أخبار

الجيش الباكستاني يواجه ثقافة الحرب في وزيرستان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يواجه الجيش الباكستاني مهمّة صعبة جدًّا لسحق شبكات طالبان في جنوب وزيريستان في أرض يصعب إختراقها وحيث ينتشر أخطر الناشطين في العالم كما يرى محللون. ورسم القادة العسكريون على مدى اشهر مخططات المعركة للإستيلاء على وزيريستان مستفيدين من موجة تأييد شعبي للعملية التي اعتبرت ناجحة ضد طالبان في وادي سوات. لكن المهمة في جنوب وزيريستان ستكون أصعب بكثير نظرًا لثقافة الحرب المنتشرة في هذه المنطقة، حيث أن قبائلها عرفوا بمقاومتهم للبريطانيين في القرن التاسع عشر، ولأن أرضها الجبلية مليئة بالكهوف والغابات الكثيفة. وجنوب وزيريستان جزء من منطقة القبائل الواقعة في شمال غرب البلاد والخارجة عن سلطة باكستان. وتعتقد الولايات المتحدة أن قادة القاعدة وبينهم أسامة بن لادن نزحوا مع آلاف من عناصر طالبان إلى هذه المنطقة إثر الإطاحة بنظام هذه الحركة في أفغنستان في أواخر العام2001.

بيشاور (باكستان): خاضت القوات الباكستانية معارك شرسة مع مقاتلي طالبان يوم الاحد بعد يوم واحد من شنّ هجوم طال انتظاره بهدف بسط سلطة الدولة على المناطق القبلية الواقعة على الحدود الافغانية والتي ينعدم فيها القانون.

ويأتي الهجوم على المعقل العالمي للاسلاميين في وزيرستان الجنوبية بعد سلسلة من هجمات المتشددين الجريئة في مناطق مختلفة من البلاد من بينها هجوم على مقر الجيش قتل فيه اكثر من 150 شخصًا.

ويقاتل نحو 28 الف جندي ما يقدر بنحو عشرة الاف من مقاتلي طالبان من بينهم نحو الف مقاتل اوزبكي وبعض اعضاء القاعدة من العرب بعد تطويق منطقة المتشددين والتقدم فيها من ثلاث اتجاهات.

وقال الجيش ان اشتباكات اندلعت يوم السبت في الوقت الذي واجه فيه الجنود الذي تدعمهم طائرات ومدفعية مقاومة وقتل اربعة جنود واصيب 12 .

وصرح مسؤولون بأن قوات الامن استولت على معقل لطالبان في سبينكاي راجزاي يوم السبت بعد انسحاب المتشددين من تحصيناتهم ولجوئهم الى الجبال المجاورة.

وقال مسؤول حكومي كبير في شمال غرب البلاد "انها منطقة منبسطة ولذلك فكلما حاولوا ابداء مقاومة اطلقت طائرات الهليكوبتر النار عليهم ومن ثم قرروا الهروب الى الجبال."

وفي اظهار للوحدة قبل الهجوم البري اعطى مسؤولو الحكومة وزعماء الاحزاب السياسية يوم الجمعة دعمهم الكامل للجيش الذي تعهد باستئصال التمرد .

وتواجه باكستان المسلحة نوويًا ضغوطًا اميركية لشن حملة على التشدد الاسلامي في الوقت الذي يدرس فيه الرئيس باراك اوباما تعزيز عدد القوات التي تقاتل في افغانستان المجاورة.

وفرّ كثيرون من اعضاء القاعدة وطالبان الى شمال غرب باكستان بعد اطاحة قوات قادتها اميركا بطالبان في كابول في 2001 واصبحت المنطقة بؤرة عالمية للتشدد الاسلامي.

وقد يكون هذا الهجوم اصعب اختبار للجيش الباكستاني منذ ان انقلب المتشددون على الدولة وهناك امال بان تبقى فصائل طالبان الافغانية في أماكن أخرى في وزيرستان الجنوبية ووزيرستان الشمالية بعيدة عن القتال.

وقال الجيش ان ما يصل الى 100 الف مدني فروا من وزيرستان الجنوبية تحسبا للهجوم في حين قالت الامم المتحدة ان 500 شخص يرحلون يوميا.

واعلنت حالة التأهب في صفوف قوات الامن في شتى انحاء البلاد تحسبًا لوقوع هجمات انتقامية.

خبراء

وقال رحيم الله يوسفزاي الخبير في شؤون القبائل ان "الحرب في وزيريستان لن تكون سهلة، انها اصعب بكثير من سوات". واضاف "وزيريستان تشبه ثقبا اسود. ويعاني الجيش اساسا من نقص في معلومات الاستخبارات، وحتى الجيش يصف وزيريستان على انها ثغرة في الاستخبارات".

والعدو في هذه المنطقة معتاد على المعارك ومدرب بشكل جيد، فيما الجيش تنقصه القدرات الجوية الحيوية والخبرة المتطورة جدا في مكافحة التمرد. وبين المقاتلين في وزيريستان هناك عناصر من وسط آسيا وعرب وشمال افريقيا.

كما ليس هناك اي ترسيم للحدود ما يتيح للناشطين الفرار الى افغانستان المجاورة او الاختفاء في اقليم شاسع تسيطر على سكانه البالغ عددهم 600 الف نسمة قبيلتا محسود ووزير.

وتطرح الثلوج الكثيفة المرتقبة في الشهرين المقبلين مع بدء فصل الشتاء تحديا اخر للجيش الذي حدد قادته مهلة ستة الى ثمانية اسابيع لاستكمال المهمة.

وتوعدت حكومة باكستان بهجوم واسع النطاق منذ اشهر. وتكثفت الضغوط الاميركية والمحلية على الجيش للتحرك بعد موجة من الهجمات التي شنها ناشطون وخلفت اكثر من 170 قتيلاً هذا الشهر.

لكن العملية العسكرية المتسرعة ردًّا على الهجمات المحرجة التي كشفت عن ثغرات امنية، قد لا تاتي بنتائج.

وقال محمود شاه المسؤول الامني السابق عن الاقاليم القبلية السبعة في باكستان ان "توجيه ضربة قوية لطالبان يحتاج لاستراتيجية جيدة، وعملية سابقة لاوانها للجيش قد تخلق الكثير من المشاكل".

ويقول الجيش ان العملية ستكون محصورة بمعاقل بيت الله محسود، زعيم الحرب الذي قتل بصاروخ اميركي ودفع بعناصر طالبان الى ان ينشطوا في قتل رجال الامن والمدنيين في باكستان.

وقال مسعود شريف رئيس مكتب الاستخبارات الباكستانية سابقا ان "طالبان سيخوضون حرب عصابات. وعلى الجيش التركيز على الاستيلاء على هيكلية القيادة او تدميرها والا فانهم سيشكلون شبكة مجددا".

ويقدر الجيش ان حركة طالبان الباكستانية لديها ما بين 10 الاف و20 الف عناصر في جنوب وزيريستان. ويقول الخبراء ان العملية ولكي تنجح كان يجب ان يسبقها مفاوضات لكسب ثقة رجال قبائل الباشتون الباكستانية.

ورجال القبائل عايشوا كل حملة كبرى استهدفت المنطقة بما يشمل الحرب الافغانية في الثمانينات ضد الاتحاد السوفياتي السابق.

وقال يوسفزاي ان "عملية ضد قوة من طالبان تخوض حرب عصابات يجب ان تكون انتقائية وتركز على معلومات استخباراتية. كما من المطلوب القيام بعمل سياسي في المنطقة وكسب ثقة القبائل".

وثاني اكبر قبيلة تهيمن قرب الحدود الافغانية هي قبيلة وزير ولديها اتفاق للبقاء محايدة تقنيا. لكن قسما صغيرا فقط من قبيلة محسود الكبرى وقع اتفاق سلام مع الحكومة الباكستانية.

ويقول المسؤولون الحكوميون في شمال غرب البلاد انه تم التوصل الى اتفاقات مع عدد من وجهاء القبائل في جنوب وزيريستان ومع قادة في شمال وزيريستان المجاور للبقاء محايدين في حال شن هجوم بري.

لكن العمليات العديدة التي تمت في شمال غرب باكستان لاقت نجاحا محدودا وادت الى مقتل الفي عنصر من الجيش منذ العام 2002.

والهجمات في وزيريستان عامي 2004 و 2005 انتهت باتفاقات سلام اعتبر بعضهم انها اعطت مجالاً للناشطين لكي يعيدوا تسلحهم.

رويترز، أ ف ب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اعداء الله
حبزبوز -

ماذا يريد هؤلاء زمر طالبان الحجة فى افغانستان بانهم يحاربون حلف الناتو الدخيلة على بلادهم ولكن هنا فى الباكستان ماذا يريد هؤلاء متخلفى العقول ايريدون جعل هذة المناطق بؤر للاعداء الله والانسانية هؤلاء الذين عرفوا بالقتل والتدمير وعمليات الانتحار وقتل المدنيين هؤلاء اللا مسلمين ابيدوهم ايها الجيش الباكستانى المسلم ابيدوا هؤلاء السفلة حتى لو استخدمتم قنابلكم النووية لكى يتخلص الاسلام والمسلمين من هؤلاء الفتن ولكى يبقى الاسلام دينا للمحبة والسلام واللعنة على هؤلاء المارقين اعداء الله

النهاية المحتومة
أبو الأعلى المودودي -

شعب وزيرستان يعتبر أقوى قوة وضعت لمعارك الهند مع باكستان حداً أذهل الهنود وأوقفهم عن احتلال مناطق من باكستان والعملية الحالية محصلتها ستكون لمصلحة هذا الشعب لأنه متجانس ومقاوم بضراوة وكثير من الجيش الباكستاني متعاطف معهم والاتجاهات الوطنية تعتبرهم من خلال تاريخهم السابق درع باكستان في مواجهة الهند لذلك تعتبر هذه الحرب للحكومة الحالية خاسرة بكل المقاييس ماعدا مقياس التآمر الخارجي لإضعاف هذه الدولة وتقسيمها ولكن النصر في النهاية للمدافعين عن أرضهم وكرامتهم وسيذكر التاريخ عار تآمر المتآمرين على شعبهم وستكون المليارات التي أنفقها المتآمرون الخارجيون على هذا الشعب زيادة في أزماتهم الاقتصادية وحسرة عليهم لأن هذه من سنن الله عبرالتاريخ يقول الله عز وجل ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ، ليميز الله الخبيث من الطيب ، ويجعل الخبيث بعضه فوق بعض فيركمه جميعاً أولئك هم الخاسرون سورة الأنفال الآية 37

الله معكم يا باكستان
شمروخ -

إلى الأمام فلتكن المعركة النهائية للقضاء على زمرة طالبان ومن يمثلهم ويجب على حكومة باكستان الإستعانة بالشيعة الباكساتانين لتحقيق هذاالهدف فشيعة باكستان لهم خبرة كبيرة في القتال بالجبال الوعرة وبذلك تطهير البلاد الإسلامية من ازلام واحفاد معاوية بن ابي سفيان والقضاء على الإسلام المزيف المنتشر حاليا في ارجاء الأرض كما على الجمهورية الإسلامية استغلال هذه المعارك والإتفاق مع الحكومة الباكستانية لتطهير المناطق المحازية للجمهورية من ازلام القاعدة الكافرة .