أخبار

الصحف البريطانية: عن أوباما ودروس غزة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: تصدر حدث تنصيب الرئيس الأميركي باراك أوباما كل الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأربعاء، لكن مقالات التعليق أثارت كذلك الوضع في غزة قبل الهدنة وبعدها دروس غزة
اعتمد مارك ستيل في عامود بالإندبندنت أسلوبا ساخرا للتعليق على العمليات العسكرية الإسرائيلي في غزة، وعلى "المعاذير" التي التجأت إليها إسرائيل لتبرير هجومها. ويقول الكاتب إن استمرار الهدنة رهن بقطع إمدادات "الإرهابيين" من السلاح. "ولأن أسرائيل تحصل على طائراتها ودبابتها وصواريخها من مكان ما، فلا يُستبعد أن تعود ريمة إلى عادتها القديمة إذا لم تُقطع هذه الإمدادات." ويضيف الكاتب: "إن استخفاف هؤلاء الإرهابيين وأنصارهم بالروح البشرية مثير للاشمئزاز". ويشير المعلق الصحافي هنا إلى ما كتبه مثلا توماس فريدمان بصحيفة النيويورك تايمز عندما قال ينبغي على إسرائيل "أن تكبد سكان غزة أفدح الخسائر في الأرواح." ويقول ستيل: "ضعوا الغربيين محل سكان غزة، وستظنون أن كاتب ما سبق هو القاعدة." "وإذا كانت قذائف حماس فتاكة إلى الحد الذي يزعمه الإسرائيليون - يقول الكاتب- فلماذا لا يقايضون بعض ما لديهم من طائرات الإف 16 والأباتشي بعدد من تلك الصواريخ." ويرى الكاتب -ساخرا- أن من مزايا هذا الحل كذلك أن تعمد حماس إلى ردم الأنفاق "التي تستخدم لتهريب الأسلحة" ويمضي المعلق الصحافي قائلا: "مهما قلتم عن إسرائيل فهي على الأقل تحصل على الأسلحة بشكل قانوني - باستثناء عندما تطور ترسانة نووية بالرغم من المعاهدات الدولية. لكنها تقيم ذلك فوق الأرض وليس داخل سراديب وهذا هو الأهم." ويعود الكاتب إلى احتمالات انهيار الهدنة فيقول: "إن صور الأقمار الصناعية قد تظهر للإسرائيليين فلسطينين أمام أكوام هائلة من الأنقاض وهي أسلحة فتاكة لو رُشقت بها الحدود. لكن ولحسن الحظ مثل هذه الأسلحة يسهل كشفه" ولعل ما قد "يهدئ من روع" السلطات الإسرائيلية كذلك بشأن قدرة حماس على نقض الهدنة - يقول كاتب المقال- ما جاء في تقرير للمخابرات الإسرائيلية. ومما جاء في هذا التقرير أن "حماس لم تشارك في قصف إسرائيل بالصواريخ -خلال فترة التهدئة- كما أنها سعت في بعض الأحيان إلى منع فصائل مسلحة أخرى من القيام بذلك". ويبدو -في رأي الكاتب- أن السلطات الإسرائيلية "لم تجد الوقت الكافي لقراءة التقرير" لانهماكها في العملية العسكرية. لكن في غمرة هذه الأحداث ثمة بارقة أمل -على حد تعبير الكاتب- وتتمثل في الاستنكار العالمي الذي أثاره الهجوم على غزة. "فحتى الأمم المتحدة ووُل ستريت جورنال لمحتا إلى إحتمال أن تكون إسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب." وبفعل تحول الرأي العام في الولايات المتحدة اضطر دبلوماسي إسرائيلي إلى الاعتراف بأن "إيذاء المدنيين في غزة قد أضر بنا ضررا كبيرا." "معركة أخرى وليست نهاية الحرب"
من جهته يرى تيم بِتشر في صفحة الرأي بالديلي تلجراف أن ما حدث في قطاع غزة خلال أسابيع ثلاثة رغم فداحته قد لا يكون سوى معركة في حرب لا تلوح في الأفق بوادر لنهايتها. ويقول إنه عاين -بعدما سمحت السلطات الإسرائيلية للمراسلين بدخول القطاع- الدمار الذي ألحقته العمليات العسكرية، لكن هذا الدمار "لم يغير كثيرا من مشهد غزة". ويوضح الكاتب قائلا: "إن الدمار لحق في معظم الحالات بالأهداف العسكرية" التي حددها الجيش الإسرائيلي مبدئيا، ولهذا السبب فإن "غزة 2009 ليست هي ستلينجراد 1944". ويضيف الكاتب فيقول:" قد يجادل البعض في مشروعية استهداف بعض المواقع"، من قبيل مبنى البرلمان "الذي يرمز جدلا إلى السلطة الديمقراطية، وليس إلى سلطة حزب بعينه". ويعتبر الكاتب كذلك أن استهداف مسجد بالقرب من مستشفى الشفا "قد يكون تسبب لنزلائه في بعض الهلع، كما قد يكون أثر على بنيته." كما يتساءل الصحافي عن الخطر الذي كان يمثله مجمع حكومي دمر عن آخره في تل الهوى. ويستغرب أيضا لفداحة الخسائر البشرية التي تكبدتها بعض المناطق القروية المحيطة بمدينة غزة. ويضرب مثالا على ذلك منطقة الزيتون حيث فقدت أسرة السموني 48 من أفرادها. ويبدو - في رأي الكاتب- أن الشعار الذي انتهجته قوات المشاة والمدرعات الإسرائيلية هو "أطلق الرصاص أولا، ثم أطلق الرصاص على عدد آخر واطرح الأسئلة بعد ذلك إذا شئت." ويشير الكاتب في السياق ذاته إلى التفاوت الهائل فيما يتعلق بحجم الخسائر البشرية وينقل في هذا الصدد سؤالا استنكاريا لأحد الفلسطينيين :" هل الإسرائيلي يساوي مئة فلسطيني؟". والإشارة هنا إلى نسبة 13 قتيلا إسرائيلي إلى 1300 قتيل فلسطيني. أوباما ورسالته إلى الشرق الأوسط
في صفحة الرأي بالجارديان كتبت هيذر ماكروبي عن مشاعر سكان العاصمة الأردنية عمان بمناسبة تنصيب الرئيس باراك أوباما.
وتقارن كاتبة المقال بين مشاعر الأمل التي سادت المنطقة بعد فوز أوباما بالانتخابات في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني وبين مشاعر الأسى التي تغلف النفوس في الوقت الراهن. "إن القصف الجوي ثم الاجتياح البري لغزة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة قد غير كل شيء، إلى درجة أن القليل فقط تابعوا مراسم تنصيب الرئيس الأميركي." وبينما انفقت قناة سي اِن اِن 48 ساعة لتغطية الحدث "انصب اهتمام شبكات الأخبار بالشرق الأوسط بشكل كبير على غزة -قتلاها و مشرديها الذين يقدرون بعشرات الآلاف." وهذا لا يعني -حسب الكاتبة- أن العرب فقدوا الأمل في الرئيس الأميركي الجديد بل يعني أنهم يرون في "أوباما الرجل الصالح الذي ظل مكتوف اليدين." فبينما كان يحث على التكافل والتضامن لم يتمكن الأردنيون - ونصفهم ذوو أصول فلسطينية- من إيصال مساعدات إلى المحتاجين إليها في قطاع غزة الذي لا يبعد عنهم سوى بـ160 كيلومترا. العالم يحبس أنفاسه
في الافتتاحية المطولة التي خصصتها الجارديان لحفل تنصيب الرئيس الأميركي الجديد اعتبرت الصحيفة أن هذه اللحظة التاريخية انضمت إلى لحظات أخرى استحوذت على اهتمام العالم مثل لحظات اغتيال الرئيس الأميركي السابق جون كينيدي، ونزول الإنسان على سطح القمر وسقوط جدار برلين، وأحداث تيانانمين والإفراج عن نيلسون مانديلا. ولكن لحظة التنصيب كانت بالنسبة للصحيفة لحظة فريدة لأنه لم يحدث من قبل أن توحد العالم بفضل نتيجة انتخابية. وتقول الفاينانشل تايمز إنه من النادر أن تتحقق الأماني وبالنسبة للرئيس الأميركي الجديد يصعب التكهن بما ستكون عليه ولايته، لكن حفل تنصيبه جاء كما كان يؤمل، لقد كان تجمعا ضخما وباهرا ليس لمجموعة من الميردين بل لمواطنين استمعوا إلى خطاب يخلو من البلاغة التي عودنا أوباما عليها ولكنه خطاب متوازن وشامل. وتعليقا على هذا الخطاب تقول التايمز إنه عبر عن قطيعة واضحة مع خطاب سلفه، فبعد أن أثنى علي جورج بوش بأدب هاجم "سياسة تثري الأغنياء على حساب ازدهار البلاد". "وإذا كان البعض انتظر خطابا يزدان بتعابير تاريخية، فإنه عرض طرقا وجسورا وكهرباء وشبكة مواصلات"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف