أذربيجان تسعى لعرقلة المصالحة بين تركيا وأرمينيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تسعى أذربيجان الى عرقلة المصالحة بين أرمينيا عدوها اللدود وتركيا حليفها التاريخي من خلال التهديد خصوصا باستخدام سلاح الطاقة ضد انقرة على ما رأى محللون.
باكو: قال الرئيس الأذربيجاني الهام علييف الجمعة اثناء اجتماع للحكومة "ان أذربيجان تبيع مواردها الطبيعية بثلث سعر السوق العالمي. فاي بلد في العالم يقبل ببيع موارده الطبيعية ب30% من السعر العالمي؟". واضاف "بالطبع اننا نبحث في ظروف كهذه في خيارات بديلة اخرى"، مؤكدا ان أذربيجان قد تزيد من شحناتها للغاز عبر روسيا وايران وتجنب تركيا.
ويسعى علييف بذلك، برأي المحللين، لمعاقبة تركيا اثر الاتفاقات التاريخية التي وقعتها يريفان وانقرة في 10 تشرين الاول/اكتوبر فيما تعتبر باكو ان حليفها التركي اضر بالمصالح الأذربيجانية. وتقضي هذه الاتفاقات التي لا تزال تحتاج لمصادقة البرلمانين التركي والارمني، بتطبيع العلاقات بين البلدين وفتح حدودهما المشتركة.
والدافع وراءء غضب باكو هو ان تركيا اغلقت الحدود في 1993 دعما لأذربيجان بعد سيطرة أرمينيا اثر نزاع مسلح على الجيب الارمني داخل اراضي أذربيجان، ناغورني قره باخ. اعتبرت آنا يلينكوفيتش الخبيرة في شؤون القوقاز في مجموعة يوراسيا ومقرها في لندن، "ان أذربيجان تشعر بطريقة ما ان تركيا غدرت بها"، مضيفة ان باكو "تتخذ مبادرات لافهام تركيا هذا الامر".
ويرى المحلل السياسي الأذربيجاني راسم موسى بيكوف ان التقارب بين تركيا وأرمينيا ابرز قلق أذربيجان في ما يتعلق بسعر الغاز. وقال في هذا الصدد "ان تجاهل تركيا لمصالح أذربيجان الوطنية في مقاربتها مع أرمينيا دفع باكو الى اعادة النظر في مقاربة تركيا الانانية بشأن اسعار الغاز". ولفت موسى بيكوف الى انه "في حين كان بامكان أذربيجان حتى الان تبرير الاسعار المتدنية جدا بعلاقاتها الاخوية مع تركيا، باتت باكو تتحدث الان بلغة تجارية بحتة".
وفي رد فعل على تصريحات علييف صرح وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان "المفاوضات مستمرة (...) واني مقتنع بان النتيجة ستكون ايجابية". وأذربيجان تشكل نقطة انطلاق لممر هام لانابيب النفط والغاز التي تربط بحر قزوين باوروبا عبر جورجيا وتركيا. وتعتبر باكو ايضا مزودا محتملا رئيسيا لمشروع "نابوكو" المدعوم من الاتحاد الاوروبي والذي يهدف الى امداد اوروبا بغاز آسيا الوسطى من خلال الالتفاف على روسيا.
ولفتت آنا يلينكوفيتش الى ان تهديد أذربيجان باختيار طرق اخرى لنقل غازها موجه ايضا الى الدول الغربية التي دعمت جهود المصالحة بين أرمينيا وتركيا. واضافت ان اوروبا تفضل تجنب مرور غازها عبر روسيا بعد ان عانت من اضطراب شحناتها من الغاز الروسي عبر اوكرانيا بسبب الازمات المتكررة بين موسكو وكييف.
لكن بالنسبة لأذربيجان فان امكانات تنويع طرق صادرات الغاز محدودة نظرا الى النقص الحالي في البنى التحتية براي الخبراء. وخلص المحلل الأذربيجاني الغار محمدوف الى القول في هذا الاطار ان "العلاقات بين تركيا وأذربيجان وصلت الى ادنى مستوياتها".