سويسرا ترفض مبادرة يمينية بحظر بناء المآذن

رفضت سويسرا مبادرة البرلمانيين اليمينيين لفرض حظر على بناء المآذن في البلاد، معتبرة أن الأمر يتناقض مع قيم نطام المجتمع السويسري ويتعارض مع قواعد الدستور

برن: أكدت وزيرة العدل والشرطة السويسرية ايفيلين فيدمر - شلومبف اليوم رفض مجلس الحكم الاتحادي مبادرة تقدمت بها مجموعة من البرلمانيين المنتمين الى اليمين المتشدد لفرض حظر على بناء المآذن في البلاد. وقالت الوزيرة في مؤتمر صحافي "ان حظر بناء المآذن يتناقض بشكل أساسي مع القيم الأساسية لنطام المجتمع السويسري ويتعارض مع اسس وقواعد الدستور الذي يضمن الحرية الدينية في البلاد بما في ذلك حظر القمع".

واضافت "ان مثل هذه المبادرة تهدد السلم الديني المستقر في البلاد فضلا عن انها خرق للاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الانسان" التي وقعت عليها سويسرا كما انها أيضا تشوه صورة سويسرا في العالم. وأشارت شلومبف الى أن مئذنتي مدينتي زيورخ وجنيف ترتفعان منذ عقود دون أن تسببا أية مشكلات أو تثير حساسيات اجتماعية او دينية مثلما يروج مؤيدو المبادرة.

وفي نفس السياق قال رئيس مجلس الاديان السويسري توماس فيبف لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) "ان التعدد الديني والثقافي هو أحد أوجه الهوية السويسرية التي صاغت عبر تاريخ طويل قواعد واسس التعايش السلمي المضمونة بالقانون والدستور". واكد أنه "اذا كان وجود المسلمين في المجتمع السويسري هو تحد جديد الا أن التجارب علمتنا كيف يمكن أن نتغلب على تلك التحديات" مشيرا الى أن التعددية الثقافية هي احد عناصر القوة في سويسرا.

وشدد فيبف على أن من يدعون الى حظر بناء المآذن انما يقومون بتوظيف الدين لأهداف سياسية من خلال خلق أجواء من عدم الثقة بين طبقات المجتمع ما يهدد السلم الاجتماعي المتماسك بفضل الالتفاف حول القواسم المشتركة المهمة التي تقر بها الأديان للاحترام المتبادل". ودعا فيبف الى حوار بناء يشارك فيه الجميع لازالة المخاوف المثارة من الجالية المسلمة والاسلام بشكل عام وهو ايضا من واجبات مجلس الأديان الذي تأسس عام 2006 وهو الوحيد من نوعه في أوروبا.

ويتوجه الناخبون في سويسرا في ال29 من شهر نوفمبر المقبل الى صناديق الاقتراع للادلاء برأيهم عما اذا كانوا يوافقون على مبادرة اليمين المتشدد باضافة بند الى الدستور يحظر بناء المآذن في البلاد. ويردد مؤيدو المبادرة وهم من حزب الشعب السويسري اليميني المتشدد وحزب الاتحاد الديمقراطي المتطرف على ان حظر بناء المآذن هو خطوة هامة لوقف ما يصفونه "أسلمة أوروبا والحفاظ على قيمها المسيحية".

ورفض مجلس الحكم الاتحادي المبادرة وحث الناخبين أيضا على رفضها وانضم البرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ وكبريات الأحزاب السياسية الى هذا الموقف. ويقطن سويسرا 400 الف مسلم ينحدر اغلبهم من تركيا والبلقان ويتمركزون فى المدن السويسرية الكبرى. ويشيد التقرير السنوي حول الحالة الأمنية في سويسرا بهدوء الجالية وعدم اثارتها للمشاكل او ميلها الى التطرف والتعصب. ولا توجد في جميع انحاء سويسرا سوى 4 مآذن في زيورخ وجنيف وفينترتور التي تقع في شمال شرق سويسرا ومسجد قرية فينغين وهي مآذن رمزية حيث لا يرتفع منها الآذان.