أخبار

أرمن القدس بين مشكك ومرحب بالاتفاق الارمني التركي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

راوحت ردود فعل أبناء الجالية الارمنية الصغيرة في القدس بين التشكيك والترحيب الحذر بالاتفاق الارمني التركي، ولكنهم اتفقوا على ان هذا الانفتاح السياسي لن ينسيهم المذابح التي تعرضوا لها ابان الحكم العثماني.

القدس: يسكن نحو الفي ارمني، معظمهم سليلو عائلات نزحت من تركيا هربا من المذابح التي ارتكبها الجيش العثماني بين 1915 و1917، في حي ودير يحملان اسمهم داخل اسوار المدينة القديمة في القدس، من اصل ما يناهز 10 الاف يعيشون في الاراضي الفلسطينية واسرائيل.

ورغم البعد الجغرافي، تابع ابناء هذه الجالية باهتمام اخبار الاتفاق التاريخي الذي وقعه البلدان السبت في مدينة زوريخ السويسرية لاقامة علاقات دبلوماسية واعادة فتح الحدود بينهما. وقالت صونيا هايرابديان (44 عاما) التي تعمل في رسم السيراميك في الحي الارمني "في البداية عندما سمعت بالاتفاقية غضبت جدا ربما لانها حدثت بسرعة". وتداركت هذه المراة المتحدرة من قرية مرش في تركيا "لكن بعد ذلك وعندما بدأنا نحلل الموضوع وجدنا ان علينا التريث حتى نرى ما تحمله هذه الاتفاقية في طياتها".

وتصر ارمينيا على ان المذابح وعمليات التهجير القسري التي ارتكبها الجيش العثماني كانت "ابادة" منظمة خلفت مليون ونصف مليون قتيل. اما تركيا فترفض اعتبار المذابح "ابادة" وتؤكد ان عدد القتلى يراوح بين 300 و500 الف. وتابعت هايرابديان انها اكدت لابنائها ان الارمن "لن يتوقفوا عن تعلم ذكرى المذابح. فالاتفاقيات السياسية شيء والذكرى الاليمة شيءاخر".

وهاجر جد صونيا من مرش مع والدها الذي كان حينها طفلا. وقالت "قدموا الى هنا بعد المذابح. نريد ان يعترف الاتراك بما ارتكبه اسلافهم من مذابح ضد الارمن ولا نريد ان تكون الاتفاقية على حساب آلام شعبنا". من جهته، قال غارو ساندروني زوج صونيا "مبدئيا الاتفاقية جيدة.على الاقل جلسوا معا وكسروا الجليد"، مؤكدا ان السلام "لا يعقد مع الاصدقاء انما يعقد مع الاعداء".

واضاف "يجب ان نعطي التغيير فرصة. جربنا المقاطعة اعواما وجربنا الحدود المغلقة ولن نخسر شيئا عندما نفتحها ونتحدث"، معربا عن اعتقاده انه "سيأتي يوم يقوم فيه رئيس تركي شجاع بالاعتذار عما ارتكبه اجداده من مذابح". واعتبر الباحث الارمني البرت اغازريان الذي يسكن الحي نفسه ان "من السابق لاوانه الحكم على الاتفاقية. كل منا ممزق بين مصلحة الارمن والشروط التي بدا يضعها الاتراك حول ناغورني قرة باخ"، الجيب حدودي الذي تتنازعه ارمينيا واذربيجان.

واضاف ان "الوضع يبدو معقدا لكن هناك ندبة (ذكرى المذبحة) يجب الاعتراف والحديث عنها". اما المؤرخ جورج هنطليان الذي وثق المذابح اتي تعرض لها الارمن، فقال "لا ارى نجاحا لهذه الاتفاقية على المدى القريب، ولكن على المدى البعيد ربما". واضاف "ندعم ارمينيا كدولة في اتفاقياتها التي تشكل بداية لعلاقة جيدة وجيرة طيبة بين ارمينيا وتركيا، ولكن ليس على حساب المذبحة"، موضحا ان عمه وجده قضيا في اثنائها.

وكان نحو 15 الف ارمني يعيشون في يافا وحيفا والقدس، ولكن نزح نحو 10 الاف منهم الى لبنان بعد قيام دولة اسرائيل في العام 1948، بحسب مؤرخي الجالية. وقال رجل الاعمال غارو دمرجيان ان "حكمة الحياة ان نسير الى الامام وليس الى الخلف، لكن ذلك لا يعني ان ننسى ما حدث"، مبررا توقيع الاتفاق ب "مصالح الطرفين وضغط اميركي". واضاف "هناك تعد كبير في المناهج المدرسية التركية على الارمن ويجب ان يتغير".

ورأى دمرجيان انه "كان على رئاسة ارمينيا استشارة الاحزاب السياسية التي حافظت على الوجود الارمني في الشتات او على الاقل اطلاعها على تفاصيل هذه الاتفاقية لنقلها الى الشعب". اما عيسى مسكيان (36 عاما) الارمني الكاثوليكي الذي يعيش في قطاع غزة ويعمل تاجرا، فقال "انا غير سعيد بهذه الاتفاقيات. ماذا ينفع ان اقتلك وان اقول لك اسف بعد ذلك؟ هل سيعيد ذلك الاموات؟ حتى كلمة اسفين لم تقل لنا؟".

وروى ان "عائلتي كانت من امراء الارمن وهاجر اجدادي الى فلسطين (...) هاجرنا من تركيا الى القدس ثم الى يافا ومن ثم هاجرنا الى غزة بعد 1948، والان اتوق الى هجرة اخرى ولا استطيع".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف