الصحف الإسرائيلية: غالبية الوزراء سيوافقون على كل ثمن للإفراج عن شاليط
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سيطرت أحداث ومواجهات باحة الأقصى أمس على معظم تغطيات الصحف الاسرائيلية الصادرة اليوم ولم تفرغ قضية الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط منها، حيث أغلبية كبيرة من وزراء الحكومة سيوافقون على إتمام صفقة الإفراج عن شاليط مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين
تل أبيب: أبرزت الصحف الإسرائيلية في عناوينها الرئيسة اليوم المواجهات التي وقعت في القدس، أمس الأحد، وعلى أبواب وفي محيط المسجد الأقصى المبارك، بين الشرطة الإسرائيلية وبين المصلين المسلمين، وخصوصًا من العرب في إسرائيل الذين قدموا في إطار حملة الحركة الإسلامية الشمالية قيادة رائد صلاح للرباط في الأقصى.
ورددت الصحف ومحلليها بشكل واضح للعيان ادعاءات الشرطة الإسرائيلية بأن المصلين المسلمين ومن حضروا من الجليل والمثلث، بدؤوا المواجهات عبر الإخلال بالنظام العام ورشق الحجارة، مع الإشارة إلى أن الشيخ رائد صلاح، دعا طيلة أمس، جموع المسلمين في إسرائيل وكل مكان للوصل إلى الأقصى والرباط فيه، خوفًا من قيام مجموعات يهودية متدينة باقتحام الأقصى وإقامة شعائر تلمودية فيه، بحجة عيد العرش اليهودي.
وربطت الصحف الإسرائيلية، بين الحركة الإسلامية الشمالية وبين حركة حماس فادعت بوجود تنسيق بين الطرفين، وذهب أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة تل أبيب، البروفيسور أيال سيزر إلى القول في صحيفة يسرائيل هيوم، عن حماس عثرت على شريك لها هو الحركة الإسلامية الشمالية بقيادة رائد صلاح.
على ذلك أبرزت الصحف على نحو لافت تعزيز الشرطة الإسرائيلية لقواتها في القدس، وتحديد الدخول للأقصى للمصلين المسلمين ممن هم فوق الخمسين عامًا، والنساء في كل جيل، مشيرة إلى أن الشرطة وقوات الأمن الإسرائيلية تعيش حالة توتر وترقب، خوفًا من اندلاع مواجهات عنيفة اليوم، قد تشعل انتفاضة فلسطينية جديدة. إلى ذلك أشارت الصحف الإسرائيلية اليوم إلى تداعيات عدم البت وبحث تقرير غولدستون في الأمم المتحدة، وردود الفعل الغاضبة في أوساط فلسطينية على موقف السلطة مما اضطر الرئيس الفلسطيني أبو مازن إلى تشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات القضية، كما كشفت الصحف أن غالبية الوزراء في الحكومة الإسرائيلية، أعلنوا أنهم سيوافقون على كل صفقة يتم التوصل إليها للإفراج عن شاليط مهما كان الثمن، وأن إسرائيل ستطلب التزامًا من حماس بوقف إطلاق النار.
الشيخ رائد صلاح يحاول إشعال القدس
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن رئيس الحركة الإسلامية الشمالية في إسرائيل، الشيخ رائد صلاح واصل بالأمس إلهاب المشاعر والخواطر ودعا كل مسلم للوصول على المسجد الأقصى والرباط فيه. وقالت الصحيفة إن الشرطة الإسرائيلية أعلنت أنها سترد على كل مظاهرة بحزم، كاشفة النقاب عن أن رئيس المخابرات الإسرائيلية (الشاباك) يوفال ديسكين قام صباح أمس بجولة في محيط المسجد الأقصى، من أجل الوقوف على ما يبدو على أحداث الشغب التي وقعت على مدار اليوم. ونقلت الصحيفة عن ديسكين قوله إنه جاء "للاستعداد لطقوس صلاة الكهنة"، والتي ستجرى اليوم في حائط البراق، حيث ينتظر وصول عشرات آلاف المصلين اليهود للمكان.
وستقوم الشرطة الإسرائيلية، و"لتفادي وقوع مواجهات" بنشر آلاف العناصر، بالتعاون مع حرس الحدود في أزقة البلدة القديمة، من القدس وفي القرى العربية المحيطة بالقدس. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الشرطة الإسرائيلية قولها إن الشرطة ستعمل بحزم ضد كل من يحاول الإخلال بالنظام، وذلك على خلفية تصريحات الشيخ رائد صلاح الذي دعا كل مسلم أيا كان ومن داخل الخط الأخضر للوصول إلى القدس والتظاهر في المسجد الأقصى. واستذكرت الصحيفة تصريحات مشابهة لرائد صلاح وردت خلال كلمته في مهرجان "الأقصى في خطر الرابع عشر" الذي نظمته الحركة ، يوم الجمعة الماضي في مدينة أم الفحم في المثلث، حيث دعا صلاح إلى الدفاع عن المسجد الأقصى من دخول زوار يهود إليه".
وقالت الصحيفة إن الأردن استدعى السفير الإسرائيلي في عمان وسلمه رسالة احتجاج رسمية، كما قمت مصر هي الآخرى رسالة احتجاج مشابهrsquo; وزعمت الصحيفة أن الأردن غضب من منع إسرائيل رئيس هيئة الأوقاف الإسلامية المقرب من الردن من دخول الحرم القدسي الشريف وأن الأردن اعتبرت ذلك إهانة لها.
بين حماس ورائد صلاح
واللافت في الصحافة الإسرائيلية اليوم، هو "إجماع" المحللين، على أن الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح، تحاول من جانبها فرض هيمنتها على العرب في إسرائيل من باب الدفاع عن المسجد الأقصى وحمايته من الخطر، فيما تسعى حماس، بدورها، بعد أن تمكنت إسرائيل والسلطة الفلسطينية من "إخراجها" من الضفة الغربية، إلى استعادة هيبتها ومكانتها في صفوف الفلسطينيين من بوابة الأقصى هي الأخرى.
وبرز في هذا السياق مثلا مقال البروفيسور، أيال سيزر الذي قال بصريح العبارة إن حركة حماس وجدت لها شريكا في إسرائيل هو الحركة الإسلامية، كما أن المحلل والصحافي المخضرم، دان مرغليت اعتبر أن وصول مصلين من المسلمين في إسرائيل إلى القدس تلبية لدعوة الحركة الإسلامية يجب أن يشكل تحذيرًا لإسرائيل ليصل إلى حد طرح اقتراح سبق للحركة الإسلامية أن حذرت منه وهو "اتباع السياسة نفسها التي اتبعت في الحرم الإبراهيمي في الخليل، ودراسة إمكانية تقسيم ساعات الصلاة في الحرم القدسي بين اليهود والمسلمين".
غالبية الوزراء سيصادقون على تحرير مئات "القتلة" مقابل شاليط
على الرغم من أن صفقة شاليط لم تبرم بعد، إلا أنه يبدو أن أغلبية كبيرة من وزراء الحكومة سيوافقون على إتمام صفقة الإفراج عن شاليط مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين. ومع أن وزراء الحكومة، وبموجب توجيهات من رئيس الحكومة ، لا يتحدثون ولا يخوضون في هذه القضية علنًا، إلا أن التوجه العام المتبلور حاليًا في صفوف الوزراء نحوإقرار الصفقة بأغلبية كبيرة.
وأشارت يسرائيل هيوم في هذا السياق إلى أن وزير الأمن الإسرائيلي ، إيهود براك كان، قال قبل نحو أسبوعين إن "شاليط سيحرر ولكن ليس بكل ثمن"، مع ذلك فإن التقديرات تشير على ان براك سيؤيد في نهاية المطاف إبرام الصفقة، ومعه باقي وزراء حزب العمل. كما يتوقع أن يؤيد وزراء حزب يسرائيل بيتينو (بقيادة ليبرمان) الصفقة المنتظرة. في المقابل فإن علامات التساؤل تحوم حول موقف الوزير عوزي لنداو الذي يتخذ مواقف مستقلة لا تتماشى دائمًا مع موقف رئيس الحزب ليبرمان فيما أعلن الوزير دانييل هيرشكوفيتش أنه لم يحدد موقفه بعد وأنه سيستشير عدة أطراف بما في ذلك رجال الدين. إلى ذلك يتوقع أن يؤيد وزراء حزب شاس الصفقة، ويبدو أن غالبية وزراء الليكود يؤيدون هم أيضًا الصفقة المتوقعة.