الأمم المتحدة تدعو إلى هدنة في اليمن لتقديم المعونات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
صنعاء: قال مسؤول بارز بالأمم المتحدة يوم الاحد بعد وصول قافلة إغاثة من السعودية إن الحكومة اليمنيّة والمتمرّدين الشيعة يتعيّن أن يوقفوا القتال كي يتسنّى للأمم المتحدة ان تقدم الاغاثة للاجئين. وقال جون هولمز منسق معونة الطوارئ لدى الأمم المتحدة للصحافيين انه طلب "وقفًا لإطلاق النار..لأسباب" انسانية اثناء اجتماع مع المسؤولين اليمنيين في الدولة الواقعة في شبه الجزيرة العربية والتي تعد واحدة من أفقر دول العالم خارج افريقيا.
وعبرت قافلة الامم المتحدة التي تسبب القتال الدائر بين المتمردين والقوات الحكومية في تأخير دخولها الى اليمن قادمة من السعودية يوم الاحد. وتحمل القافلة المؤلفة من ثلاث شاحنات 200 من الخيام والأغطية والحشايا لنحو 300 لاجئ تقطعت بهم السبل في محافظة صعدة اليمنية التي تشهد قتالاً عنيفًا منذ أن شنَّ الجيش هجومًا كبيرًا في 11 أغسطس/آب.
وقال سلطان خلجي ضابط حماية الأمم المتحدة للقافلة "نأمل في إرسال المزيد من القوافل" مضيفًا ان ما يصل الى 5000 شخص تقطعت بهم السبل في المنطقة الحدودية الشمالية. ودعا هولمز طرفي الصراع لتجنب الإضرار بالمدنيين واحترام حقوق الافراد في منطقة الصراع.
وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة يوم الجمعة انها سترسل مساعدات الى شمال اليمن من المملكة العربية السعودية للمرة الاولى لكن دخول القافلة تأجل انتظارًا للحصول على تصريح أمني. وعبرت القافلة الحدود من منفذ علب الحدودي الذي يبعد نحو 20 كيلومترًا الى الشمال من منطقة باقم اليمنية حيث تجرى الاشتباكات العنيفة.
الجيش اليمني يعلن مقتل عشرات الحوثيّين
إلى ذلك، اكد الجيش اليمني الاثنين انه حقق "تقدما كبيرا" الاحد في مطاردة المتمردين الشيعة قرب مدينة صعدة (شمال) "وتصفية ما تبقى لهم من جيوب" في المنطقة وقتل 54 مسلحا في عمليات عدة.
ونقل موقع 26 سبتمبرنت التابع لوزارة الدفاع عن مصدر عسكري مسؤول ان "القوات المسلحة والامن حققت تقدما كبيرا في مطاردة فلول عناصر الارهاب والتخريب في منطقتي المقاش والعند ودك اوكارها وتصفية ما تبقى من جيوب لها في المنطقة".
واضاف ان "خسائر كبيرة لحقت بصفوف تلك العناصر في الارواح والعتاد حيث لقي 37 ارهابيا مصرعهم واصيب عدد آخر في منطقة العند وأثناء تصدي قواتنا المسلحة لمحاولات تسلل في الضواحي الشمالية الغربية لمدينة صعدة".
واوضح الناطق العسكري ان "العناصر الارهابية اتخذت من منطقة العند معقلا لها ومنطلقا لتنفيذ اعتداءاتها والقيام بعمليات تسلل انطلاقا منها الى مدينة صعدة".
من جهة اخرى، قال الناطق نفسه ان "خمسة إرهابيين بينهم احد القيادات الارهابية ويدعى صادق علي جشيش، لقوا مصرعهم في اشتباكات مع مجموعة من ابطال قواتنا المسلحة والامن" بينما "لقي سبعة ارهابيين آخرين مصرعهم اثناء محاولتهم التسلل الى احد المواقع في حبل الصمع" في محيط صعدة.
واكد ان "احد ابطال القوات المسلحة والامن في محور سفيان تمكن من تدمير سيارة تحمل إرهابيين في منطقة المجزعه ولقي جميع من كانوا فيها مصرعهم وعددهم عشرة ارهابيين كانوا في طريقهم للقيام بمحاولة تسلل الى المنطقة".
الحوثي
من جانبه أوضح زعيم "الحوثيين" عبد الملك الحوثي انه "منذ بداية الحرب، وحتى الآن، لم تحقق السلطة أي نجاح مهم، لا ميدانيا ولا سياسيا، فقد فقدت أكثر من سبعين موقعا عسكريا وخسرت الكثير من عتادها الحربي الذي دمر في أثناء القتال. كما أن ما ارتكبته السلطة من جرائم كبيرة بحق المدنيين، الذين دمرت بيوتهم على رؤوسهم، ولاحقهم القصف إلى مخيمات اللجوء، قد أسهم إلى حد كبير في خلق مناخ من الاستياء الواسع من ممارساتها، أوجد قناعة كبيرة لدى الكثير من أبناء شعبنا في المحافظات الشمالية بضرورة الالتحاق بجبهات القتال". ولفت في الوضع الإنساني الى انه "من المعروف أن الحرب أنتجت وضعا مأسويا حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين من دون مأوى، ويعانون من صعوبة في توفير مستلزمات الحياة من غذاء ودواء".
عبد الملك وفي تصريحات صحافية، اعتبر ان "الحرب من جانبنا لم تكن خيارا بل ضرورة، لأننا نواجه عدواناً شاملاً تشنّه السلطة على مناطقنا وقرانا، ولم نكن نحن من بدأها. لقد اضطررنا إلى القتال لمواجهة العدوان، وهذا حق مشروع لا جدال فيه. وقد رأينا في الدفاع عن النفس ضرورة قصوى لحماية الناس من القتل بدم بارد، ولإفشال محاولة إبادتنا بشكل شامل"، لافتا الى انها "معركة مستضعفين في مواجهة مستكبرين، ومظلومين في مواجهة ظالمين، والمأمول، ومن خلال الاعتماد على الله جل شأنه، أنها معركة حياة تفضي إلى تحقيق حياة كريمة وعزيزة".
وعن فشل المساعي لإيقاف الحرب بعد خمس سنوات، رأى عبد الملك الحوثي ان "السبب هو أن السلطة لم ترد الحل إلا وفق شروط ليست فقط مهينة ومذلة، وإنما قائمة على أساس الاستعباد"، مشيرا الى انه "عرضنا أن نكون مواطنين لنا حقوق المواطنة المشروعة، فأبوا ذلك، ونحن أبينا أن نكون عبيدا". وأوضح انه "أعلنّا مرارا وتكرارا استعدادنا لوقف الحرب إذا أوقفت السلطة عدوانها علينا، لأن السلطة هي من تتخذ قرار الحرب وتتخذ قرار وقفها، فيما موقفنا لا يتجاوز الدفاع عن النفس، فحتى الأعمال الهجومية نقوم بها بعد أن تبدأ السلطة الحرب علينا، هي تندرج في إطار الضغط على السلطة لإيقاف الحرب. إذاً ليس العائق في وقف الحرب اشتراطات من جانبنا، بل في إصرار السلطة على استمرار عدوانها. أما فرص نجاح الجهود التي قد تبذل محليا أو إقليميا فلا زالت ممكنة على ما نعتقد، لكنها تتطلب إرادة سياسية ومناخا إقليميا مساعدا".
وردا عن سؤال حول طبيعة الدور الخارجي في كل ما يجري، خاصة في ما يتعلق بالسعودية، الولايات المتحدة، وإيران؟ اعتبر ان "الدور الخارجي سلب إلى حد شجع السلطة على ارتكاب جرائم كبيرة بحق النازحين والمدنيين المسالمين في القرى والمدن، وهذا لم يكن ليحدث لولا أن هناك طمأنة على المستوى الدولي، كما أن رغبة بعض الجهات الدولية في استغلال هذه الأحداث لتعزيز هيمنتها على البلد ونفوذها فيه، جعلتها تسارع إلى لعب دور سلب والاصطياد في الماء العكر". وعن امكان تحول الحرب الدائرة حالياً إلى حرب شاملة بين القبائل اليمنية؟، نفى عبد الملك الأمر معتبرا ان "مشاركة القبائل في هذه الحرب اقل بكثير من مشاركتها في الحروب السابقة".
وردا عن سؤال، أوضح ان "الحرب ليست لتوريث الحكم، لكنها قد تستغل لذلك، كما يتم استغلالها لأشياء كثيرة على مستوى الداخل والخارج، ومن جهات متعددة". ونصح اخيرا القيادة اليمنية، أن "تتوقف عن ممارساتها العدوانية تجاه أبناء شعبها، وأن تتشاور مع كل العقلاء والمخلصين من أبناء الشعب لإيجاد مخرج للشعب اليمني من الوضع الكارثي، الذي هو نتيجة سياستها غير السليمة والظالمة".