديد من المسؤولية في العمل الحكومي ومن جانب مؤسساتنا المالية التي اوقعنا البعض منها في هذه الازمة الاقتصادية".

وسيتحدث اوباما ايضا "عن تضحية الرجال والنساء في الجيش"، كما اضاف المتحدث مذكرا بان الرئيس المقبل زار مستشفى والتر رود العسكري حيث تجري معالجة عسكريين جرحوا في العراق او افغانستان. وتابع المتحدث المقبل باسم البيت الابيض "سيوجه نداء الى الاميركيين للقيام باكثر مما يقومون به حاليا والالتزام والمشاركة اكثر في تغيير هذا البلد نحو الافضل". وراى روبرت غيبس "انه تحد وافق ملايين الاميركيين على مواجهته خلال الحملة الانتخابية واعتقد ان ملايين اخرين سيوافقون اليوم على دفع البلاد في اتجاه افضل".

ووصل اوباما صباح اليوم بالتوقيت المحلي الى البيت الابيض للقاء سلفه جورجبوش قبل ان. واستقبل بوش وزوجته لورا كلا من اوباما وزوجته ميشيل في مقر نورث بورتيكو الرئاسي وتبادل الاربعة التحيات الحارة ووقفوا لالتقاط الصور.

وتوجه أوباما في وت سابق إلى الكنيسة لأداء الصلاة في إيذان لبدء البرنامج الرسمي لتنصيبه التاريخي رئيسا للبلاد. وقطع أوباما وزوجته ميشيل المسافة القصيرة من بلير هاوس حيث يقيمان قبالة البيت الابيض، الى كنيسة سانت جون لاداء الصلاة المتوقع ان تستمر لمدة ساعة. ورافق اوباما وزوجته نائب الرئيس المنتخب جوزف بايدن وزوجته جيل، ثم سيتناول الجميع القهوة في البيت الابيض مع الرئيس المنصرف جورج بوش ونائبه ديك تشيني.

وكانت بدأت الجماهير بالتوافد الى حديقة (ناشيونال مول) الواسعة التي تمتد من نصب واشنطن التذكاري الى مبنى الكونغرس قبل بزوغ الفجر للاستماع الى الرئيس الجديد وهو يؤدي القسم الدستوري في الساعة الثانية عشرة ظهرا بالتوقيت المحلي (الخامسة مساء بتوقيت غرينتش). وفرضت السلطات في واشنطن اجراءات امنية غير مسبوقة بالمناسبة، حيث انتشر اكثر من اربعين الفا من عناصر الامن والشرطة للحيلولة دون وقوع اي حادث من شأنه تعكير صفو المراسم. ويقول المراسلون إن ثمة شعورا شاملا في الولايات المتحدة بأن التاريخ سيصنع هذا اليوم عندما يصبح اوباما الرئيس الرابع والاربعين للبلاد.

هذا وقالت صحيفة واشنطن بوست اليوم ان أوباما يعتزم تعيين السناتور جورج ميتشل مبعوثا له للشرق الاوسط في واحد من أول الخطوات التي سيقدم عليها حينما يتولى الرئاسة. وأضافت نقلا عن مسؤول لم تسمه من معاوني أوباما أن تعيين ميتشل سيعقب تأكيد اقرار تعيين هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية في مجلس الشيوخ.

ويزداد الترقب في طول الولايات المتحدة وعرضها قبيل بدء مراسم التنصيب التي ستجرى على الشرفة الامامية لمنبى الكابيتول بواشنطن، وهو مقر الكونغرس الاميركي بمجلسيه. وقد وصل الى واشنطن في الايام الاخيرة مئات الآلاف من الامريكيين والزائرين الاجانب لحضور مراسم التنصيب، وبلغ التنافس على بطاقات حضور الحفل أشده.

وسوف يتوجه اوباما ومرافقوه الى مبنى الكابيتول مخترقين الجماهير المحتشدة، حيث سيؤدي بايدن القسم الدستوري اولا يليه اوباما عند انتصاف النهار تحديدا. وسيضع اول اسود يقود الولايات المتحدة كفه الايسر على الانجيل الذي استخدمه الرئيس ابراهام لنكولن عند تنصيبه عام 1861، ويردد القسم الذي يتعهد فيه "بالمحافظة والدفاع عن دستور الولايات المتحدة."

وبعد انتهائه من اداء القسم، سيوجه الرئيس اوباما كلمة الى الحشد ستركز ، حسب مساعديه، على قضيتي المسؤولية والمحاسبة. وسيتسنى للجماهير متابعة مراسم التنصيب من خلال شاشات تلفزيونية كبيرة. وتشير التقديرات الى ان عدد الحضور قد يتجاوز المليونين، وهو رقم قياسي بالنسبة لهذا النوع من المناسبات خصوصا ان احتفال اليوم سيقام في درجة حرارة تقترب من الصفر المئوي.

ويقول المسؤولون الامنيون إنهم مستعدون لأي طارئ، وقد اغلقت كل الطرق والجسور المؤدية الى العاصمة الاميركية كما انتشر الالوف من رجال الامن في الشوارع والطرقات. وتشمل الاجراءات الامنية نشر قناصة على اسطح المباني الواقعة على طريق موكب اوباما، علاوة على تحليق الطائرات المروحية والمقاتلات في سماء العاصمة. ويقول المراسلون إن ثمة شعورا يراود الحشود بأن التغيير الذي سيشهدوه اليوم سيتجاوز باهميته المراسم التي سيحضرونها.

وفي صدفة اكدت البعد التاريخي لحدث اليوم، تزامنت ليلة تنصيب اوباما مع العطلة السنوية التي يحتفل من خلالها الامريكيون بذكرى زعيم الحقوق المدنية، مارتن لوثر كينغ الذي اغتيل عام 1968. ودعا اوباما، لدى مشاركته في اعداد مشروع اجتماعي بواشنطن يحمل اسم كينج يوم الاثنين، الامريكيين الى العمل سوية للتغلب على الازمة الاقتصادية. وقال اوباما: "نظرا لعمق الازمة التي نعاني منها والمصاعب التي يواجهها كثير من الاميركيين، لا يسعنا ان نبقي اية ايد عاطلة بلا عمل."

ساركوزي يتطلع الى "تغيير العالم" مع اوباما

الى ذلك اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اثناء انتقاله الى بروفنس قرب باريس، انه يتطلع الى انطلاق اوباما، في العمل لكي "يغيرا العالم معا". وردا على سؤال صحافي عما اذا كان سيوجه رسالة تهنئة الى اوباما، اجاب ساركوزي "نعم بالتاكيد". واضاف "اننا نتطلع الى ان يبدا العمل لكي نغير العالم معه". وسيصبح سناتور ايلينوي الثلاثاء اول رئيس اسود للولايات المتحدة.

وكان ساركوزي رحب في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر بانتخاب باراك اوباما، معتبرا ان الاميركيين اختاروا "القطيعة"، وهو الشعار الذي نادى به ساركوزي وشكل النقطة الرئيسية في حملته الانتخابية في 2007.

ومن دون انخياز علني، لم يخف الرئيس الفرنسي تفضيله المرشح الديموقراطي في الولايات المتحدة اثناء زيارة باراك اوباما الى فرنسا في تموز/يوليو الماضي. وكان اوباما في المقابل اشاد ب"حيوية" رئيس الدولة الفرنسية. وكان الرجلان التقيا للمرة الاولى في 2006 في الكونغرس في واشنطن.