التعزيزات البريطانية تمهد الطريق أمام إستراتجية أوباما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يحتد النقاش يومًا بعد يوم في اروقة الكونغرس الاميركي حول استراتيجية مواجهة التمرد في افغانستان في ظل الإحراج الذي تواجهه الإدارة الأميركية جرّاء عدم إحراز أي تقدّم سياسي. وفيما يستعد الرئيس باراك اوباما لاتخاذ قرار حاسم في شأن ارسال قوات اضافية إلى هذا البلد او لا، يرى مراقبون أن اعلان بريطانيا حليفة الولايات المتحدة عن ارسال 500 جندي اضافي الى افغانستان يعزز الطريق امام استراتجية الرئيس الذي اكد ان الهدف الرئيس يكمن في منع استخدام المنطقة اداة لشن هجمات على الولايات المتحدة، على غرار اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.
وقال الجنرال الاميركي المتقاعد جون كين النائب السابق لرئيس اركان القوات المسلحة الاميركية "نستطيع أن ننتصر ونستطيع ان نقلب الوضع رأسًا على عقب خلال سنتين او ثلاث سنوات".
وأيّد هذا الجنرال السابق خيار الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الاميركية في افغانستان بتعزيز القوات الاميركية في هذا البلد للقضاء على تمرد طالبان.
وقال الجنرال كين "هناك خيار واحد يقدم للولايات المتحدة وللافغان امكانية الانتصار على تمرد طالبان واقرار الاستقرار في البلاد، وهذا الخيار هو استراتيجية مواجهة التمرد التي وضعها الجنرال ماكريستال والجنرال بترايوس (قائد القوات الاميركية في العراق وافغانستان) مع الحفاظ على مستوى جيد للقوات وللعاملين المدنيين وللموارد المالية".
ودعا الجنرال كين الى تطوير القوات المسلحة الافغانية لكي تصل الى "234 الف عنصر عام 2010 وبعدها الى 400 الف، الا انه لن يتم الوصول الى هذا الرقم قبل عام 2013 او 2014 على اقرب تقدير".
في المقابل راى بول بيلار المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي ايه" والاستاذ في جامعة جورجتاون ان "ما قد يستفيد منه الاميركيون على مستوى تحسن امنهم في حال القضاء على التمرد، سيكون هامشيًا وقابلاً للجدل".
واضاف "في افضل الحالات فإنّ ما قد يتغير بفضل جهود مواجهة التمرد على مستوى التهديد الارهابي، سيكون ضعيفًا جدًا. وفي اسوأ الحالات فإن منافع سياسة مواجهة التمرد قد تتبخر امام كلفة هذه السياسة من ارواح الاميركيين ومن امكانية تعرض المصالح الاميركية للخطر".
بدوره اعلن عميد مجلس الشيوخ روبرت بيرد (91 عامًا) في خطاب ألقاه في مجلس الشيوخ، رفض ارسال تعزيزات اميركية الى افغانستان. وقال بيرد ان "الهدف الاول" للجيش الاميركي في افغانستان هو التصدي لتنظيم القاعدة.
واضاف السناتور الديمقراطي "اشعر بقلق عميق لأن سبب مهمة الجيش الاميركي في افغانستان قد تلاشى في السنوات الثماني المنصرمة منذ 11 ايلول/سبتمبر، وبات يتمحور حول مشروع اوسع يقضي بتثبيت الاستقرار في البلاد". وتساءل "هل نحتاج فعلاً الى 100 الف جندي اميركي للعثور على اسامة بن لادن؟"
كما تساءل ايضًا "كم ستبلغ تكلفة ذلك؟ كم ستبلغ هذه التكلفة بالدولارات؟ وكم ستبلغ التكلفة من الدماء الاميركية؟ هل ستبذل المجموعة الدولية مجهودا وتأخذ على عاتقها نصيبًا اكبر من هذه المهمة؟"
وخلص بيرد الى القول "اذا كان الامر يتطلب مزيدًا من القوات لدعم المهمة الدولية في افغانستان، فان على المجموعة الدولية بذل مجهود وارسال هذه القوات وتقديم الاموال اللازمة. والولايات المتحدة تقدم حتى الان عددا كبيرا من العناصر المقاتلين".
ويخشى خبراء اميركيون الا يؤدي التغلب على تمرد طالبان في افغانستان بالضرورة الى ابعاد امكان تعرض الولايات المتحدة لاعتداءات جديدة على غرار اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001.
وكان اوباما اعلن انه سيحدد "خلال الاسابيع المقبلة" استراتيجية جديدة حول الوضع في افغانستان، ما يعني انه سيقرر ما اذا كان سينشر الافا من الجنود يضافون الى نحو 65 الف جندي ينتشرون حاليا، وذلك تلبية لطلب قائد القوات الاميركية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال.
واكد اوباما انه يجري مشاورات مكثفة للتمكن من اتخاذ احد اهم القرارات في ولايته الرئاسية.
وقال المتحدث باسم الرئيس الاميركي روبرت غيبس "انها اشبه بقطع عدة ينبغي جمعها (...) وجهات نظر عسكرية ومدنية ودبلوماسية".
واضاف غيبس مبررًا تأخر اوباما في اتخاذ قراره "يجب بلورة سياسة قابلة للتطبيق"، الامر الذي يستدعي "مزيدًا من الوقت للقيام بالامور كما يجب".
يذكر ان الانقسام يطاول حتى اقرب مساعدي الرئيس الاميركي. ففي حين يدعو نائب الرئيس جو بايدن الى تبني مقاربة مناهضة للارهاب عبر استهداف القاعدة اكثر من متمردي طالبان، تتبنى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وزميلها في وزارة الدفاع روبرت غيتس رؤية اوسع.
واشنطن تريد مؤسسات تحظى بدعم في كابول
واضاف ان هذه الحكومة يجب ان "تكون شرعية في نظر الافغان وتلبي حاجاتهم"، مطالبا اياها ايضا ب"تعزيز مؤسساتها".وتابع كرولي "لا نزال نعتقد انه اذا كان ضروريا اجراء دورة ثانية، فيمكن اجراؤها قبل بداية الشتاء، ولكن من المؤكد ان المهل تضيق".وقال ايضا "على الرابح ان يتصدى للفساد مهما كان"، مؤكدا ان الولايات المتحدة ستتعاون مع الرئيس المقبل مهما كانت هويته.
ولفت كراولي الى ان الولايات المتحدة دعمت الحكومة الافغانية منذ بروزها بعد سقوط نظام حركة طالبان عام 2001 مشيرا الى ان الادارة الاميركية تريد ان ترى "حكومة وطنية تبرز مدعومة بحكومات محافظات اقوى".
وختم بالقول "طبعًا جانب رئيس من استراتيجيتنا ونحن نمضي قدمًا هو الاستمرار بالعمل لنرى بروز شرطة وطنية فعالة وقوة عسكرية فعالة لتكون في نهاية المطاف الحلول الامنية حلول افغانية وليس حلول امريكية".
واشنطن "ممتنة" لقرار بريطانيا ارسال تعزيزات
وكان البيت الابيض قد أعلن في وقت سابق اليوم ان الولايات المتحدة "ممتنة" لبريطانيا لقرارها ارسال 500 جندي اضافي الى افغانستان، مؤكدًا ان لندن "تدفع ضريبة باهظة" في هذا البلد.
واعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الاربعاء ارسال هذه القوات الاضافية تعزيزًا للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يتصدى لمتمردي طالبان والقاعدة في افغانستان.
كندا: أفغانستان حالة خطيرة تبعث على اليأس
من جهة ثانية، قال قائد عسكري كندي كبير في أفغانستان في مقابلة صريحة أذيعت يوم الاربعاء ان أفغانستان "حالة خطيرة تبعث على اليأس" وتشكل حالة طوارئ كبرى.
وأدلى البريجادير جنرال جوناثان فانس بهذه التصريحات في ختام مقابلة استمرت 25 دقيقة مع هيئة الاذاعة الكندية تطرقت الى المهام التي تتصدي لها قوة كندية قوامها 2700 جندي في جنوب أفغانستان.
ولقي 131 جنديا حتفهم الى الان وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرا أن أكثر من نصف الكنديين يعارضون المهمة في أفغانستان المقرر أن تنتهي في عام 2011. وقال فانس ان أحد التحديات الكبرى التي يواجهها هو أن ينقل للكنديين ما تفعله القوات في أفغانستان ولماذا.
وقال فانس "ليس الهدف تحلية أي شيء.. ومن المؤكد أن الغرض ليس جعل المهمة تبدو أفضل مما هي عليه. انها حالة خطيرة وتبعث على اليأس. انها حالة طوارئ كبرى."
ولكنه مضى يقول انه يسعى الى "وضع هذا كله في سياق يمكن للناس أن يفهموه على الاقل - سواء وافقوا على وجودنا هنا أم لم يوافقوا." ووافق البرلمان الكندي العام الماضي على تمديد مهمة القوة الكندية حتى عام 2011 من موعد نهايتها أصلاً في عام 2009. ويقول رئيس الوزراء ستيفن هاربر انه لا يعتزم أن يطلب تمديد المهمة لفترة أخرى.
طوكيو ابلغت وقف مهمتها البحرية
ذكرت وكالة كيودو للانباء الخميس ان اليابان ابلغت رسميًا السلطات الاميركية، انها ستوقف في كانون الثاني/يناير، مهمتها البحرية التي تقضي بتقديم الدعم اللوجستي للتحالف الدولي في افغانستان.
وقد كشف احد نواب وزير الدفاع الياباني، اكيهيسا ناغاشيما عن هذا القرار في تصريح صحافي في واشنطن، حيث كان يحضر لزيارة وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الاسبوع المقبل الى اليابان.
وقال ناغاشيما انه ابلغ البيت الابيض ووزارة الدفاع ان طوكيو ستنهي في كانون الثاني/يناير مهمتها في المحيط الهندي التي تقضي بتزويد جنود التحالف الدولي الذي يقوده الجيش الاميركي، الفيول والماء. واضاف ان محاوريه اخذوا علمًا بهذا القرار.