الالاف يتظاهرون في جنوب اليمن مطالبين بالانفصال

صنعاء: تظاهر الالاف الاربعاء في جنوب اليمن مطالبين بالانفصال عن الشمال، وذلك في الذكرى ال46 لانطلاق الثورة في الجنوب ضد البريطانيين، بحسب ما افاد شهود لوكالة الأنباء الفرنسية. من جهته، جدد الرئيس اليمني تاكيد دفعه في اتجاه مزيد من اللامركزية وتعزيز صلاحيات السلطات المحلية في سائر انحاء البلاد، وذلك في كلمة القاها في المناسبة نفسها في صنعاء، ولكن دون التطرق مباشرة الى الحركة الاحتجاجية في الجنوب.

وقال شهود ان الالاف اقاموا مهرجانا شعبيا في الحبيلين في محافظة لحج (جنوب)، والقيت فيه كلمات لبعض قادة "الحراك الجنوبي"، وهي الحركة الاحتجاجية التي تعم المحافظات الجنوبية والشرقية والتي نظمت على مدى الاشهر الماضية سلسلة من التظاهرات رفعت خلالها مطالب الانفصال عن الشمال وشهدت احداثا دامية احيانا. وذكر شاهد لوكالة فرانس برس ان المتحدثين في المهرجان "انتقدوا سياسات الحكومة تجاه مناطقهم ورفعوا شعارات تطالب بالانفصال وفك الارتباط ورفعوا علم اليمن الجنوبي السابق" الذي كان دولة مستقلة قبل 1990.

وبحسب هذا الشاهد "استمر المهرجان ثلاث ساعات من دول تدخل من السلطات وقد تفرق المتظاهرون من دون اي اشكالات" رغم كون بعض المتظاهرين مسلحين. الى ذلك، ذكر شهود ان نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض خاطب المهرجان في الحبيلين عبر الهاتف. وذكر احد الشهود ان البيض الذي يقيم في المنفى ويعد من ابرز قادة "الحراك الجنوبي"، اكد في كلمته "مبدأ النضال السلمي لتحقيق الاستقلال".

واضاف البيض "لن نتراجع عن هدف تحقيق استقلالنا الثاني مهما كلف ذلك من تضحيات ومهما طال الوقت". ونظمت تحركات شعبية في بقية انحاء مناطق الجنوب في ذكرى انطلاق الثورة في الجنوب ضد البريطانيين عام 1963. وفي صنعاء، قال الرئيس اليمني في خطاب القاه في المناسبة نفسها "توجهنا نحو حكم محلي واسع الصلاحيات، لامركزية على الاطلاق الا فيما هو سيادي، وعليه اختاروا قيادات السلطة المحلية وتحملوا مسؤولياتكم في المحافظات والمديريات".

واضاف "نحن قادمون على اجراء تعديل دستوري وعلى كل المواطنين ان يتحملوا مسؤولياتهم نحو بناء الوطن وامنه واستقراره". ولم يشر صالح مباشرة الى الاحتجاجات في الجنوب، الا ان اللامركزية هي المبدأ الذي تواجه به السلطة المركزية في طريقة غير مباشرة مطالب الانفصال في الجنوب. وكان الحزب الحاكم والمعارضة في اليمن توصلا في شباط/فبراير الماضي الى اتفاق ينص على تأجيل الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في 27 نيسان/ابريل سنتين واجراء تعديلات دستورية تعزز اللامركزية وتمنح البرلمان صلاحيات اوسع.

الى ذلك، توعد الرئيس اليمني ب"الانتصار" على الحوثيين الذين تخوض القوات الحكومية مواجهات شرسة ضدهم منذ 11 اب/اغسطس، تاريخ اندلاع ما بات يعرف ب"الحرب السادسة" ضمن النزاع المستمر بين الطرفين منذ 2004. وقال في خطابه "اعد الاخوة والاخوات المواطنين ان النصر قادم خلال الايام القليلة القادمة وقواتكم الباسلة تحقق انتصارات عظيمة (...) ونحن لا نعلنها".

وميدانيا، قال مصدر امني لموقع 26 سبتمبر.نت التابع لوزارة الدفاع اليمنية ان اجهزة الامن قبضت الثلاثاء على 17 متمردا حوثيا في محافظة صعدة. كما افاد الموقع ان 15 متمردا قتلوا في مواجهات مع القوات الحكومية الثلاثاء. وكان المتمردون الحوثيون اكدوا استعدادهم لفتح ممرات انسانية لاغاثة النازحين في شمال اليمن استجابة لنداء في هذا الصدد وجهته الامم المتحدة، وذلك في بيان نشر على موقع قريب من المتمردين الاربعاء.

وقال البيان الذي يحمل توقيع المكتب الاعلامي لقائد التمرد عبدالملك الحوثي "نحن على استعداد لفتح ممرات وطرق آمنة تصل الى جميع المخيمات والمناطق المنكوبة وباشراف الامم المتحدة مباشرة، مع ضمان الا تستخدمها السلطة لتعزيزات عسكرية".

وكان مسؤول الشؤون الانسانية في الامم المتحدة جون هولمز دعا الاحد اطراف القتال في شمال اليمن الى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات اليهم، مشيرا الى ان الالاف لا يزالون عرضة للعنف في مناطق الحرب. وذكر المسؤول الاممي ان عدد النازحين منذ بدء النزاع في شمال غرب اليمن في 2004 ارتفع الى نحو 150 الف شخص. وكانت السلطات اليمنية اعلنت انها ستفتح ممرات انسانية غداة النداء الذي وجهه هولمز لكنها اتهمت المتمردين بعرقلة هذه المبادرة.