الحصار الاسرائيلي يعرقل اعادة الاعمار في غزة

غزة: يكتفي محمد سموني وسكان اخرون في قطاع غزة بازالة الركام بعد اسبوع من وقف اطلاق النار. فاستمرار الحصار الاسرائيلي يمنعهم من الانصراف الى اعادة الاعمار وروى محمد في طريقه الى خيمة نصبها على انقاض منزله الذي دمره الجيش الاسرائيلي في حي الزيتون في مدينة غزة، "ننفصل الواحد عن الاخر مع حلول الليل ويتوجه كل منا الى منزل اقرباء في غزة ليبيت ليلته". واضاف هذا الفلسطيني (33 عاما) "ثم نعود في الصباح ونجلس (داخل الخيمة). انه الامر الوحيد الذي نستطيع القيام به، ان نجلس وننتظر".وادى الهجوم الاسرائيلي الذي استمر 22 يوما على قطاع غزة الى تدمير كبير في القطاع الذي يعاني اصلا حصارا فرضته اسرائيل منذ سيطرت حركة حماس على هذه المنطقة في حزيران/يونيو 2007. وتظهر جبال الركام التي تغطي شوارع حي الزيتون ان الاخير تعرض لهجمات اسرائيلية كثيفة.فالورش والكاراجات وقنان الدجاج التي كانت تقع في اول الشارع لم يعد لها وجود. وانصرف اطفال الى التقاط صفحات من القرآن من بين ركام مسجد التوحيد الذي دمر بالكامل. ويرتدي افراد عائلة سموني، وهي احدى اكبر العائلات في الحي، الاسود حدادا على الاهل والاصدقاء الذين قضوا خلال الهجوم، في انتظار المساعدات التي وعدت بها حماس والسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس والمنظمات الدولية.ويقول فارس سموني (68 عاما) الذي فقد زوجته "سقط لنا هنا 22 شهيدا". ويضيف "مذذاك، انام في الشارع. جاء اناس ودونوا اسماءنا لكنني اجهل هويتهم. قالوا انهم سيعطوننا مساعدات لكننا لم نحصل على شيء".ويقدر المسؤولون الفلسطينيون كلفة اعادة الاعمار ب1,9 مليار دولار. لكن الورشة لا يمكن ان تبدأ ما دامت المعابر لم تفتح للسماح بدخول مواد البناء الى قطاع غزة. ولا تزال اسرائيل تغلق هذه المعابر ولا تسمح الا بعبور المواد الضرورية، مؤكدة انها ستتعاون مع الفلسطينيين شرط الا تشرف حماس على عملية اعادة الاعمار.وصرح وزير الشؤون الاجتماعية اسحق هرتزوغ المكلف الاشراف على ايصال المساعدات الانسانية الاحد، "علينا التأكد ان حماس لا تسيطر على اي نشاط عملاني في غزة". بدوره، اكد رئيس الوزراء ايهود اولمرت الاسبوع الفائت انه "لا يمكن السماح لحماس بتولي عملية اعادة الاعمار لتنال بذلك شرعية".من جهتها، اشترطت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني احراز تقدم في المفاوضات للافراج عن جلعاد شاليط، الجندي الاسرائيلي الذي تأسره حماس ومجموعات فلسطينية اخرى منذ العام 2006، لاعادة فتح المعابر. وقال منسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة جون هولمز الجمعة "يجب فتح كل المعابر في شكل كامل، يجب ان نكون قادرين على القيام بعملنا".اما احمد الكرد وزير العمل والشؤون الاجتماعية في حكومة حماس المقالة والذي كلف الاشراف على المساعدات المرسلة الى قطاع غزة فصرح لوكالة فرانس برس "لن نقبل بعد اليوم بالموت البطيء جراء الحصار. لقد قدمنا تضحيات في هذه الحرب (...) ولم نضح بشبابنا من اجل العودة الى نقطة الصفر".