أخبار

العلاقة التكافلية بين اليمن والقاعدة تفككت

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


صعدت الحكومة اليمنية خلال الشهر الماضي حملتها العسكرية ضد المتمردين الحوثيين الذين تتهمهم بخطف وقتل سياح اجانب من بين نشاطات أخرى تستهدف السلطة. ولكن دبلوماسيين غربيين في صنعاء اعربوا عن شكهم في هذه الاتهامات مشيرين الى ان المسؤولين الحقيقيين وراء الاعتداءات على الأجانب هم مسلحون ينتمون الى عصبة متنامية من عناصر تنظيم "القاعدة" في اليمن. ويرى محللون ان تنظيم "القاعدة" بعد الضربات التي تلقاها في العربية السعودية والعراق أخذ يلوذ بجبال اليمن الوعرة واستخدامها منطلقا لعملياته بوصفها منطقة ينعدم فيها القانون.

تنقل مجلة "تايم" الاميركية عن مسؤولين اميركيين وخبراء في مكافحة الارهاب قولهم ان اليمن ليس على وشك ان يتحول الى دولة فاشلة مثل الصومال على الضفة الأخرى من البحر ولكن هناك بوادر تنذر بأن الأوضاع يمكن ان تتفاقم. وهم يشيرون في هذا السياق الى تمرد الحوثيين في الشمال ونشاط الانفصاليين في الجنوب والقراصنة الصوماليين الذين يهددون شواطئ اليمن والى اقتصاد شديد الاعتماد على موارد نفطية ناضبة ، وأزمة مياه محدقة.

كان اليمن ، بحسب مجلة "تايم" ، مصدِّرا للجهاديين منذ الثمانينات عندما ارسل مئات المقاتلين الى الحرب ضد القوات السوفيتية في افغانستان. وقياسا على عدد المسلحين القتلى أو الأسرى أو المعروفة هوياتهم في العراق فان اليمن يبقى واحدا من أكبر مصدِّري المقاتلين الى النزاعات الاقليمية ، على حد وصف مجلة "تايم". وتقول المجلة في تحليل اخباري ان من المعروف على نطاق واسع في مقاهي صنعاء والسفارات الغربية ان حكومة اليمن الشمالي استخدمت جهاديين لهزم الجنوب في الحرب الأهلية التي انتهت عام 1994. ولكن العلاقة "التكافلية" بين حكومة صنعاء وتنظيم "القاعدة" تغيرت بعد هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر والغزو الاميركي للعراق عندما بدأ القلق يساور الحكومة اليمنية من ان يمتد العمل العسكري الاميركي اليها. فقدمت صنعاء مساعدتها للولايات المتحدة في اغتيال قيادي من "القاعدة" عام 2002 بضربة صاروخية وجهتها طائرة بدون طيار في وقت كانت تغض الطرف عن متطرفين آخرين على اراضيها طالما انهم لا يثيرون لها متاعب.

بدأت صيغة التعايش هذه بالتفكك عندما أخذ تنظيم "القاعدة يركز على استهداف المصالح الأجنبية في اليمن ، وخاصة المحاولة الفاشلة لاقتحام السفارة الاميركية في ايلول/سبتمبر عام 2008. وفي وقت سابق من هذا العام اعلن زعيم تنظيم "القاعدة" في اليمن ناصر الوحيشي اندماج التنظيم بفرع "القاعدة" في العربية السعودية لتشكيل "القاعدة في الجزيرة العربية". ودفعت هذه الخطوة رئيس المخابرات الوطنية الاميركية الى القول ان اليمن أخذ يعود الى الظهور بوصفه ساحة جهادية وقاعدة اقليمية محتملة لعمليات "القاعدة". وبتوفر نقطة وثوب لتنظيم "القاعدة" في اليمن يستطيع التنظيم ان يشن هجمات تستهدف بوابة البحر الأحمر الى قناة السويس فضلا عن تخطيط هجمات ضد العربية السعودية ودول الخليج الأخرى.

تشعر الولايات المتحدة بالقلق من ان حكومة اليمن لا تنظر الى هذا الخطر بالقدر الكافي من الجدية. وكان قائد القوات الاميركية في منطقة الشرق الأوسط الجنرال ديفيد بترايوس زار اليمن في تموز/يوليو لتشجيع الرئيس علي عبد الله صالح على اتخاذ موقف اشد حزما. وتنقل مجلة "تايم" عن الخبير المختص بشؤون اليمن غريغوري جونسن قوله "ان الحكومة اليمنية اكثر اهتماما بقتال الحوثيين في صنعاء والانفصاليين في الجنوب وان تنظيم "القاعدة" يأتي ثالثا بفارق بعيد. فالحكومة اليمنية لا تعتبر "القاعدة" مشكلة يمنية بل مشكلة خارجية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف