أوروبا تبحث عن حل للعرقلة التشيكية لمعاهدة لشبونة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يسعى الإتحاد الأوروبي جاهداً لإيجاد حل يلبي مطالب الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس الذي يهدد بعرقلة معاهدة لشبونة بعد ان ارجأ دخولها حيز التنفيذ.
بروكسل: طغت معاهدة لشبونة على محور الاجتماع الذي عقد في بروكسل الثلاثاء وجمع رئيس الوزراء التشيكي يان فيشر، ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو. وبعد التصويت الكثيف عبر استفتاء في ايرلندا تأييدا لمعاهدة لشبونة، ازداد تفاؤل الدول الاوروبية بالتمكن سريعا من المضي قدما في تطبيقها وبالتالي الشروع بملء منصبين لهما اهمية رمزية كبيرة هما رئيس الإتحاد الأوروبي و"وزير خارجيته".
وكان من المقرر بت هذين التعيينين خلال القمة الاوروبية المقررة في نهاية تشرين الاول/اكتوبر الحالي في بروكسل، الا انهما قد يتأخرا بافضل الاحوال حتى موعد القمة التالية في كانون الاول/ديسمبر، وفقا لتقديرات الدبلوماسيين. يذكر ان كلاوس معارض شرس للمعاهدة لانه يعتبر انها تهدف الى تحويل اوروبا الى دولة واحدة تتجاوز صلاحياتها صلاحيات اي من الدول الاعضاء. واشترط لتوقيعها ان تعفى بلاده من تطبيق شرعة الحقوق الاوروبية الاساسية الملحقة بمعاهدة لشبونة.
ويهدف هذا الاعفاء الى منع التشيكيين من اصل الماني في منطقة السوديت الذين صودرت اراضيهم غداة الحرب العالمية الثانية بموجب مراسيم وقعها انذاك الرئيس التشيكوسلوفاكي ادوارد بينيس من اللجوء الى محكمة العدل الاوروبية للمطالبة بتعويضات. وكلاوس الذي يمسك بمصير المعاهدة في يديه يملك سلاحا قويا في اختبار القوة هذا.
فقد حصل الاثنين على موافقة الحكومة التشيكية، التي يديرها رئيس وزراء انتقالي محدود الصلاحيات، على اعتماد هذا المطلب. وكان يان فيشر اعلن الاثنين انه مستعد "للتفاوض مع شركائه الاوروبيين لايجاد حل ممكن" خلال القمة المقبلة لرؤساء الدول والحكومات الاوروبيين المقررة في نهاية تشرين الاول/اكتوبر في بروكسل.
لكن المشكلة في الموافقة على مطلب التشيكيين كما حصل مع بولندا او بريطانيا في العام 2007، هي انه سيكون من الضروري المصادقة مجددا على معاهدة لشبونة المعدلة من قبل دول الاتحاد ال27. وقال رئيس مؤسسة شومان جان دومينيك جولياني ان "هذا الخيار ليس مقبولا من قبل دول الإتحاد الأوروبي".
من جهة اخرى وجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس وزراء بلغاريا بويكو بوريسوف رسالة شديدة اللهجة الى براغ مساء الاثنين. ولدى سؤال بوريسوف عن اسباب رفض الرئيس التشيكي التوقيع على معاهدة برشلونة اجاب انه لا يجب "السماح" او "القبول" بمثل هذا السلوك، وذلك اثناء زيارة له الى فرنسا الاثنين لمقابلة ساركوزي. واعتبر جولياني انه سيكون من الضروري حصول تسوية ف"القادة الاوروبيون مستعدون لمواجهة كلاوس اذا لزم الامر، لكن الطبقة السياسية التشيكية لا تشاطره هذا الرأي".
وقد تقضي هذه التسوية مثلا بتوقيع اعلان مستقل عن المعاهدة بين القادة الاوروبيين يبدد مخاوف كلاوس. الا ان مثل هذه التسوية تشكل سابقة في الإتحاد الأوروبي وتفسح المجال امام مطالب فردية متعددة للدول المصادقة على المعاهدة. من جهته حض رئيس المفوضية الاوروبية باروزو الثلاثاء التشيكيين على "الوفاء بالتزاماتهم" عبر توقيع معاهدة لشبونة وعدم وضع "عقبات اصطناعية"، ملمحا الى موقف كلاوس.
واعلن باروزو للصحافيين بعد لقائه فيشر "آمل فعلا ان تفي الجمهورية التشيكية بالتزاماتها" لأنه "من مصلحتها الا تؤخر الامور اكثر من ذلك". واضاف في تحذير الى الرئيس كلاوس ان "من واجبي القول ان الإتحاد الأوروبي قائم على بعض المبادىء والقيم وان المبدأ الاوروبي والدولي هو حسن النية والتعاون الشرعي بين الدول الاعضاء".