الوكالة الذرية ستفتش المنشأة الإيرانية الجديدة 25 الجاري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تعتزم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتيش المنشأت الإيرانية الجديدة 25 الجاري للتأكد من نوايا استعمالاتها. والتزمت إسرائيل الصمت بشأن المحادثات النووية مع إيران في حين من جهة أخرى، هوّن مستشار الأمن القومي الأميركي جيم جونز اليوم من شأن أنباء تفيد بأن إيران باتت اقرب إلى صنع قنبلة ذرية، وقال إن التعاون الإيراني في الاسابيع الاخيرة مفيد لمنع الانتشار النووي.
طهران: أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الأحد في طهران أن مفتشي الوكالة سيتفقدون المنشأة الإيرانية الجديدة لتخصيب اليورانيوم في 25 أكتوبر، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن القلق ما زال يساور الوكالة حيال نوايا إيران في المجال النووي.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن البرادعي قوله إن "حالة إيران يمكن حلها بالحوار، وإننا الآن ننتقل من المواجهة إلى التعاون، وأطلب من إيران الحفاظ على الشفافية". وقال البرادعي أيضاً، بعد لقاء مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد "إننا الآن على طريق مناسب. لقد باشرت الوكالة والمجتمع الدولي وإيران مباحثات بناءة".
من جانبه، اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، الذي التقى البرادعي صباح الأحد، أنه لم يعد هناك أي نقاط غامضة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الملف النووي. وقال أحمدي نجاد بعيد محادثاته مع البرادعي، الذي وصل السبت إلى طهران، "بفضل التعاون الجيد بين إيران والوكالة، تم حل مسائل مهمة، ولم تعد هناك أي نقطة غامضة بين إيران والوكالة".
لكن البرادعي أكد للصحافيين استمرار وجود شعور لدى الوكالة بالقلق من نوايا إيران النووية. وقال "هناك شعور بالقلق من نوايا إيران، والأمر لا يتعلق بقضية التحقق، وإنما ببناء الثقة، وهذا هو السبب في أن هناك حالياً مباحثات سداسية". وأوضح أن مفتشي الوكالة سيتمكنون من زيارة موقع التخصيب النووي الجديد القريب من قم (وسط) الذي أثار الكشف عن وجوده في 25 سبتمبر الماضي مخاوف وانتقادات بعض العواصم الغربية.
وقال البرادعي في مؤتمر صحافي مشترك مع علي أكبر صالحي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية "لقد اتفقنا على أن تكون الزيارة في 25 أكتوبر الحالي". وأضاف "من المهم أن نتأكد من أنه (المصنع) أُنشىء لأهداف سلمية".
من جهة أخرى، أعلن الدبلوماسي المصري، الذي يقوم بسابع زيارة له إلى إيران منذ 2003، أن الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا ستجتمع في 19 أكتوبر في فيينا، لبحث إمكانية تخصيب اليورانيوم الإيراني في بلد آخر. وكانت إيران قدمت منذ أشهر طلباً إلى الوكالة الذرية للحصول من الدول الأعضاء على الوقود اللازم لتشغيل مفاعل طهران المخصص للأبحاث.
وقال البرادعي "استشرت عدداً من المزودين، وسعدت بأن الرد كان إيجابياً، وإن هذا المفاعل يهدف إلى إنتاج نظائر مشعة (ايزوتوب) طبية لمرضى السرطان". وأوضح "سنعقد اجتماعاً لمناقشة التفاصيل التقنية، ونأمل أن نخرج باتفاق في أقرب وقت ممكن.
ويتيح الاتفاق الذي يرتسم في الأفق مراقبة أفضل لمخزون إيران من اليورانيوم المخصب، الذي يثير قلق الدول الغربية وإسرائيل التي تخشى أن تستخدمه إيران لصنع السلاح الذري. ويرى الخبراء النوويون أن لدى إيران ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 5% الذي يتيح لها صنع قنبلة ذرية إذا رفعت مستوى التخصيب الى اكثر من 90%. وتنفي ايران الاتهامات الغربية مؤكدة انها لا تسعى الى صنع السلاح النووي.
واستنادا الى مسؤول اميركي، فانه قد يتم التوصل الى اتفاق يقضي بان تقدم ايران هذا اليورانيوم الى روسيا لتخصيبه بنسبة 20% قبل ان تحوله فرنسا الى وقود لمفاعل الابحاث في طهران الخاضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من جهة أخرى، نفى البرادعي ما اكدته صحيفة نيويورك تايمز من انه لدى الوكالة وثيقة سرية تفيد بأن ايران حصلت "على المعرفة الكافية التي تمكنها من تصميم وصنع" قنبلة ذرية "قابلة للاستخدام". وقال "ليس لدينا اي معلومات عن صنع مكونات اسلحة ذرية. لدينا مخاوف لكننا لسنا في حالة فزع من البرنامج النووي الايراني". ويخلف الياباني يوكيا امانو البرادعي في رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ديسمبر المقبل.
اسرائيل تلتزم الصمت بشأن المحادثات النووية
من جهتها، التزمت إسرائيل التي تشددت في دعواتها إلى اتخاذ إجراء دولي أكثر صرامة تجاه البرنامج النووي الايراني الصمت بشأن المحادثات النووية مع ايران، في الوقت الذي تحاول فيه القوى العالمية تحويل المحادثات التي اجرتها الاسبوع الماضي مع طهران الى اتفاق دائم.
ورفض المسؤولون الإسرائيليون التعليق على اجتماع الخميس في جنيف الذي أسفر عن اتفاقيات لفتح موقع إيراني لتخصيب اليورانيوم كشف عنه النقاب أخيراً امام عمليات التفتيش ومتابعة المفاوضات. وفي حين عبر خبراء في اسرائيل والخارج عن تشككهم في قيمة مثل هذه الاجراءات، فقد تبنت الحكومة اليمينية بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على ما يبدو موقف "الانتظار لرؤية ما سيكون" الذي تتبعه الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون.
وقال مستشار للحكومة الاسرائيلية تقاعد في الاونة الاخيرة "اعتقد ان الموقف الرسمي الاسرائيلي يقول انهم سيمتنعون في واقع الامر عن اصدار أحكام الى ان تصبح الصورة اكثر وضوحا وان المسألة لا تستدعي الان اتخاذ اي قرارات جديدة".
لكن وزير الدفاع ايهود باراك المنتمي الى تيار الوسط اشار الشهر الماضي الى ان اسرائيل التي يفترض انها تمتلك الترسانة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط قد تفضل بدلاً من ذلك تجنب مواجهة مع ايران اذا ما حصلت على اسلحة نووية.
ويرى بعض المحللين ان القوات الاسرائيلية غير قادرة على الحاق اضرار على الامد الطويل بالمواقع النووية الايرانية البعيدة والمحصنة وهو ما قد يعني ان نتنياهو ليس امامه خيارات تذكر سوى الامل في تحقيق انفراجة دبلوماسية او - عند فشل ذلك- في تدخل عسكري بقيادة الولايات المتحدة مع تحديث دفاعات اسرائيل.
وتقول ادارة اوباما انها تريد ان ترى تقدما في الحوار الجديد مع ايران بحلول نهاية العام وتحدثت عن عقوبات صارمة كخيار عقابي.
وقال شاؤول موفاز النائب السابق لرئيس الوزراء الاسرائيلي يوم الاحد "تبدو فرص موافقة الايرانيين على وقف كامل للبرنامج النووي ضئيلة نسبيا من وجهة نظري..موقفهم يتمثل في انتهاج استراتيجية لكسب الوقت." وأضاف موفاز لراديو اسرائيل "ولهذا فان التحرك الى مرحلة قادمة من عقوبات اشد صرامة بشراكة عالمية ومع تأكيد خاص من قبل روسيا والصين يعد من وجهة نظري امرا حتميا." معتقداً "في تقديري سيكون عام 2010 هو عام العقوبات على ايران".
وعبر مسؤول مخابرات اسرائيلي عن القلق من ان مثل هذا الاجراء الذي يتم عبر طرف ثالث ربما تستخدمه ايران كذريعة لمواصلة انتاج اليورانيوم منخفض التخصيب لتخزين كميات منه يمكن تحويلها في المستقبل الى يورانيوم عالي التخصيب من النوع الذي يستخدم في صنع قنابل.
لكن المسؤولين الأميركيين والبريطانيين قالوا إن اتفاق التصدير الذي لم يتم الانتهاء من تفاصيله بعد سيكون لمرة واحدة فقط. وقادت فرنسا وهي واحدة من القوى الست التي اجتمعت مع ايران الاسبوع الماضي نداءات بالإبقاء على تجميد ايران لتخصيب اليورانيوم مدرجا على جدول الاعمال.
أميركا تلاحظ تقدماً في التعاون الإيراني النووي
من جهة أخرى، هوّن مستشار الأمن القومي الأميركي جيم جونز اليوم من شأن أنباء تفيد بأن إيران باتت اقرب إلى صنع قنبلة ذرية، وقال إن التعاون الإيراني في الاسابيع الاخيرة مفيد لمنع الانتشار النووي.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز السبت أن تحليلاً سرياً للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلص إلى أن إيران تحوز "المعلومات الكافية التي تمكنها من تصميم وإنتاج" قنبلة ذرية.
وقال جونز "سواء أكانوا يعرفون كيف يصنعونها أم لا يعرفون، فهذه إلى حد ما مسألة تكهنات، لكن ما نراقبه هو نواياهم، ونحن قلقون بشأن هذه النوايا". وصرح لمحطة "سي.بي.اس" التلفزيونية "إيران الآن مستعدة للقدوم إلى مائدة المفاوضات".
ورداً على سؤال عما إذا كانت إيران أصبحت اقرب الى امتلاك قنبلة ذرية، قال جونز "كلا نحن نتمسك بالتقارير التي قدمناها من قبل".
وذكر جونز أن الاجتماع المقبل مع إيران يوم 19 أكتوبر سيناقش سبل نقل حوالي 1200 كيلوجرام من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا. وأضاف أن هذين التطورين "يحركان مؤشر العداد في اتجاهنا على نحو ملائم" ويمثلان خطوتين ايجابيتين بالنسبة إلى الجهود الغربية لاحتواء القدرة على صنع الأسلحة النووية في العالم.
ورأى جونز "من الواضح أنه بالنسبة الى منع الانتشار النووي، سواء كان متعلقاً بإيران أو كوريا الشمالية، فقد بعث العالم برسالته إلى البلدين، ولحسن الحظ، فإننا نرى بعض ردود الفعل الايجابية لها". وتابع "الامور تتحرك حاليا في الاتجاه الصحيح".
وقالت السفيرة الأميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس لمحطة (ان.بي.سي) "ما حدث الأسبوع الماضي كان بداية بناءة، لكنها مجرد بداية. وتقع المسؤولية الآن على إيران في الالتزام بالتعهدات التي قدمتها".
باريس ترحب بـ"الانفتاح الإيراني الصغير"
إلى ذلك، رحب وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير بـ"الانفتاح الصغير" الذي قامت به إيران بشأن ملفها النووي، واعتبر في الوقت نفسه أن التهديد الإسرائيلي بتوجيه ضربة إلى إيران "جدي للغاية".
وفي إطار برنامج "غران جوري ار تي ال-لو فيغارو-ال سي اي" قال كوشنير إنه مقابل "الفشل والصمت" الإيرانيين في السابق، فإن ما حدث في جنيف في الأول من أكتوبر خلال اللقاء بين إيران والدول الكبرى الست "جاء بناء جداً".
وتابع الوزير الفرنسي "أرغب بأن نخرج من هذه الأزمة، ويبدو لي أن هناك انفتاحاً صغيراً، وأن هناك حركة. ولا أعتقد أن الاحتجاج الشعبي في إيران بعيد عن هذا الأمر".
وأعرب كوشنير عن الأمل بأن تستفيد الفرنسية كلوتيلد ريس "من هذا الجو التفاؤلي". ولا تزال هذه الباحثة الفرنسية داخل السفارة الفرنسية في طهران تنتظر محاكمتها، بعد اتهامها بالمشاركة في التظاهرات ضد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد.
وفي كلامه عن الملف النووي قال كوشنير "هناك عنصر جديد" مقارنة بالعام 2003. وأضاف "هناك تهديد إسرائيلي، يجب أن يزيد من رغبتنا بتهدئة التوتر. ونحن نسعى إلى السلام، ولا نريد مزيداً من التعقيدات في الشرق الأوسط".
وتابع كوشنير قائلا "لا بد من أخذ التهديد الإسرائيلي على محمل الجد تماماً".
واضاف ان الحركات المتطرفة العربية ترى في شخصية الرئيس احمدي نجاد "تشي غيفارا او روبن هود" مضيفاً في كلامه عن الرئيس الايراني "ينظرون اليه في الشارع العربي على انه الرجل الذي لا يخاف".
وردا على سؤال حول علاقته بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد ظهور خلاف بين الاثنين ظهر على هامش برنامج تلفزيوني حول مسالة العقوبات التي يمكن ان تفرض على ايران خصوصا بشأن تصدير الوقود الى ايران قال كوشنير ان علاقته مع ساركوزي "قائمة على الحرية والوفاء ولا يمكن لواحدة ان تعمل من دون الاخرى".
واضاف "لقد خدمت ثلاثة رؤساء جمهورية ولم يكن لي ابدا هذا القدر من حرية التبادل".
من جهته، قال السناتور الجمهوري ساكسبي شامبليس إن المحادثات مع إيران ستكون أكثر فعالية، إذا تزامنت مع فرض عقوبات جديدة. وقال "لنفرض عقوبات. لنجمع حلفاءنا، ولنقل بأن هذا ما سنقوم به".
ودعا السناتور الجمهوري ليندسي غراهام إلى توجيه ضربة عسكرية أميركية ضد إيران، في حال لم تعط العقوبات المبتغى منها لتجنيب إسرائيل القيام بهذه الضربة.
وتابع "إن قيام إسرائيل بتوجيه ضربة إلى إيران سيشكل كابوساً على العالم، لأن العالم العربي سينضم إلى إيران"، مضيفاً "لا أريد أن تتحمل إسرائيل هذا العبء".
وبعدما شدد على أن الخيار العسكري يجب أن يكون الخيار الأخير، أعرب هذا السناتور المتشدد عن أمله بألا تقتصر الضربة العسكرية الأميركية على المنشأت النووية الإيرانية وحدها، بل أن تشمل أيضاً القدرات العسكرية لهذا البلد.