إستمرار المواجهات ومقتل 34 شخصًا في صعدة وسفيان

في ظل إستمرار المواجهات بين الحوثيين والجيش اليمني، وصل وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الى العاصمة اليمنية حاملاً رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى نظيره اليمني علي عبدالله صالح تتعلق بتعزير علاقات البلدين، وقد تتطرق المحادثات إلى الأوضاع التي تشهدها محافظة صعده والمواجهات العسكرية الدائرة. هذا وخرجت مسيرة إحتجاجية اليوم في مدينة الضالع ورفع مئات المتظاهرون خلالها صور قتلى سقطوا في مسيرات جنوبية سابقة، وذلك غداة اصابة خمسة اشخاص في مواجهات بين محتجين جنوبيين وعناصر من الشرطة حسبما افاد احد منظمي المسيرة وشهود عيان.

ولا يسمح للصحافيين بالوصول الى منطقة المعارك، وكان قد بدأ الجيش اليمني في 11 آب بحملة للقضاء على حركة التمرد، إلا أن هذه العملية أدت إلى مقتل المئات حتى الان وتهجير 55 الف شخص. وأدى هذا النزاع بدوره إلى مقتل الآلاف منذ بدئه في العام 2004.

صنعاء: قتل 28 من الحوثيين واربعة جنود شمال اليمن حيث تستمر المعارك الضارية بين الجيش والحوثيين منذ اكثر من شهرين، بحسب ما اعلنت مصادر عسكرية. واعلنت وكالة سبأ اليمنية وفاة عضوين من قبيلة تحارب الى جانب الجيش اليمني.

وصرح مسؤول عسكري بأن ستة من المتمردين الزيديين واربعة جنود قتلوا ليلاً غرب محافظة حرف سفيان، على الطريق المؤدّية الى صعدة. وتعتبر صعدة معقلاً للحوثيين وهي تبعد 240 كلم شمالاً عن صنعاء. ونقلت وكالة سبأ عن مصدر عسكري قوله إنّ الجيش الذي كان يمشط منطقة في حرف سفيان قتل "أربعة من أخطر عناصر الإرهاب والتخريب" الجمعة، وثمانية اخرين في مزرعة مجاورة كما قتل تسعة في صعدة "تحصّنوا في عدد من منازل المواطنين".

واضافت الوكالة نقلاً عن مصادر محلية إن مواجهة اخرى دارت بين قبائل مساندة للجيش ومقاتلين حوثيين ادت الى مقتل فردين من هذه القبائل ومتمرد واحد على الاقل. وافادت مصادر محلية ان المتمردين تمكنوا من السيطرة على جسر خانق في الطريق التي تصل حرف سفيان بصنعاء فيما استمرت المعارك العنيفة شمال حرف سفيان. واعلن المتمردون بقيادة عبد المالك الحوثي الجمعة انهم اسقطوا طائرة "ميغ" تابعة للجيش، الا ان السلطات نفت ذلك مؤكدة أنّ الحادث ناجم عن عطل فني.

وفي المسيرة الاحتجاجية قال شاهد عيان ان "المسيرة سلمية والمشاركون يطالبون بالافراج عن معتلقي الحراك الجنوبي" في اشارة الى الحركة الاحتجاجية التي تجتاح مناطق جنوب وشرق اليمن منذ اشهر وتخللتها مواجهات دامية مع قوات الامن. من جهته، قال احد منظمي المسيرة لوكالة فرانس برس ان "المسيرة تخرج احتجاجا على استمرار الملاحقات لبعض المواطنين من قبل قوات الامن واحتجاجا على جرح احد المواطنين في منطقة المركولة جنوب الضالع من قبل افراد الشرطة".

وكان شاهد عيان اكد ليل السبت الاحد ان مسؤولا امنيا رصد وهو في طريقه من عدن (جنوب) الى الضالع، باعة قات على الطريق يرفعون علم دولة اليمن الجنوبي السابق، وقام رجاله بنزع الاعلام فحصلت مشادة وجرح احد المواطنين. وبحسب الشاهد، تطورت الامور بعد ذلك مع وصول افراد من الشرطة الى المكان فاصيب اربعة شرطيين بجروح في مواجهات مع المحتجين الجنوبيين.

إلى ذلك نفى نائب وزير الداخلية السعودي الامير أحمد بن عبدالعزيز وجود تدخلات سعودية في الحرب الداخلية اليمنية مؤكدا ان السعودية لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول وان التعاون الوثيق بين البلدين مازال قائما لمحاربة الارهاب. وقلل الامير احمد من اهمية ما احتواه شريط فيديو ظهر الاسبوع الماضي عن وجود استجابات من المواطنين لنداء القاعدة بالتمويل.

وعلى صعيد متصل، اختتمت محكمة البدايات المتخصصة بالنظر في قضايا الإرهاب وأمن الدولة في صنعاء النظر في قضايا التهم من وكيل النائب العام بحق خلية من الحوثيين تمردوا على الدولة في مديرية بني حشيش في محافظة صنعاء وتتألف هذه الخلية من 13 متهمًا. وحدّدت قيادة هذه المحكمة التخصّصيّة الـ31 من أكتوبر/ تشرين الأول الحالي للنطق بالحكم الأولي في القضايا ذاتها، وطالب الادعاء بإنزال أقصى العقوبات المنصوص عليها في القوانين السارية في اليمن ضد هذه المجموعة من الحوثيين. وانتهى إلى التأكيد بتشكيل المتهمين (12 شخصًا) عصابة مسلحة للتخريب والقتل والنهب، وأنه قد ذهب ضحية لذلك العديد من أفراد القوات المسلحة في المعارك التي دارت في بعض من هذه المديرية ببني حشيش إلى الشمال الشرقي من صنعاء بنحو 30 كيلومترًا، لكن المتهمين لم يقدموا العريضة الختامية إلى هذه المحكمة معتبرين هذه المحكمة غير شرعية من حيث الاختصاص مكانًا وزمانًا.

إلى ذلك وصل وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط الى العاصمة اليمنية، صنعاء، مساء السبت حاملاً رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى نظيره اليمني علي عبدالله صالح تتعلق بتعزير علاقات البلدين. وقال مصدر يمني مطلع "بأن أبا الغيط سيبحث مع المسؤولين اليمنيين مستجدات الأوضاع في المنطقة وفي مقدمتها الأوضاع في فلسطين والعراق والصومال".

واشار المصدر الى ان المباحثات قد تتطرق الى الاوضاع التي تشهدها محافظة صعده والمواجهات العسكرية الدائرة بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين. وكان في استقبال ابو الغيط، الذي يرافقه رئيس المخابرات العامة المصرية الوزير عمرو سليمان، وزير الخارجية اليمني الدكتور ابو بكر القربى ومدير مكتب رئاسة الجمهورية فى اليمن ورئيس جهاز الأمن القومي على الانسي

وكانت قد اكدت جامعة الدول العربية اليوم السبت على لسان امينها العام عمرو موسى ضرورة الحفاظ على الوحدة ودعم الاستقرار والامن في اليمن. وقال موسى، الذي سيقوم بزيارة لصنعاء يوم الثلاثاء المقبل ان الزيارة تهدف الى اجراء مشاورات مع الرئيس صالح وكبار المسؤولين اليمنيين حول الاوضاع على الساحة اليمنية. يشار الى ان المحافظات الجنوبية تشهد مظاهرات شبه يومية تنادي بانفصال جنوب اليمن عن شماله كما ان محافظتي صعده وعمران تشهد مواجهات عسكرية بين الجيش والمتردين الحوثيين هي الاعنف منذ الحادي عشر من أغسطس/آب الماضي.