أوباما أمام طريق مسدود على المسار الإسرائيلي الفلسطيني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لم تكف جهود الرئيس الأميركي باراك أوباما لوضع حد لنزاع الشرق الاوسط الذي يراوح مكانه، وهو الذي اعتبر ان السلام على هذه الارض مفتاح الانفراج مع العالم الاسلامي
واشنطن: يبدو ان كل عزم الرئيس الاميركي باراك اوباما - حائز جائزة نوبل للسلام لهذا العام- وجهوده لم تكف لوضع حد لنزاع الشرق الاوسط الذي يراوح مكانه. واقر ناتان براون على غرار العديد من الخبراء الاخرين بانه "لم يحصل على شيء حتى الان"، لكنهم يدعونه مع ذلك الى المثابرة.
ومنذ دخوله البيت الابيض وضع الرئيس الاميركي النزاع الاسرائيلي الفلسطيني على رأس اولوياته الدولية. فبالنسبة لادارة اوباما كان صنع السلام على هذه الارض المتنازع عليها وسيبقى، مفتاح الانفراج مع كافة العالم الاسلامي.
واحد اولى القرارات التي اتخذها اوباما كان تعيين مبعوث رفيع المستوى هو السناتور جورج ميتشل الذي يكثر منذ ذلك الحين من الجولات المكوكية في المنطقة في مساع حثيثة بهدف استئناف الحوار بين اسرائيل والفلسطينيين والدول العربية. لكن بعد عشرة اشهر يبدو ان الطريق مسدود تماما على الارض.
ففي الجانب الاسرائيلي ترفض حكومة بنيامين نتانياهو التخلي كليا عن الاستيطان. فيما يتعمق الانقسام لدى الفلسطينيين بين رئيس السلطة محمود عباس الذي ضعف سياسيا، وخصومه في حركة المقاومة الاسلامية (حماس).
كذلك فقدت الادارة الاميركية بعضا من مصداقيتها لدى الفلسطينيين. وقال براون البرفسور في جامعة جورج تاون بالعاصمة الاميركية واشنطن "ان الفلسطينيين يعتقدون ان عباس وضع كل بيضه في السلة الاميركية ولم يحصل على شيء".
وكرر الجنرال جيم جونز المستشار النافذ لباراك اوباما في شؤون الامن القومي القول، انه بالرغم من هذه الاخفاقات وتوقف الطرفين عن التفاوض مطلع العام فان الادارة الاميركية تتمسك بدعوتها للتوصل الى "اتفاق نهائي على وجود دولتين".
وفيما ينتظر ان يرفع جورج ميتشل ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تقريرا الى البيت الابيض الاسبوع المقبل، دعا زبيغنييف بريجنسكي الذي شغل في الماضي منصب الجنرال جونز، الرئيس اوباما بالحاح الى عدم التخلي عن جهوده.
وقال المستشار السابق في عهد الرئيس الاسبق جيمي كارتر (1977-1981) لمجلة تايم "ان الجانبين يبدوان عاجزين عن صنع السلام لوحدهما" مستطردا "سيكون امرا منطقيا ان يحدد الرئيس ملامح خطة سلام للشرق الاوسط، كما يتصورها".
واكد بريجنسكي ان مثل هذه المبادرة ستحظى "بدعم كل دول العالم تقريبا بما في ذلك الدول العربية"، كما انه "من شأنها ان تمارس ضغوطا هائلة على الاسرائيليين والفلسطينيين". ودعا هنري باركي من مؤسسة كارنيغي من جانبه الرئيس الاميركي لاغتنام فرصة تسلمه جائزة نوبل في كانون الاول/ديسمبر المقبل في اوسلو ل"اتخاذ مبادرة لافتة" والتوجه فورا الى المنطقة.
لكن هذه الفكرة اثارت ارتياب ناتان براون الذي قال "بعد خمس عشرة سنة من عملية السلام والمشاريع الكبرى وجوائز نوبل كل ذلك لم يعد يعني اي شيء في الشرق الاوسط". ويرى هذا الخبير انه ينبغي على الادارة الاميركية مع ذلك ان لا تغير سياستها قريبا مهما حصل. وقال ان اوباما سيستمر علنا في حث الاطراف على التوصل الى اتفاق نهائي لكن عليه ان يدخل في تكتيكه واقع ان ذلك لن يحصل في وقت سريع. وتوقع ان تركز الولايات المتحدة على اهداف وسيطة وقد تنكب على الامد القصير على المصالحة بين الفلسطينيين ليترافق ذلك مع جهود مصر.