زرداري: إستقرار باكستان مصلحة أميركية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الرئيس الباكستاني في مقال للرأي بصحيفة واشنطن بوست
زرداري: استقرار باكستان سياسياً واقتصادياً.. مصلحة أميركية
أشرف أبوجلالة من القاهرة: في مقال للرأي بصحيفة واشنطن بوست الأميركية ، نشرته بعددها الصادر اليوم الأربعاء ، قال الرئيس الباكستاني آصف على زرداري أن باكستان تتطلع لبداية جديدة في علاقاتها الثنائية مع الولايات المتحدة، وأضاف " نتقدم بالتهنئة لباراك أوباما وكذلك للدولة ذات الشخصية التي اختارته ، ونحن إذ نرحب بقراره تعيين مبعوث خاص لجنوب غرب آسيا. فتعيين الدبلوماسي المخضرم ريتشارد هولبروك أمر يكشف الكثير عن رؤى الرئيس العالمية وتفهمه لتعقيدات السلام والاستقرار وكذا تهديدات التطرف والإرهاب. ببساطة ، يجب علىنا أن نمضي إلى ما هو أبعد عن الخطابة والتعامل مع المشاكل الصعبة ".
وقال :" لقد تم تعريف باكستان مرارا وتكرارا على أنها أكثر المشكلات الخارجية التي ستواجهها الإدارة الجديدة. الموقف في باكستان وأفغانستان والهند خطير بالفعل، لكن حدته تمثل في واقع الأمر فرصة للعمليات المستحدثة والعدوانية. فمنذ انتهاء ديكتاتورية مشرف، عملت باكستان على مواجهة تحديات الديمقراطية الشابة أمام التمرد النشط ، في ظل سياق الأزمة الاقتصادية الدولية. وسوف يكتشف هولبروك عما قريب أن باكستان أكثر من مجرد شريك خطابي في الحرب ضد الإرهاب. وعلى عكس ما كانت عليه الأوضاع في عقد الثمانيات من القرن الماضي، نحن لا نتبع الآن لأي أحد. ومع كل الاحترام الواجب ، نحن لسنا بحاجة لدروس خاصة بالتزاماتنا. فهذه هي حربنا. وهؤلاء الذين يموتون هم أطفالنا وزوجاتنا ".
وأضاف :" سوف يواجه السفير هولبروك منطقة مكتظة بالقضايا المترابطة عبر الحدود -- فقد تقيحت المشكلات القديمة التي تراكمت، وحقائق جديدة في حقبة من الإرهاب النشط، والآثار المتبقية من الدعم الذي كانت تقدمه الدول الغربية للنظم الديكتاتورية، ونبذ التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إذن دعونا نرسمهم. فعلى مدار ستين عاما ، والعلاقة بين الولايات المتحدة وباكستان مبنية على أساس السياسات المقابلة مع الأهداف قصيرة المدي وليست الإستراتيجية طويلة المدي. ويتفهم الرئيس أوباما أنه ولكي تتمكن باكستان من هزيمة الإرهاب، يجب أن تكون مستقرة. ولكي تنجح الديمقراطية ، يجب أن تكون باكستان قابلة للحياة اقتصاديا. فتقديم المساعدات لباكستان ليس هبة أو منحة خيرية، بل خلق دولة مستقرة من الناحية السياسية وقابلة للحياة من الناحية الاقتصادية هي على المدي البعيد مصلحة إستراتيجية للولايات المتحدة ".
وتابع زرداري بقوله :" على إدارة أوباما تحفيز الكونغرس على الفور لتمرير قانون الشراكة مع باكستان. كما أن تعيين مناطق الفرصة الإقليمية لبناء اقتصاد قابل للحياة في شمال غرب باكستان وفي أفغانستان أمر من شأنه أن يعرض السكان للخطر السياسي والاقتصادي في نجاح الحكومات الديمقراطية. وعلى مدار الأشهر الماضية، تم تحقيق تقدما ملموسا في معركتنا ضد طالبان وتنظيم القاعدة. كما أن مشكلة المياه في باكستان ترتبط بشكل مباشر مع الهند ".
وواصل بالقول :" واتخاذ قرار في هذا الأمر من الممكن أن يمنع وقوع كارثة بيئية في جنوب آسيا، لكن الفشل في تحقيق ذلك أمر سوف يؤجج نيران السخط الذي يؤدي إلى حدوث الإرهاب والتطرف. هذا وتشترك كلا من باكستان والولايات المتحدة في أمور عدة ويجب أن يكونا شركاء في السلام. وتلك اللحظة من الأزمة هي فرصة لإعادة صياغة علاقتنا. ونحن نمد يدنا في الصداقة. بالفعل ، سوف تفتح الديمقراطية الجديدة لباكستان قبضات الإرهابيين المثبتة، لاستخدام صورة مجازية من الخطاب الافتتاحي للرئيس أوباما. ونرجو ألا تقول الأجيال القادمة أن بلادنا فوتت فرصة استثنائية من أجل بناء سلام دائم في جنوب آسيا ".