قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نجلاء عبد ربه من غزة: على الرغم من شروع العديد من الجمعيات وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم في غزة، بأسبوع ترفيهي لتلاميذ المرحلة الإبتدائية على وجه التحديد، بعد عودتهم لمقاعد الدراسة منذ ثلاثة أيام، إلا أن ذكريات الحرب الإسرائيلية على غزة لا زالت محفورة في وجدانهم. وبدأت جمعيات مختلفة متخصصة بالأطفال داخل قطاع غزة بالترفيه عن التلاميذ الذين عاشوا 22 يوماً من حرب إسرائيلية عليهم، استخدموا فيها وسائل قتالية وعسكرية كبيرة جداً، وقتل من الأطفال أكثر من 450، فيما أصيب مئات آخرين.ويقول التلميذ محمد غبن "9 سنوات"، من شمال غزة، أن مشهد إستشهاد عدد من أفراد عائلته لا زال يراوده بالليل. وأضاف لإيلاف "أحلم بالليل أحلام وكوابيس، وأصحوا مفزوعاً منها، وغالباً من أبكي عندما أتخيل أولاد عمي الأطفال وهم مضرجين بدمائهم. ويضيف التلميذ "ترفيه الجمعيات المختصة في الأسبوع الأول من عودتنا للدراسة بعد إنقطاع دام لـ 22 يوماً، وهي فترة الحرب الإسرائيلية على غزة، يعيد لنا البسمة ولو لدقائق، لكنها بكل تأكيد لن تمحو ما رأيناه من مشاهد ودمار وهدم منزلي".ويحكي التلميذ أحمد المصري "10 سنوات"، من بلدة بيت لاهيا التي دمرت إسرائيل معظم منازلها، عن ما شاهده في الحي الذي يسكنه. وتناسى الطالب تماماً ما يحدث في مدرسته من أساليب ترفيه يقوم بها شباب متخصصون بذلك. وقال "لا أعرف كيف أدرس، فلا يوجد معي دفتر ولا كتاب ولا أي شيء. لقد ردم البيت بعد تفجيره من القوات الإسرائيلية". وأضاف "أخاف أن أرسب هذا العام، وأن لا يراعي المدرسين حالتنا ووضعنا الصعب، فنحن نعيش وضعاً مأساوياً جداً، لكن غيرنا من الأطفال يعيشون حياتهم الطبيعية".وشرعت جمعية جهود غزة التطوعية للإغاثة السريعة "عطاء غزة" وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بتنفيذ فعاليات وعروضا ترفيهية وثقافية داخل مدارس المرحلة الابتدائية بمنطقة غزة، وذلك من خلال فرقة الدمى الخاصة بالجمعية "عائلة ماما كريمة". وتأتى هذه العروض استجابة لنداءات الأطفال التي خرجت من بين ركام البيوت المدمرة جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع، ومن اجل مواصلة المسيرة التعليمة لبناء جيل واع ومثقف.وناشدت رجاء أبو غزالة رئيسة مجلس إدارة "عطاء غزة" كل المؤسسات الدولية المؤسسات الأهلية المعنية بالطفولة أن تحذوا حذو "عطاء غزة" بتبني مثل هذه الحملات لدعم الطفل الفلسطيني، التي تعمل على التخفيف من الضغط النفسي من خلال العمل الترفيهي. ومن المقرر أن تنتهي الحملة التي تقوم بها الجمعيات يوم غدٍ الخميس، على أن تبدأ المدارس بالعودة للدراسة الفعلية يوم السبت القادم. لكن السؤال، كما يقول خالد عبد الله، والد احد التلاميذ، هل سيكون الأسبوع كافٍ لرفع الألم والتعب النفسي الذي خلفته إسرائيل في حربها على غزة عن الأطفال!!؟ وقال عبد الله لإيلاف "أشك بالطبع في تغير نفوس التلاميذ، فكل واحد منهم رأى بعينه أشلاء وصواريخ إسرائيلية ورعب وخوف.. وهذا يعني أنه من الصعب على أية جمعية أن تغير نفسيات الأطفال خلال أشهر وليس خلال أسبوع".وأضاف "بمجرد خروج التلميذ من المدرسة فهو يعود بالتأكيد لوضعه المأساوي على الأرض، فالآلاف منهم دون مأوى، ويعيشون الآن في خيام نصبها ذويهم فوق أنقاض منازلهم التي دمرت، وآخرين يعيشون حالة من الخوف والرعب لما شاهدوه". وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد قصف برشاشاته منذ صباح أمس مناطق مأهولة بالسكان وسط قطاع غزة، الأمر الذي ألزم مدراء المدارس بإخلاء التلاميذ خوفاً من سقوط صواريخ تؤدي إلى زهق أرواح الأطفال.وألحقت إسرائيل في حربها على قطاع غزة ضرراً بعشرات المدارس الحكومية وأخرى تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين. وبدا مشهد قصة مدرسة الفاخورة وسط قطاع غزة خلال الحرب على غزة، عالقاً في نفوس الطلبة في قطاع غزة، الأمر الذي يعني تخوفهم من تكرار إسرائيل بقصف مدارس أخرى دون تردد.