الفلسطينيون في إسرائيل حذرون من تعليق آمالهم على أوباما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رغم أنّ اليهود لم يشعروا بالسرور العارم لوصوله إلى الرئاسة
الفلسطينيون في إسرائيل حذرون من تعليق آمالهم على أوباما
كيف استقبل الشارع العربي تنصيب أوباما
نضال وتد من حيفا: خلافا لكثير من المجتمعات العربية فإن الفلسطينيين في إسرائيل يقيسون ويحددون توقعاتهم من كل جديد في الخريطة الدولية وفق الموقف العام من القضية الفلسطينية، وتكون مواقفهم متأثرة في حساباتها مما يلمسوه عن قرب في تعامل إسرائيل ( إعلامها وساستها ومثقفيها ) مع هذه المتغيرات، من هنا وفي ظل تبوأ إسرائيلي سابق ( رام عيمانويل ) لأحد أكثر المناصب حساسية في الإدارة الجديدة، مع عودة كثير من أصدقاء إسرائيل في إدارة كلينتون ، إلى البيت الأبيض، فإن التوقعات والآمال المعلقة على أباما ليست طموحة بل هي حذرة للغاية، إن لم تكن متشائمة أصلا.يقول الكاتب والأديب المختص بشؤون الفلسطينيين في إسرائيل مرزوق حلبي: " يحدث في مثل هذه الحالات أن يُسقط الجمهور المعنيّ على الشخصية المنتخبة أماني ورغبات. وهو ما يحصل الآن مع تسلّم أوباما مهام منصبه. صحيح أن للأفراد دور في التأثير على التاريخ وأحداثه لكن هناك أيضا سيرورة عامة تتبلور باجتماع عوامل لا حصر لها الأمر الذي قد يجهض نوايا القائد أو يحدّ من تأثيره. ومع هذا أمكننا أن نلمس خطابا مغايرا لدى أوباما والمحيطين به ويُمكننا أن نبني توقعات حذرة منه ومن إدارته.
وعن انعكاسات تسلم أوباما لمنصبه، على ملف الفلسطينيين في إسرائيل يقول حلبي: "فيما يتعلّق بنا العرب والفلسطينيين، أعتقد أنه قد تطرأ تغييرات وليس بسبب أوباما فقط بل بسبب شروط الراهن في العلاقة بين أميركا والشرق الأوسط أو بسبب من تغيرات في حسابات المصالح الأميركية عالميا وفي المنطقة العربية عموما. أعتقد أن نُخب أميركية أوسع تدرك الآن وأكثر من أي وقت مضى بؤس السياسات الأميركية في المنطقة كما سارت حتى الآن. ومع هذا أمكننا أن نعوّل على جيل جديد من القيادات الأميركية التي كانت دوما أكثر إنصافا للعرب في وجهات نظرها وتوجهاتها. وأميركا تغيّرت كثيرا وربما بالتجربة القاسية والصعبة لها في العراق والمنطقة العربية. كما إن في أميركا مجتمع مدني متطور جدا أمكنه أن يؤثر على أوباما سيما أنه شكّل قاعدة شعبية قوية أسهمت في صعوده وانتخابه. وهذه رياح مواتية قد تدفع أوباما فعلا إلى تغيير في سياساته الشرق أوسطية.
لرجال السياسة موقف مغاير بعض الشيء لكنه لا يختلف في الجوهر فهو يقول لإيلاف: : "إن براك يجمع ثقافات متعددة ، فهو من أصول أميركية أفريقية، وعاش وعانى من التمييز والاضطهاد، وبالتالي فإن وصوله للبيت الأبيض قد يكون فرصة لتغيير واقع الاضطهاد والمضطهدين، وهو سيحاول أن يشكل جسر للتغطية على الأمور القائمة بين الثقافات، لأن لديه أصول أفريقية وأخرى إسلامية، فهذه إذا فرصة تاريخية لكن إلى أي قدر سيتم ترجمة ذلك على أرض الواقع فهذا شيء آخر".
ويوضح الصانع ذلك بالإشارة إلى أن براك أوباما: " سيكون واقع تحت تأثير عدة مراكز قوى في الولايات المتحدة، وهو برأيي يسجد نفسه مضطرا للالتزام بها سريعا، وسيرى أنه ليس كل ما يحلم به هو قابل للتحقيق، ليس لأنه لا يريد ولكن لأنه لا يستطيع نظرا لوجود مؤسسة أميركية تدير وتوجه الرئيس في الولايات المتحدة، لكن لا شك بأن الخطاب سيتغير التعاطي مع القضايا سيتغير، وهذه فرصة للولايات المتحدة لأن تصلح علاقاتها مع العالم وأن تلعب دورا إيجابيا. أعتقد أنه لا يمكن أن يكون الواقع أسوأ مما كان عليه خلال بوش".
الحكم على أوباما إذا مرهون بنظر الفلسطينيين في إسرائيل بسياسته تجاه الدولة العبرية، ومواقفه من القضايا الرئيسية، ويرى الفلسطينيون في إسرائيل بالعموم أن الإدارة الأميركية مهما اقتربت من العرب ومواقفهم إلى أنها تبقى تنظر على إسرائيل باعتبارها الحليف الاستراتيجي والشريك الأفضل لها في المنطقة العربية.