كرزاي يخفف التوتر مع الغرب ويقبل بجولة ثانية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قال مسؤولون افغان إن جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية ستجرى في السابع من شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل يتقابل فيها الرئيس حامد كرزاي ومنافسه الرئيسي عبدالله عبدالله. وقد ايد كرزاي هذا القرار الذي توصلت اليه مفوضية الانتخابات الافغانية المستقلة قائلا إنه قانوني ودستوري مؤكدا بأنه سيلتزم به. وفيما ترجح المعطيات فوز كرزاي في الجولة الثانية يلقي حجم التزوير المزعوم في الجولة الاولى بظلاله على الانتخابات الجديدة، وقد اكدت الامم المتحدة في هذا الصدد انها ستقوم بكل ما في وسعها لكي تجري الدورة الثانية بطريقة حرة ومنصفة وشفافة وفي مناخ آمن.
وخفف قرار كرزاي على الفور التوتر مع الغرب وأزال حجر عثرة بالنسبة للرئيس الاميركي باراك اوباما في الوقت الذي يبحث فيه ما اذا كان سيرسل مزيدا من القوات الى أفغانستان لمحاربة حركة طالبان.
واتصل أوباما بكرزاي لتهنئته على قبول جولة الاعادة كما رحب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والامين العام للامم المتحدة بان كي مون بقرار كرزاي أيضا.
وقال أوباما في بيان "من المهم الان أن تواصل كل شرائح المجتمع الافغاني العمل سويا من أجل تعزيز الديمقراطية والسلام والعدل. واضاف "نتطلع لجولة ثانية من التصويت واستكمال عملية اختيار رئيس لافغانستان."
وأكد مسؤولون بادارة أوباما أنه لكي تنجح أميركا في أفغانستان من الضروري أن تكون هناك حكومة شرعية وموثوق بها في كابول.
ومن المقرر أن يجتمع أوباما مع مجلس الحرب الاميركي هذا الاسبوع والاسبوع القادم لبحث طلب قائده العسكري في أفغانستان الجنرال ستانلي مكريستال بارسال تعزيزات قوامها 40 ألف جندي أو أكثر.
وسيواجه كرزاي في جولة الاعادة التي ستجرى في السابع من نوفمبر تشرين الثاني وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله.
وبعد ساعات من المحادثات خلف أبواب مغلقة مع دبلوماسيين غربيين بدا كرزاي متوترا لدى قبوله حكم لجنة الانتخابات المستقلة في أفغانستان
وقلصت اللجنة النسبة الاجمالية للاصوات التي حصل عليها كرزاي الى 49.7 في المئة من 54.6 في المئة في النتائج الاولية للجولة الاولى. وبذلك يتعين الحصول على 50 بالمئة على الاقل لتحقيق الفوز من الجولة الاولى.
وقال كرزاي بينما كان السناتور الاميركي جون كيري ومبعوث الامم المتحدة لافغانستان كاي ايدي بجانبه "نعتقد أن هذا القرار للجنة الانتخابات المستقلة شرعي وقانوني ودستوري ويعزز المسيرة نحو الديمقراطية."
وأصدرت اللجنة قرارها بعدما أبطلت لجنة للتحقيق في التلاعب تدعمها الامم المتحدة هذا الاسبوع عشرات الالاف من الاصوات التي حصل عليها كرزاي.
وكان كرزاي قد قال في وقت سابق ان نطاق التزوير مبالغ فيه وعبر عن ثقته في تحقيق الفوز في الجولة الاولى، فيما قال معسكر عبد الله انه مستعد لجولة الاعادة. وقال فاضل سانجشاركي المتحدث باسمه "عبرنا عن أملنا في أن يقبل الرئيس اجراء الجولة الثانية."
وقال السناتور كيري ان جولة الاعادة ستكون صعبة في ظل الاجواء الحالية. لكنه قال ان الغرب ملتزم بمساعدة أفغانستان. وأضاف "نعلم أنها ستكون صعبة وستتطلب تضحية لكننا ملتزمون بهذا الجهد."
وزاد عدم اليقين الضغوط على واشنطن حيث تشير استطلاعات للرأي الى أن الاميركيين ضاقوا ذرعا بالحرب المستمرة منذ ثماني سنوات.
وعارض الكثيرون داخل الحزب الديمقراطي الذي ينتمي اليه أوباما علنا ارسال مزيد من القوات في حين يقول المعارضون الجمهوريون ان طول المشاورات بشأن استراتيجية جديدة يضر بالقوات الامريكية ويقوي عزيمة طالبان.
تحديات ضخمة امام تنظيم الدورة الثانية
وفي تصريح مقتضب للصحافيين، اشاد بان كي مون بحس المسؤولية كرجل دولة الذي يتمتع به الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي ولدعمه العملية الديموقراطية عبر موافقته على تنظيم دورة انتخابية ثانية في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر.
واشاد ايضا بمنافسه الرئيسي عبد الله عبد الله لـ"الشهامة" التي تحلى بها "اثناء الحملة الانتخابية وطيلة الفترة الصعبة التي تلت الانتخابات".
لكنه قال "ستكون هناك تحديات ضخمة ينبغي مواجهتها بهدف تنظيم" هذه الدورة الثانية من الانتخابات بطريقة مرضية. وقال "لم يبق سوى 18 يوما" للتضحير لها.
واضاف "ستقوم الامم المتحدة بكل ما في وسعها لكي تجري الدورة الثانية بطريقة حرة ومنصفة وشفافة وفي مناخ آمن".
بدوره قال المحلل السياسي الافغاني وحيد مزهده "ستبذل طالبان أقصى جهودها بلا شك لمحاولة تعطيلها. ستكون (الجولة الثانية) صعبة اذا كانت نيتنا هي اجراء انتخابات أفضل وأكثر شفافية مقارنة مع الجولة الاولى."
طالبان تعتبر تنظيم الانتخابات "امرا مضحكا"
اعتبرت حركة طالبان ان تنظيم الانتخابات كان "امرا مضحكا" وشابها التزوير والفساد، كما جاء في رسالة اوردها المركز الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية (سايت).
وجاء في بيان لحركة طالبان نشره مركز سايت ان "الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي اجريت في 20 آب/اغسطس كانت مضحكة ومخزية وخطرة لحكومة كابول".
وانتقدت حركة طالبان ايضا في هذه الرسالة المشاركة الضعيفة جدا في الانتخابات، واكدت ان ناخبين قد "حصلوا على رشى" وبالتالي "ارغموا" على الادلاء بأصواتهم. واضافت ان "اكثرية الناخبين قالوا صراحة انهم يرفضون الانتخابات".
ويحمل بيان حركة طالبان الذي نشره موقع سايت تاريخ 20 تشرين الاول/اكتوبر، لكنه لا يشير بوضوح الى تنظيم دورة ثانية.
وقالت حركة طالبان "نعتقد ان هذا اليوم هو ايضا اكثر خزيا للديموقراطية الزائفة للسلطة في افغانستان وللذين يدعمونها". وذكر مركز سايت ان هذه الرسالة بثت خصوصا في منتديات الحوار الجهادية.