أخبار

الألغام خطر يتربص بسكان الحدود العراقية الإيرانية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

زرع عدد كبير من هذه الألغامقبل وبعد الحرب العراقية الإيرانية على طول الشريط الحدود البالغ حوالي 120كم ضمن الحدود الإدارية لمحافظة واسط دون أنيبادر أحد لمعالجتها بعد إنتهاء الحرب لتشكل سيفا يمزق أجساد الأبرياء وينغص عليهم حياتهم.

الكوت: يواجه سكان مدينتي بدرة وزرباطية الواقعتين على الشريط الحدودي مع إيران ( 85 كم) شرق مدينة الكوت مركز محافظة واسط جنوبي العراق خطرا يتربص بهم جراء العدد الهائل من الالغام المزروعة على مساحات شاسعة من الاراضي التي تستخدم عادة للزراعة وتربية المواشي.

وفي هذا الصدد قال المزارع مهدي صالح (53 عاما) من أهالي بدرة "إن الألغام المطمورة تحت التربة والتي لم يتم معالجتها حتى الان تسببت بوقوع خسائر بشرية كبيرة بالمواطنين"،موضحا أنه فقد اثنين من اطفاله عندما انفجرعليهما لغم خلال قيامهما برعي الأغنام.

وأضاف صالح "بعد الانفجار واصابتهما بجروح بليغة لم يتمكن احد من الوصول اليهما لانقاذهما وبقيا هناك حتى ماتا لعدم تمكننا من الوصول اليهما بسهولة خشية من وقوعنا في حقل الغام أخر، لقد توفيا أمام أعيننا ونحن لانستطيع أن نفعل لهما شيئا".

من جانبه ، يروي جواد كاظم (20 عاما) من اهالي قرية البستان في ناحية زرباطية وهو يستند إلى عكازين خشبيين بعد أن بترت ساقاه نتيجة انفجار لغم ارضي عندما كان في طريقه الى المدرسة قائلا" إنتهى طموحي في الحياة ، فقد كنت احلم أن أكون لاعبا مشهورا بكرة القدم، ولطالما سجلت العديد من الأهداف في مرمى صديقي الراحل سليم الذي كان معي وقت الانفجار الذي قتله ".

وأشار إلى أنه وصديقه (سليم) كانا يسيران في ذلك اليوم باتجاه حقل زراعي لمساعدة أهلهما، عندما انفجر لغم ومزقت شظاياه جسد سليم وتوفي في الحال فيما كانت حصته بتر ساقيه.

وتحدثت نجية عبد الرضا (30 عاما) بألم يعصر قلبها وملامح الحزن تغطي محياها لانها فقدت ذراعها الايمن بانفجار لغم قائلة " أن ذراعي اليمنى بترت طالما حلمت بأن أحمل بها طفلي الرضيع بعد الزواج"، مؤكدة أن لغما لعينا كان يتربص بها ليغتال حلمها عندما انفجر وطارت معه ذراعها في الهواء مودعة جسدها الذي أحتضنها ثلاثين عاما.

الى ذلك قالت أم رحيم ( 45 عاما) ربة بيت "قبل عامين فقدت زوجي جراء انفجار لغم ارضي لم ينتبه له وهو يحرث الارض استعدادا لزراعتها، ولم تقتصر ماساتي على ذلك بل فقد إبني رحيم (15عاما) احد أطرافه السفلى عندما كان يتعقب اغنامه في ليلة مظلمة وتوغله بشكل خاطئ في حقل الغام قريب عن القرية.

وخلال زيارتها لمحافظة واسط للاطلاع على حجم المخاطر قالت نرمين عثمان وزيرة البيئة أن هناك 25 شركة تعمل لازالة الالغام والمخلفات والمقذوفات الحربية المطمورة تحت الارض جراء الحرب العراقية-الايرانية"،مؤكدة ان هذه الالغام" باتت تهدد حياة العراقيين وخاصة من يسكن ويعمل في مناطق تواجدها وقد اوقعت عددا كبيرا من الضحايا من المدنيين من رجال ونساء واطفال".

بدوره قال حبيب شاكر رئيس جمعية المعاقين في المحافظة " قمنا مرارا وتكرارا بعرض هذه المشكلة الإنسانية أمام المسؤولين الحكوميين ، والذين وعدونا خيرا في كل زيارة ، لكن الوضع لم يتغير"مضيفا إن المفاوضات تعثرت مع إحدى الشركات التخصصية بمعالجة الألغام بسبب الكلفة المالية العالية للعملية وهي تتجاوز امكانات العراق المالية.

ولفت شاكر إلى حاجة العراق لجهد دولي لتلافي هذه المشكلة ، مضيفا " قمنا وبالتنسيق مع عدد من المنظمات الدولية بتوزيع عينات طبية شملت الكراسي المتحركة والمساند وسماعات الأذن على المصابين نتيجة انفجار الألغام ومازلنا ننتظر الدعم الحكومي لهذه الشريحة المهمة حيث يبلغ عدد المعاقين بسبب الالغام سبعة ألاف معوق بينهم الفي أمرأة في محافظة واسط فقط.

وكان برهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي السابق اكد في اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الالغام، أن زرع لغم يكلف 5 إلى 15 دولارا وكلفة رفعه تكلف 100 إلى 350 دولارا ومعالجة المصاب تكلف 6000 دولار، مشيرا إلى وجود 25 مليون لغم في العراق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الالغام في العراق
اوميد العقراوي USA -

مشكلة الالغام هي مشكلة عويصة وتستلزم تكثيف الجهود لحلها ذلك لانه يوجد في العراق ملاين من الالغام مطمورة تحت التراب منتشرة من انحدود زاخو في كوردستان العراق الى البصرة زرعها الجانبين العراقي والايراني بل انه توجد في بعض الناطق الجبلية في اقليم كوردستان عد كبير من الالغام تعود الى سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي زرعها الجيش العراقي في مناطق منها جبل راس عقرة .وقد بادرت عدد من المنظمات الاجنبية مشكورة منها mag البريطانية في كوردستان بتنظيف مناطق واسعة من الاقليم وكذلك بوضع علامات تحذيرية في المناطق التي ما تزال فيها الغام .وحكومة الاقلم قامت بطبع عد كبير من الكتيبات بل وادخلتها في المناهج التعليمية وخاصة في المراحل الابتدائية معززة بالرسوم والارشادات هذه الجهود ادت الى تخفيض الاصابات