أخبار

العنصرية ما زالت تمارس في فرنسا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أعربت الهيئة العليا لمكافحة التمييز، وهي هيئة إدارة مستقلة تأسست سنة 2004، عن إرتياحها لمقال الصحافي مصطفى كيسوس.

باريس: اثارت شهادة صحافي من اصل جزائري نشرتها صحيفة لوموند تفيد بالتفاصيل عن مضايقات وملاحظات، سلسلة من الردود على الانترنت حول العنصرية التي تمارس يوميا في فرنسا حتى في اوساط النخبة.

وكتب الصحافي في نهاية ايلول/سبتمبر "كنت اعتقد ان كوني صحافيا في لوموند سيكسبني حصانة ضد اكبر +مساوئي+ وهي انني عربي وبشرتي سمراء وديني الاسلام".

واوضح انه بات يقدم نفسه في الاتصالات الهاتفية باسم "السيد كيسوس" متجاهلا اسمه مصطفى تفاديا لاي مشاكل.

وكثف مصطفى كسوس (30 سنة) في هذا المقال الامثلة حول هذه العنصرية العادية التي تعترضه خلال تحقيقاته ولقاءاته في كافة الاوساط الاجتماعية والثقافية.

واثارت هذه الشهادة ضجة كبيرة على الانترنت باللغة الفرنسية والقت ضوءا جديدا على مسالة الاحكام المسبقة المريرة حول الاجناس في فرنسا.

وبعد ساعات من نشره، اثار مقال كيسوس مئات التعليقات وتم تداوله مئات المرات على تويتر وفايسبوك، حتى ان بعض مستخدمي الانترنت انتحلوا شخصية "مصطفى" تعاطفا مع الصحافي، كما افادت لوموند.

وطيلة ايام عدة اصبح اسم المحرر من اكثر الاسماء التي يجري البحث عنها على محرك غوغل فرنسا. واعتبر العديد من الفرنسيين من اصل غير اوروبي قصة الصحافي شديدة الشبه باوضاعهم الشخصية.

وفي تعليق تلقته صحيفة لوموند روت المهندسة الشابة ليليا كاتب كيف ان رئيس قسمها قدمها لمدير الشركة متلفظا باسمها العربي بصعوبة لكنه سرعان ما اوضح "لكن، لا تقلق انها شخص على ما يرام".

ومنذ الاضطرابات التي هزت سنة 2005 ضواحي كبرى المدن الفرنسية التي تسكنها نسبة كبيرة من المهاجرين، منحت مكانة اكبر للاقليات سواء في الحكومة او في برامج التلفزيون.

وقبل عشرة ايام من نشر مقال مصطفى كيسوس اثارت تصريحات اعتبرت عنصرية ادلى بها وزير الداخلية بريس اورتفو المقرب من الرئيس نيكولا ساركوزي، ضجة على الانترنت قبل ان تتحول الى فضيحة سياسية واعلامية.

وقال الوزير الفرنسي بشان ناشط من اصل مغاربي في الحزب الحاكم (الاتحاد من اجل اغلبية رئاسية) "طالما هناك واحد فقط فلا بأس لكن عندما يكثر عددهم تبدا المشاكل"، وذلك بدون ان ينتبه الى كاميرا كانت تصوره.

وكتب مصطفى كيسوس في مقاله ان "بريس اورتفو يتمتع بحس كبير للفكاهة. اعرف ذلك". وروى كيف استقبله الوزير لاجراء مقابلة فقال انه "اتى ومد يده للمصافحة وابتسم لي قائلا هل لديك وثائق؟".

واعلنت مديرة الاتصال ماريلين كوريفوه لفرانس برس ان شهادته "مفيدة جدا لاننا ندرك ان +ذلك يحصل ايضا لصحافي+ وكثيرا ما نظن ان ذلك لا يحدث الا لناس يواجهون صعوبات اجتماعية".

ولا يسمح حظر الاحصائيات حول الاصول الاتنية باسم المساواة الجمهورية، بادراك مدى ممارسات التمييز في فرنسا البلد الذي استوعب اعدادا كبيرة من المهاجرين على مر الاجيال والذي يضم بين اربعة وخمسة ملايين شخص من اصل اسلامي.

ويفترض ان ترفع لجنة خبراء الشهر الجاري لرئيس الدولة تقريرا حول افضل طريقة لتقييم التنوع.

وقال باتريك لوزيس رئيس المجلس التمثيلي لجمعيات السود "بعد سنوات الحرمان يدرك المجتمع الفرنسي اخيرا الطابع المكثف النظامي لممارسات التمييز امام العمل والسكن وانشاء الشركات".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف