أخبار

الاندبندنت: فرصة العراق لمستقبل اسعد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بريطانيا: تنشر صحيفة الاندبندنت مقالا حول انتخابات المحافظات العراقية التي ستجرى السبت، حيث يستعد ملايين العراقيين للإدلاء باصواتهم وسط مخاوف من محاولة جماعات مسلحة القيام بعمليات تعكر صفوها. وتذكر الصحيفة في مقالها المعنون "فرصة العراق لمستقبل اسعد" ان الانتخابات الاخيرة عام 2005 شهدت موجة هائلة من المذابح التي دفعت البلاد الى شفير الانقسام، حيث وقاطع السنة الانتخابات مما سمح للشيعة والاكراد باكتساحها، ثم صعدوا من عملياتهم المسلحة خوفا من التهميش في ظل النظام السياسي الجديد، مما ادى الى حملة مضادة عنيفة من قوات الامن التي يسيطر عليها الشيعة.

وتضيف الصحيفة: "مرت الآن اربعة اعوام، ويبدو ان الكثيرين من العراقيين يحدوهم هذه المرة الامل في ان تكون هذه الانتخابات بداية حقبة افضل من تاريخ بلادهم، لا سباقا جديدا لاراقة الدماء."
ولهذا التفاؤل مصدران، حسب الصحيفة، "اولهما ان السنة ينوون المشاركة هذه المرة، بعدما قطعوا علاقاتهم بتنظيم القاعدة، والثاني ان الاحزاب العلمانية تحرز تقدما ملحوظا على حساب نظيرتها الدينية التي اكتسحت انتخابات 2005، حسبما تظهر استطلاعات الرأي." وهذه المرة الاولى التي تتألق فيها الاحزاب العلمانية في العراق، حسب الاندبندنت.

"هدوء نسبي"
لكن الصحيفة ترى انه من الخطأ التفاؤل الزائد في العراق، فقد قتل ثلاثة مرشحين سنة على يد مسلحين مؤخرا، "كما يصعب التنبؤ بما قد يتلو الاقتراع، فخطر نشوب اقتتال طائفي ما يزال قائما، خاصة ان ظهرت ادلة على وقوع تزوير." "ولم يفت المسؤولين الامريكيين والعراقيين التحذير من ان "ارهابيين قد يستهدفون مراكز التصويت.

وتمضي الصحيفة الى القول: "ومع ذلك، وبغض النظر عن مقتل المرشحين الثلاثة، فان فترة الحملة الانتخابية شهدت هدوءا ملحوظا، حتى ان مراقبين تابعين للامم المتحدة عبروا عن تفاؤلهم بانتخابات سلسة. أما على الصعيد السياسي، ستظهر هذه الانتخابات مدى شعبية حكومة نوري المالكي وحظوظ حزبه، حزب الدعوة، في الانتخابات العامة المقررة في وقت لاحق هذا العام."

"لكن مرور الانتخابات بسلام يكتسي اهمية اكبر بكثير، برأي الصحيفة، فمن شأنه ان يعزز حظوظ العراق في الحفاظ على وحدته، كما سيمكن الرئيس الامريكي باراك اوباما من مباشرة خطته للانسحاب التدريجي من البلاد." وتختم الصحيفة بالقول انه قد يستحيل على بلد عاش الانقسام والعنف لعقود ان يصير ديموقراطية نموذجية بين ليلة وضحاها، لكن للعراق اليوم فرصة لتسوية خلافاته السياسية بالاوراق الانتخابية لا السلاح.

"ضياع مكسب "
وفي صفحة الرأي والتحليل، يتساءل روبرت فيسك: " منذ متى لم نعد نأبه لمقتل المدنيين في الحروب؟ هل حولنا الحرب الى شيء عادي؟ فمن غير المعقول ان لا احد يحاسب اسرائيل على مئات لقتلى الذين اوقعتهم في قطاع غزة."

ويقول الكاتب: "يبدو اننا فقدنا الاحساس بتلك المرارة التي ترافق كل النزاعات المسلحة. وحتى رفض هيئة الاذاعة البريطانية - بي بي سي بث اعلان لجمع التبرعات لضحايا غزة كان مفيدا فهذا المجال. فالمؤسسة قالت انها تخشى على سمعتها وحيادها. أي بعبارة اخرى، صارت حماية سمعة مؤسسة اهم من حياة الاطفال. يبدو ان الحرب اصبحت اشبه ما يكون بمباراة كرة قدم."

يذكر فيسك كيف "اصبحت حياة المدنيين مقدسة عند الغرب، بعد مجازر الحرب العالمية الثانية وحرب كوريا وفيتنام وغيرها"، وكيف وضع المجتمع الدولي الاسس القانونية لحمايتها. لكنه يقول: "يبدو اننا اهدرنا هذا المكسب منذ وهلة، ولست متأكدا متى بالضبط. ربما اجتياح اسرائيل للبنان عام 1982 ومجزرة صبرا وشاتيلا؟"

ويضيف: "اسرائيل تقول كالعادة انها تخوض "حربنا" ضد الارهاب، لكن جيشها ليس على الصورة التي يريدنا ان نرى، بل صورته مقترنة بعدة مجازر، اذكر منها قانا عام 1996 ومروحين 2006. وبالطبع، لا ننسى حرب الخليج التي غذيناها بتسليح كل من العراق وايران ليتناحرا ما بين 1980 و1988..."

ويغير الكاتب رأيه ويقول: "لا.. اظن انها حرب 1991 في الخليج، فهي اول صور تلفزية لحرب رافقتها "موسيقى تصويرية". وعندما كان الجنود الامريكيون يدفنون الآلاف من نظرائهم العراقيين احياء في خنادقهم، كنا نسمع عن ذلك فيما بعد ولا نكترث."

ويمضي فيسك للقول: "من المعلوم ان القانون الدولي يحتم على كل من دفن قتلى العدو في مقابر جماعية ان يضع علامات عليها، لكن الجنود الامريكيين لم يأبهوا لذلك في حرب الخليج... رأيت جنودا بريطانيين يدفنون مدنيين وبينهم نساء، فسقت سيارتي الى منطقة المطلاع وقابلت مسؤولا بالصليب الاحمر لاطلعه على مكان المقبرة. قال لي ذلك المسؤول: "شيء ما تغير." قصد بذلك ان الحرب لم تعد كما نعرفها."

"اشراك حماس"

وفي الشأن الفلسطيني-الاسرائيلي، دافع مبعوث الرباعية الدولية للشرق الأوسط ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير عن مبدأ اشراك حركة حماس في محادثات السلام، "لأن سياسة عزل قطاع غزة عن جهود البحث عن تسوية ما كانت لتكلل بالنجاح."

جاءت هذه التصريحات في حديث خاص ادلى به بلير لصحيفة التايمز، انتقد فيه السياسة التي انتهجتها إدارة الرئيس الأمريكية السابق جورج بوش وإسرائيل في إدارة الصراع. وقال بلير إن امريكا واسرائيل ركزا كل جهود التسوية على الضفة الغربية، معتبرا تلك المقاربة "نصف ما ينبغي عمله فقط".

وأضاف ان سياسة تهميش غزة ومحاولة إقامة دولة فلسطينية على الضفة الغربية مصيرها الفشل. وأكد توني بلير انه مستعد في وضع كهذا "للحديث الى أي كان" في إشارة إلى تجربته في تحقيق السلام في إيرلندا الشمالية وضرورة التفاوض مع حماس.

وتتحدث التايمز ايضا عن الارتفاع الهام في عديد الجالية الاسلامية في بريطانيا، والتي ارتفعت من نحو نصف مليون شخص إلي ما يقرب من مليونين ونصف في العقود الأربعة الماضية، وذلك حسب أرقام رسمية حصلت عليها الصحيفة.

وأوضحت بيانات صادرة عن مكتب الاحصاءات البريطاني ان الجالية الاسلامية تضاعفت عشر مرات أسرع من بقية الديانات في المجتمع البريطاني. بينما انخفض عدد المسيحيين بأكثر من مليوني شخص خلال نفس الفترة. ويعزو الخبراء هذا التغيير إلى الهجرة ونسبة المواليد الجدد المرتفعة لدى المسلمين واعتناق الاسلام بين عامي 2004 و2008، وهي الفترة التي تخصها الدراسة.

"عقلية جديدة"
أما الغارديان، كتبت عن تغير العادات الاستهلاكية البريطانية بسبب دخول اقتصاد بلادهم مرحلة الركود. وتقول محررة الصحيفة لشؤون العاصمة لندن جوليا فينتش إن عصر التقشف أطل من جديد وأطاح بثقافة الاستهلاك بلا رادع الذي ميز العقد المنصرم.

وترى فينتش أن انحسار القروض السريعة وثقافة تقليد المشاهير تراجعت لتحل محلها عقلية ضغط المصاريف والاكتفاء بشراء اللوازم الضرورية. وتسند الكاتبة إلى مدير إحدى شبكات المراكز التجارية الكبرى قوله "دخلنا مرحلة لم يعد فيها التبذير شيئاً مقبولا وأصبح الاقتصاد سلوكاً حميداً."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف